كانو - المغرب اليوم
اعلنت حركة بوكو حرام الاسلامية المسلحة في نيجيريا مسؤوليتها عن التفجير في العاصمة النيجيرية الاثنين، مع استمرار البحث عن 85 تلميذة خطفتهن الحركة. وادى الانفجار الذي وقع صباح الاثنين الى مقتل 75 شخصا على مشارف ابوجا قبل ساعات من هجوم مسلحين على مدرسة في ولاية بورنو التي تعتبر معقلا لبوكو حرام شمال شرق البلاد، وخطف 129 تلميذة. وصرح مسؤولون ان 44 فتاة تمكن من الفرار وهن الان في امان. وابرز الهجوم خطورة التهديد الذي يشكله الاسلاميون على البلد الافريقي الاكثر اكتظاظا بالسكان والاكبر اقتصادا، كما اثار خطف التلميذات غضبا عالميا. وصرح ابو بكر شيكاو في تسجيل فيديو مدته 28 دقيقة "نحن من شن الهجوم في ابوجا"، في اشارة الى الهجوم الاكثر دموية الذي تشهده العاصمة النيجيرية في محطة حافلات تكتظ بالمسافرين. وظهر شيكاو في الشريط وهو يضع على كتفه رشاش كلاشنيكوف ويرتدي الزي العسكري، وتحدث باللغة الغربية ولغة الهوسا السائدة في شمال نيجيريا. ونبه شيكاو الى ان مقاتلي بوكو حرام متمركزون في العاصمة وقال مخاطبا الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان "نحن في مدينتك". وتصنف واشنطن شيكاو على انه ارهابي عالمي ورصدت مكافأة بقيمة سبعة ملايين دولار (5,1 ملايين يورو) لمن يساعد في اعتقاله. ويعد التفجير الذي وقع في محطة نيانيا للحافلات على مشارف ابوجا، اول هجوم كبير تشهده العاصمة منذ عامين، بعدما تركز عنف المتمردين في الاشهر الاخيرة في معاقل الجماعة الشمالية الشرقية النائية التي يشن فيها الجيش هجوما منذ 11 شهرا. ولم يتطرق شيكاو في التسجيل الى عملية خطف الفتيات من مدرسة حكومية في شيبوك، الا ان الجيش ومسؤولين محليين قالوا ان الفتيات اللواتي نجحن في الفرار من قبضة المسلحين اكدن مسؤولية بوكو حرام عن عملية الخطف. وصرح مفوض التعليم في ولاية بورنو للصحافيين في وقت متاخر من الجمعة انه تم العثور على 14 فتاة اخرى، وان 85 فتاة لا يزلن مخطوفات. وقالت بعض الفتيات اللواتي تمكن من الفرار في وقت سابق من الاسبوع انه تم اقتياد الفتيات المختطفات الى منطقة غابة سامبيسا التي تقيم فيها بوكو حرام مخيمات محصنة. وقال الجيش انه شن عملية بحث وانقاذ واسعة، الا ان عددا من سكان المنطقة قالوا انهم فقدوا الثقة بقوات الامن بعد اصدار وزارة الدفاع تقريرا خاطئا قالت فيه ان معظم الفتيات في امان. وجاء في البيان الذي صدر في وقت متاخر من الاربعاء انه تم تحرير جميع الفتيات باستثناء ثماني، الا ان المتحدث باسم الوزارة كريس اولوكوليد اضطر الى سحب التقرير الجمعة بعدما تبين انه غير دقيق. ويجوب اهالي الفتيات الاراضي التي تغطيها الغابات منذ ايام بحثا عنهن، وجمعوا المال لشراء الوقود للدراجات النارية والعربات المستخدمة في عملية البحث. وقال والد احدى الفتيات انه قرر مع عدد اخر من الاباء العودة بعدما ابلغهم السكان المحليون ان المسلحين موجودون في منطقة قريبة، ومستعدون لذبح اي شخص يتقدم باتجاههم. وقال اينوخ مارك الذي خطفت ابنته واثنتان من بنات شقيقه "لو اننا مسلحون مثلهم، لذهبنا بالتاكيد وواجهناهم". وتسعى بوكو حرام الى اقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا، وتلقى عليها مسؤولية مقتل الالاف منذ 2009. وتهاجم الحركة التي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام" المدارس والجامعات في اطار تمردها المتواصل منذ خمس سنوات. واقدمت الجماعة على ذبح العديد من الطلاب اثناء نومهم في سكنهم الطلابي، الا انه لم يسبق لها ان قامت بخطف فتيات. وذكر مصدر امني ان ثمة مؤشرات الى ان الاسلاميين يستخدمون الرهائن من النساء كسبايا لاغراض الجنس والطبخ. ورفضت بوكو حرام اجراء اي مفاوضات سلام ولم تتجاوب مع عدد من عروض وقف اطلاق النار، ألا أن اينوخ مارك ناشد المسلحين اظهار الرحمة. وقال "ندعو بوكو حرام الى الافراج عن بناتنا اللواتي لم يقترفن اي خطأ". أ.ف.ب