جوبا - المغرب اليوم
عاد الهدوء صباح اليوم الخميس الى جوبا غداة معارك جديدة لم تتضح اسبابها واطرافها، وتوقف منتصف ليل الاربعاء الخميس اطلاق النار الذي كان استؤنف في المساء، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.وقد اندلعت معارك صباح الاربعاء في عاصمة جنوب السودان الذي يشهد منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر نزاعا داخليا في النظام والجيش بين الرئيس سالفا كير ونائب الرئيس السابق رياك مشار والقوات الموالية لكل منهما.وكانت المواجهات التي اندلعت قرب ثكنة في وسط المدينة، استمرت ساعتين وعزتها السلطات الى مشكلة متصلة بدفع رواتب لجنود. وسمع اطلاق نار كثيف مساء الاربعاء في مختلف احياء المدينة قبل ان يتوقف في الساعة 2,00 (23،00 تغ من الاربعاء)، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وشهدت الطرق حركة سير خفيفة صباح الخميس. وبدأ بعض سكان جوبا بالخروج ظهرا، كما اضاف المراسل.وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال تون ماني احد سكان حي غوديلي والموظف في منظمة غير حكومية "اردت الذهاب الى المكتب، لكني لم استطع مغادرة منزلي باكرا اليوم بسبب القلق الناجم عن اطلاق النار الليلة الماضية".وبقي معظم المتاجر مقفلا في سوق كونيو كونيو، اكبر الاسواق في عاصمة جنوب السودان، وكان اصحابها الذين غالبا ما يسكنون على مقربة منها ما زالوا يترددون في فتحها.واوضح مراسل وكالة فرانس برس ان الجيش الوطني الموالي للرئيس كير، يسيطر على ما يبدو على كامل المدينة. وعزا المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي اطلاق النار في المساء وخلال الليل الى "جنود غير منضبطين" كانوا يريدون ان يتسلوا.واكد ماكوي "هذا امر طبيعي عادة ما يقوم به الجنود غير المنضبطين، لم تحصل معارك الليلة الماضية في جوبا، انه مجرد اطلاق نار عشوائي قام به جنود غير منضبطين".الا ان متحدثة باسم مهمة الامم المتحدة في جنوب السودان اريان كونتيين تطرقت الى معارك خلال الليل قرب القاعدة الاساسية للامم المتحدة في العاصمة القريبة من المطار.ولم يكن في وسع الحكومة ولا مهمة الامم المتحدة في جنوب السودان تقديم حصيلة عن اطلاق النار خلال الليل. وتصعب معرفة مدى ارتباط المعارك الاخيرة في العاصمة بالنزاع الحالي في جنوب السودان. وقد اندلع هذا النزاع في 15 كانون الاول/ديسمبر مواجهات في جوبا بين مختلف فصائل الحزب الحاكم، بين كير ومشار.وقد امتدت هذه المعارك الى المناطق الاخرى في البلاد. وترافق النزاع الذي يضاف اليه تنافس قديم بين قبيلتي الدينكا والنوير اللتين يتحدر منهما على التوالي كير ومشار، مع مجازر اتنية واسفرتا حتى الان عن الاف القتلى -10 الاف بحسب بعض المراقبين- وهجرت اكثر من 900 الف شخص من منازلهم.