واشنطن - المغرب اليوم
فيما تحدثت تقارير عن طلعات استكشافية لطائرات أمريكية في سماء العراق، تجري إدارة أوباما مشاورات حول الخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع الأمني في العراق وسط ضغوط لدفع نوري المالكي للتنحي بعد فشله في احتواء الاحتقان الطائفي.
أفادت تقارير إخبارية أمريكية بأن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ طلعات استكشافية في أجواء العراق انطلاقا من حاملة طائرات في الخليج. ونقلت قناة "فوكس نيوز" عن مسؤولين تأكيدهم أن طائرات من طراز "إف - 18" قامت بطلعات استكشافية انطلاقا من حاملة الطائرات "يو إس إس جورج دبليو إتش بوش". وعلقت القناة بالقول إنه من المعروف أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد وافقت بالفعل على القيام بطلعات استكشاف مأهولة وغير مأهولة، واستدركت بالقول إن هذه الطائرات ليست طائرات استكشاف تقليدية وإنما طائرات مقاتلة.
ونفى البيت الأبيض معلومات تناقلتها وسائل الإعلام بأن أباما قرر عدم توجيه ضربات جوية على الفور، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد من خياراته عملا عسكريا مباشرا. وأكد مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية أن العراق طلب من واشنطن شن ضربات جوية ضد الحركة الجهادية المسماة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وأجتمع أوباما (ليلة الأربعاء/ الخميس 19 يونيو/ حزيران 2014) مع قادة الكونجرس على خلفية الأزمة المتنامية التي يشهدها العراق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أوباما قام خلال اجتماعه مع أبرز أربعة قادة للكونجرس بمراجعة "خيارات من أجل مساعدة أمنية معززة". واستبعد أوباما خيارا عسكريا واحدا فقط ألا وهو إرسال قوات أمريكية مقاتلة مجددا إلى العراق، بحسب كارني.
من جانبه قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة: "من مصلحة أمننا القومي مواجهة داعش أينما وجدناه". وطمأن ديمبسي ووزير الدفاع تشاك هاجل الكونغرس بأنهما يعدان خيارات ليتم طرحها على أوباما ليتخذ قرارا بشأن تدخل عسكري في العراق يستبعد إرسال قوات إلى الأرض.
وتشمل الخيارات الأخرى شن غارات بطائرات من دون طيار ضد مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وزيادة المساعدة والتدريبات للقوات العراقية. وقال مسؤول أمريكي إن أوباما "لم يتخذ قرارا بعد".
وقبل القيام بأي تدخل في العراق، تطالب واشنطن رئيس الحكومة العراقية الشيعي نوري المالكي باعتماد سياسة تضم الأطراف الأخرى أكثر. فهي ترى أن سوء معاملة الأقلية السنية في العراق من قبل الجهات الرسمية كان من العوامل التي أدت إلى سيطرة الإسلاميين الجهاديين على مناطق ذات غالبية سنية في العراق.
وفي وقت سابق، حمل رئيس أركان الجيوش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي الحكومة العراقية مسؤولية الانقسامات الطائفية المتزايدة. من ناحيته حمل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل مسؤولية الأزمة الراهنة إلى النهج الطائفي للحكومة العراقية التي يقودها الشيعة. وقال إن "الحكومة الراهنة في العراق لم تف يوما بالالتزامات التي قطعتها لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم السنة والأكراد والشيعة".