طرابلس لبنان - المغرب اليوم
اطلق مسلحون مجهولون النار صباح الجمعة على عنصر في قوى الامن الداخلي في مدينة طرابلس في شمال لبنان، ما تسبب بمقتله، وهو الاغتيال الخامس بالرصاص منذ شباط/فبراير.وافاد مصدر امني وكالة فرانس برس ان "مسلحين اثنين على دراجة نارية اقدما على اطلاق النار من رشاشين حربيين على سيارة من نوع رانج روفر يقودها العنصر في قوى الامن الداخلي بطرس البياع، اثناء مروره في منطقة القبة في طرابلس، ما تسبب بمقتله".واوضح ان المسلحين اطلقا 18 رصاصة على السيارة، وان السيارة سقطت بعد مقتل سائقها في مجرى نهر ابو علي المحاذي للطريق، وحضرت قوة من الجيش الى المكان وانتشلت الجثة. واوضح المصدر ان التحقيق جار في الحادث، من دون ان يكون قادرا على التكهن بخلفياته.والبياع مواطن مسيحي ثلاثيني كان متوجها من منطقة زغرتا (شمال) نحو طرابلس.وقتل امس الخميس عنصر في الجيش اللبناني برصاص مسلحين اثنين على دراجة نارية في منطقة اخرى من طرابلس.وضحية الامس سني من سكان منطقة باب الرمل في طرابلس.ولم يكن في امكان المصدر الامني الجزم في ما اذا كان هذان الاغتيالان مرتبطين بجولة العنف الجارية في طرابلس منذ 13 آذار/مارس والتي اسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا. وبدأت جولة الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية هذه المرة اثر قيام مسلحين ملثمين اثنين على دراجة نارية باطلاق النار في احد شوارع طرابلس على مواطن سني ما تسبب بمقتله. والاربعاء، قتل مسلحان بالطريقة نفسها موظفا علويا في المجلس البلدي في طرابلس. وفي شباط/فبراير، اغتال مسلحون على دراجة نارية مسؤولا عسكريا في الحزب العربي الديموقراطي، ابرز ممثل للعلويين في لبنان، في منطقة الميناء في طرابلس.ومنذ بدء الازمة السورية قبل ثلاث سنوات، شهدت طرابلس سلسلة من جولات العنف بين باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية وجبل محسن المؤيد لنظام الرئيس بشار الاسد، تسببت بمقتل العشرات.ولا يمكن التنبؤ باندلاع دورة العنف التي يحاول الجيش اللبناني في كل مرة ضبطها، من دون ان يتم التوصل الى حلول جذرية.ويؤكد سكان طرابلس ان "قادة محاور القتال" في المدينة معروفون بالاسماء من السكان والاجهزة الامنية، وانهم يشعلون المحاور لسبب او لآخر، وانهم يتقاضون اموالا من اجهزة ومن شخصيات سياسية. وكلف مجلس الوزراء الخميس الجيش والقوى الامنية "تنفيذ خطة لضبط الوضع الامني ومنع الظهور المسلح واستعمال السلاح بكافة اشكاله ومصادرة مخازن السلاح في طرابلس واحيائها وجبل محسن"، بحسب ما جاء في بيان رسمي.كما طلبت الحكومة "تنفيذ الاجراءات كافة لتوقيف المطلوبين وتنفيذ الاستنابات القضائية عن هذه الاعمال".واكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان صادر عن الرئاسة الجمعة ان "كل العمليات الارهابية التي تطاول عناصر الجيش والقوى الامنية لن تمنع هذه القوى من تنفيذ قرار مجلس الوزراء بالحفاظ على الامن والاستقرار مهما بلغت التضحيات".ودعا هذه القوى "الى مواصلة خطواتها واجراءاتها وعدم التهاون مع الارهابيين والمجرمين (...) من اجل حفظ السلم الاهلي والامن وقطع الطريق على من تسول له نفسه جعل الوطن ساحة رهينة لحسابات ارهابية واجرامية".