الرئيسية » قضايا ساخنة
قوات الأمن في باكستان

إسلام آباد - المغرب اليوم


تعرض ناشط سياسي للتصفية بالرصاص بعد مضي نحو سبع سنوات من واقعة كشفه عن إحدى أشهر جرائم الشرف في باكستان والتي هزت الرأي العام في البلاد. وأظهر مقطع فيديو التقط عام 2011 في ريف باكستان، رجلين يرقصان وأربع نسوة يغنين أغنية زفاف على وقع تصفيق، قاد إلى تبعات دامية.

ولقي أفضل كوهيستاني، وهو شقيق الرجلين اللذين ظهرا في الفيديو، مصرعه مؤخرا؛ إذ يُعتقد أن النسوة اللائي ظهرن في مقطع الفيديو بالإضافة إلى فتاة تنتمي للعائلة كانت في المشهد أيضًا، قد لقين مصرعهن على أيدي بعض أقاربهن من الرجال بدعوى أنهن "لطّخن شرفهم". 

وأتى مقتله في خضم خصومة ثأرية دامية سقط فيها ثلاثة من إخوته قتلى. وأُردي كوهيستاني قتيلا بالرصاص في منطقة تجارية مزدحمة شمال غربي مدينة أبوت آباد مساء يوم الأربعاء، بحسب الشرطة نقلا عن شهود عيان.

وجذب كوهيستاني اهتمام الرأي العام في 2012 كأحد أوائل الباكستانيين الذين رفضوا الأعراف السائدة في منطقة نائية شمالي باكستان حيث تُسوّى الأمور المتعلقة بالشرف في العائلات بالدم. ويكون القتل عن رضا من العائلتين المعنيتين بجريمة الشرف هو جزاء مَن يُعتقد أنهم انتهكوا أعراف المجتمع.

وبحسب نشطاء وحقوقيين، تُسجَل في باكستان سنويا نحو 1000 "جريمة شرف" تقتل فيها نسوة على أيدي أقاربهن. ويُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير. بينما يقل عدد الذكور الذين يقتلون بسبب جرائم الشرف مقارنة بالنساء.

وطبقا للعُرف المتبع، فإنه ينبغي على الذكور من أعضاء العائلة التي يُشتبه بأن إحدى إناثها أقامت علاقة خارج نطاق الزواج أن يقتلوها قبل أن يتعقبوا الرجل الذي أقامت معه العلاقة، والذي لا تُعارض عائلته أن يُقتل جراء ذلك أيضا.

ولم يراعِ كوهيستاني هذا العُرف السائد، وعرض قضية فيديو الزفاف الشهير للرأي العام في البلاد في يونيو/حزيران 2012، عندما زعم أن النسوة في الفيديو قُتلن على أيدي عوائلهن قبل شهر من نشره مقطع الفيديو، وأن حياة إخوته الصغار من الذكور، الذين شوهد اثنان منهم يرقصان في الفيديو، كانت في خطر.

واختفى الأخوان الراقصان بعد ذلك، وعندها اهتمت جماعات حقوقية بالقضية وبدأت في الدفع بها إلى ساحات المحاكم، مما دفع المحكمة العليا بالبلاد إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق.

لكن المحققين لم يجدوا دليلا قاطعا على أن النسوة قُتلن في جرائم شرف، وهي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الباكستاني. ويقول حقوقيون إن ثلاث نسوة آخريات انتحلن شخصيات المجني عليهن أمام المحكمة بدافع خداع القضاة وإنقاذ الجناة من العقوبة. وهو ما استند عليه أعضاء في العائلة للبرهنة على أن هؤلاء النسوة لا يزلن على قيد الحياة.

وقالت فارزانا باري، وهي ناشطة حقوقية وأكاديمية شاركت في التحقيق، إن لديها شكوكا قوية في أن اثنتين على الأقل من النسوة كانتا "محتالتين"، لكن المحكمة العليا أغلقت القضية. ونجم عن قرار أفضل كوهيستاني كَسْر هذا العُرف أن اشتعلت خصومة ثأرية بين عائلته وعائلة النسوة اللائي ظهرن في مقطع الفيديو.

وتعتبر منطقة كوهيستان إحدى أكثر المناطق المحافِظة في باكستان. وقُتل ثلاثة من إخوة أفضل كوهيستاني الكبار عام 2013، واتهم ستة رجال من عائلة النسوة بتورطهم في عمليات القتل تلك، وهو الأمر الذي برز كقضية شهيرة في المنطقة. ومع ذلك برأت المحكمة العليا ساحة هؤلاء الرجال عام 2017.

وفي خضم الخصومة الثأرية، تعرض منزل كوهيستاني للقصف والتدمير، إلا إنه لم يستسلم، وإنما انتقل إلى مسكن جديد واستمر في رواية ما تعرضت له النسوة، وجذب بذلك اهتمام وسائل الإعلام.

وقالت باري: "كان صوتا جريئا في باكستان. هذا رجل ظل يناضل على مدى سنواته السبع الأخيرة لتحقيق العدالة، ليس فقط لنفسه ولعائلته، وإنما أراد العدالة للنسوة في كوهيستان وباقي أنحاء باكستان".

وفي يوليو/تموز 2018، أمرت المحكمة بأن تجري الشرطة تحقيقات جديدة، والتي تمخضت عن اعتقال خمسة رجال آخرين من عائلة نسوة الفيديو. وبحسب الشرطة، فإن الرجال اعترفوا أثناء استجوابهم بأن ثلاثة من النسوة الأربع اللائي شوهِدن في الفيديو تعرضن للقتل، لكنهم تراجعوا عن اعترافهم ذلك عندما مثلوا أمام القاضي.

ولا تزال القضية مفتوحة، لكن مقتل أفضل كوهيستاني عمّق المأساة التي بدأت فصولها بمشهد غنائي راقص سرعان ما انقلب إلى أحداث دامية، على غرار بعض مسرحيات شيكسبير، بعد أن قتل فيها ما لا يقل عن تسعة أشخاص.

ولطالما حذر أفضل كوهيستاني على مدى سنوات أن حياته كانت في خطر، وقد صرح لخدمة بي بي سي باللغة الأوردية في حوار حديث أن عائلته كانت تعيش تحت تهديد دائم، قائلا: "لن يتحقق العدل إلا بمحاكمة قتلة النسوة وإخوتي، عندئذ فقط يمكننا أن نتطلع إلى يوم يُسدل فيه الستار على جرائم الشرف والثأر في كوهيستان".

وقبل مقتله بساعات، أخبر أفضل كوهيستاني صحفيين محليين في أبوت آباد أن يد العدالة باتت على مقربة من القتلة، كما أخبرهم بأنه تلقى تهديدات بالقتل على نحو باتت معه حياته في خطر وشيك.

قد يهمك أيضاً :

السلطات المغربية تغلق محلًا لـ"الرقية الشرعية" في ضواحي الحسيمة

توقيف إمام مسجد مارس الجنس مع فتاة بحجة الرقية الشرعية في الحاجب

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

وزير جزائري سابق ينهال على مواطن بالعصا في مطار…
واشنطن تعترف بجوازات السفر الفنزويلية المنتهية بعد قرار غوايدو
قصف متبادل بين العدالة والتنمية والعدل والإحسان والسبب العفو…
البوليساريو تخترق المنطقة العازلة وتخسر أحد ضباطها في انفجار…
اختفاء طائرة نقل تابعة لسلاح الجو الهندي وعلى متنها…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة