كلميم - صباح الفيلالي
لم تخرج منطقة الرك الأصفر السكنية بعدُ إلى حيز الوجود، رغم مرور أكثر من 6 سنوات، ولم تبارح بعدُ مكانها رغم المجهودات التي بذلتْها جهات عدّة، كما أن طلب الاستثناء الذي تم تقديمه من مختلف الشركاء إلى المفتشية العامة للقوات المسلحة الجوية جعلته في النهاية يصطدم بقرارات المصالح العسكرية المركزية، حيث إلى حدود الآن لم تُعطِ جوابًا بهذا الشأن، لتبقى الجهات العليا وحدها القادرة على إخراج هذا الملف إلى حيز الوجود، ومنح الضوء الأخضر للتعاونيات والوداديات السكنية لمباشرة أعمالها، وهي التي تنتظر على أحرّ من الجمر. وتكتسي منطقة الرك الأصفر أهمية بالغة في مجال التوسع العمراني لمدينة كلميم باعتبارها امتدادًا طبيعيًا لها، وكذا لما تتميز به من عوامل مساعدة، ولا سيما من حيث بنيتها الطبوغرافية وتركيبتها العقارية غير المفكّكة وموقعها الإستراتيجي في مفترق الطرق تجاه مدينة سيدي إفني، واتجاه جماعتي أباينو ولقصابي وبوابة المحطة السياحية للشاطئ الأبيض، كل هذه المؤهلات والمعطيات تجعلها تشكل في المستقبل نواة قطب عمراني يلبي حاجات التعمير الملحة، ولا سيما الطلب المتزايد على إحداث تجزئات سكنية من طرف مجموعة من الوداديات والتعاونيات السكنية تهمّ مختلف شرائح المجتمع خاصة من ذوي الدخل المحدود، وتستجيب لجميع المعايير المطلوبة في هذا المجال بشكل يُوفّر جميع متطلبات المدينة الحديثة، ويعزز دور كلميم كعاصمة للمنطقة، وكثاني مركز عمراني في الأقاليم الجنوبية، وبالتالي التقليل أو القطع النهائي مع ما يُسمّى بالأحياء الهشة والهامشية. وتقع منطقة الرك الأصفر في كلميم على مساحة تُقدَّر بـ 450 هكتارًا حسب تصميم التهيئة القطاعي، الذي أعدته الوكالة الحضرية لمنطقة كلميم السمارة، وهذه المنطقة عرفت في السنوات الأخيرة انتشارًا مهمًا لعدد من المشاريع السكنية المقدمة من طرف كل من شركة عمران الجنوب، ثم الواديات والتعاونيات السكنية ممثلة في القطاع الخاص، وذلك بهدف تقديم سكن منظم ولائق، وكانت أول العراقيل هي إحداث تصميم قطاعي، إضافة إلى الدعوة إلى تجهيزات كبرى، صرف صحي، الكهرباء وغيرها من التجهيزات. ولكن الطامة الكبرى هي زاوية 30 درجة وعلى مسافة 3000 متر يفرضها المطار العسكري، الشيء الذي اعتبرته الوداديات والتعاونيات السكنية يهدف فقط إلى عرقلتها، متسائلة في الوقت ذاته عن غياب هذا الشرط بخصوص المشاريع التي احتضنتها المدينة هناك في الآونة الأخيرة، بالنسبة إلى قصر المؤتمرات والمدرسة الفندقية والمدرسة العليا للتكنولوجيا والنواة الجامعية التي ابتدأ بهم العمل، ولماذا لم يتم منحهم التراخيص النهائية رغم حصولهم على الموافقة المبدئية، واستثمارهم مبالغ ضخمة أكثر من 22 مليار سنتيم إلى حدود اليوم، مع التوقع بارتفاع الرقم إلى ما يناهز 60 مليار سنتيم، مع إنهاء أعمال التجهيز، معتبرين أن هذه التبريرات المقدمة بخصوص الزاوية المزعومة تتنافى والمشاريع الكبرى السالفة الذكر، التي خرجت إلى حيز الوجود من دون مشاكل أو صعوبات تُذكَر، داعين الجهات المعنية إلى التدخل العاجل من أجل إيجاد تسوية تضع حدًا لهذا المشكل، خصوصًا وأنهم يعيشون تحت ضغط المساهمين لما يقارب 7 سنوات. الوكالة الحضرية التي دخلت على الخط من البداية وقامت بمجهودات مهمة، كما أعدّت ملفًا تقنيًا متكاملاً بغية طلب الاستثناء من المصالح العسكرية المركزية، نظرًا إلى كون الارتفاقات العسكرية ستحرم منطقة الرك الأصفر من مساحات تتجاوز 200 هكتار خاصة بالسكن، ونظرًا كذلك إلى كون واقع الحال يتعارض مع هذا الارتفاق، لوجود العديد من البنايات القائمة الذات، كما عملت موافاة المصالح المركزية لوزارة السكان والتعمير وسياسة المدينة في الملف التقني الخاص في منطقة الرك الأصفر في كلميم موضوع طلب الاستثناء، طالبةً منها التدخل لدى المصالح العسكرية المركزية قصد درس إمكان إعطاء الاستثناء لهذه المنطقة، كما قام والي جهة كلميم-السمارة عامل إقليم كلميم الحالي بمراسلة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجوية – مفتشية الهندسة في الرباط تحت إشراف وزير الداخلية. وفي آخر التطورات وفي جواب لوزير السكان والتعمير وسياسة المدينة على السؤال الكتابي الذي تقدمت به أخيرًا النائبة عن فريق "العدالة والتنمية" في مجلس النواب عن تسوية وضعية الرك الأصفر السكنية في كلميم أكد الوزير أن مصالحه المركزية تعمل على التنسيق مع المصالح المركزية لإدارة الدفاع الوطني لعقد اجتماع تشاوري، قصد إيجاد السبل الكفيلة التي ستمكن من الاستجابة للطلبات المتعددة للسكان والسلطات المحلية والتعجيل بإخراجه إلى حيز الوجود.