فاس - حميد بنعبد الله
تعيش قرية كرامة في إقليم خنيفرة المغربي، غليانا شعبيا بعد تنامي احتجاجات السكان على الشلل التام الذي تعيشه، بعدما دخلوا منذ الجمعة الماضي في احتجاجات متواصلة وغير مسبوقة، التحق بهم سكان دواوير أخرى في المنطقة، أعلنت تضامنها مع هذه القرية وضموا مشاكلهم إلى تلك التي يعانيها سكانها .وعمد غالبية أصحاب المحلات التجارية في المنطقة، إلى إغلاق محلاتهم التجارية في خطوة تضامنية غير مسبوقة، ليدخلوا في اعتصام مفتوح، أمام مقر الجماعة المحلية، في ظل وضع ينذر بتطورات جديدة ومثيرة أمام صمت السلطات المحلية.وانطلقت شرارة الاحتجاج المكثف في إقليم خنيفرة، الخميس، من قرية "ألمو أبوري" بعدما نزح سكانها إلى مركز "كرامة" للمشاركة في الاعتصام المنظم أمام مقر الجماعة، للمطالبة بفك العزلة عن القرى البعيدة والمعزولة وتزويدها بالماء والكهرباء وربطها بشبكة الهاتف وشق الطرق.ويطالب سكان قرية "كرامة" في دائرة الريش في هذا الإقليم، بإنشاء مستوصفات ومراكز طبية ووحدات مدرسية جديدة، وإخراج القرية من عُزلتها، طالبين من العاهل المغربي، القيام بزيارة إلى هذه القرى المنكوبة التي تعتبر أبعد نقطة جغرافية في الإقليم وأكثر تهميشا، كما يطالبون بتعبيد الطريق رقم 708 الرابطة بين آيت خوجمان وكرامة على 42 كلم والتي تعد الأسوأ على المستوى الإقليمي، بعد إنشائها عام 1956، لكنها تعاني تآكلا وتصدعا وحفرا يصعب معها التنقل عبرها، بل تسبب حوادث تصادم كثيرة بسبب ضيقها.ويطالب السكان الغاضبون بتفعيل برنامج التهيئة الذي أُعلن عنه منذ عامين، خصوصا أن قرية كرامة تعتبر الوحيدة التي لم تستفد من عملية التأهيل، إذ لا يوجد بها أي شارع مُعبَّد أو شبكة للتطهير، وبفك العزلة عن دواوير الهري وتالهريت وأموكر وتيط نعلي وتلالون وأداشر وتيجان وألمو أبوري.وإضافة إلى هذه القرى، التي تبعد 35 كيلومترا عن مركز كرامة والذي يعتبر الوصول إليه صعبا جدا إن لم نَقُل مغامرة، ينطبق الواقع ذاته على دوار تاكريرت، في الوقت الذي يطالب السكان في دواوير ألمو أبوري وتلالون وتيجان وغيرها، بماء صالح للشرب والربط بالشبكة الكهربائية.وإضافة إلى هذه الدواوير، انتقلت عدوى الاحتجاج في إقليم خنيفرة، لتشمل ربوع جماعة سيدي يحيى يوسف ذات الطبيعة الجبلية الصعبة، بعد احتجاج سكان دوار "إيزي عثمان" وتعمدها إزالة أختام مصالح المياه والغابات عن عدد كبير من الأشجار الغابوية في منطقة "أقابا" منعا لبيعها لاحقا.وقامت دواوير أخرى من قبيل "تلات نواعرابن" و"بويرغيسن"، بالفعل ذاته في منطقة الغابات المسماة "تروزي لحاج"، اعتراضا على بيع الغابة إلى ملكيات خاصة من قبل الجماعة القروية المحلية التي يلوح سكانها بالقيام بمسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه مقر العمالة، لإبلاغهم صوتهم إلى عامل الإقليم.