بعقوبة - أ.ف.ب
قتل 48 شخصا في اعمال عنف جديدة في العراق الخميس، بينهم 32 في تفجير بسيارة مفخخة وسط سوق شعبي في شمال شرق بغداد، لترتفع حصيلة القتلى في العراق لعام 2013 الى اكثر من 5800 شخص.واوضح عقيد في قيادة عمليات ديالى لوكالة فرانس برس ان "سيارة مفخخة انفجرت في داخل سوق شعبي في ناحية السعدية ما اسفر عن مقتل 32 شخصا واصابة اربعين اخرين بجروح".واوضح الضابط العراقي ان "التفجير وقع حوالى الساعة 12,00 (09,00 تغ) في وسط سوق يضم باعة خضار وعددا من المقاهي الصغيرة".وتقع السعدية التي تقطنها غالبية من الاكراد الشيعة (الفيلية) على بعد 100 كلم شرق مدينة بعقوبة، وتعد احدى المناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان وحكومة بغداد المركزية.وتستغل الجماعات المتمردة ضعف التواصل بين قوات امن الجانبين لتنفيذ هجماتها.ففي 14 تشرين الثاني/نوفمبر استهدف انتحاري يرتدي حزاما ناسفا مجلس عزاء لاستذكار مقتل الامام الحسين في هذه البلدة ما اسفر عن مقتل 32 شخصا.كذلك اسفر هجوم اخر في ديالى وسلسلة هجمات في بغداد والموصل شمال العراق الخميس الى مقتل 14 شخصا، فضلا عن مقتل اثنين من المتمردين برصاص قوات الامن.كما قتل مدني شمال مدينة بعقوبة بانفجار عبوة ناسفة واصيب ستة اخرون، بحسب مصادر امنية.من جهة اخرى اعلنت الشرطة العراقية العثور على جثث 12 شخصا تم اختطافهم من قبل مسلحين متنكرين بزي قوات الامن العراقية في محافظة ديالى. وقد عثر على الجثث الـ12 وعليها اثار طلقات نارية ومرمية بالقرب من نهر، ما يعيد الى الذاكرة ظاهرة العنف الطائفي التي بلغت ذروتها في عام 2007.ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، لكن تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) فرع القاعدة في العراق، يتبنى بشكل مستمر الوقوف وراء هذه العمليات، لتقويض الثقة بالحكومة التي يديرها الشيعة.وتأتي الهجمات بعد يوم من سلسلة اعتداءات شهدها العراق بينها تفجيرات استهدفت مناطق متفرقة في بغداد اسفرت عن مقتل 59 شخصا واصابة نحو مئة اخرين.وكان معاون مستشار الامن الوطني العراقي صفا حسين قال في لقاء مع فرانس برس ان تنظيم القاعدة "توصل الى اعادة تجميع قواه في بعض المناطق" العراقية، مضيفا "الان، لديهم الوسائل المطلوبة لاجتياز الحدود، وحلفاء اقوياء جدا في سوريا".وتصاعدت موجة الهجمات في عموم العراق خلال الاشهر الاخيرة رغم الاجراءات المشددة التي تنفذها قوات الامن.وقتل اكثر 300 شخص جراء اعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وفقا لاحصائية اعدتها وكالة فرانس برس استنادا لمصادر رسمية.ولقي اكثر من 5800 شخص مصرعهم منذ بداية السنة في اعمال عنف منهم 964 في تشرين الاول/اكتوبر، الشهر الاكثر دموية منذ نيسان/ابريل 2008، كما تفيد ارقام رسمية.ودفع تصاعد العنف في البلاد، رئيس الوزراء نوري المالكي الى مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في محاربة الارهاب الذي بلغ أسوأ معدلاته منذ عام 2008.من جهة اخرى، دعا المتحدث الرسمي باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام التنظيمات الاسلامية المتشددة الى الانضمام الى مشروع تنظيمه، بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع اسلامية الخميس.وقال ابو محمد العدناني "نتوجه الى كل المجاهدين قادة وجنودا، جماعة وافرادا ان تسرعوا بالالتحاق بمشروع الدولة الاسلامية في العراق والشام".واضاف ان "هذا المشروع مشروعكم وان مجيئكم اتقى لربكم واقوى لجهادكم واغيض لعدوكم".وتاتي دعوة العدناني بعد اسابيع من امر زعيم القاعدة ايمن الظواهري بالغاء الدولة الاسلامية في العراق والشام، مؤكدا ان جبهة النصرة هي فرع التنظيم في سوريا.وكان ابو بكر البغدادي زعيم الفرع العراقي للتنظيم، اعلن جمع "دولة العراق الاسلامية" وجبهة النصرة تحت راية "الدولة الاسلامية في العراق والشام".وتسبب اعلان زعيم القاعدة في العراق ببلبلة بين المسلحين الاسلاميين المتطرفين وبانقسامات بين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة التي تعد من اكثر المجموعات المناهضة للنظام السوري تاثيرا على الارض.