الرئيسية » تحقيقات
صورة لعائلة تتناول وجبة في مطعم في أديس أبابا

أديس أبابا - جمال السعدي

يحلم الطاهي الإثيوبي الذي يحظى بالقليل من الشهرة يوهانس غبريسيس هيلمريم، بإظهار أمجاد المطبخ الإثيوبي للعالم، مع جعل أفقر المواطنين يتناولون الطعام بشكل جيد، وأضاف هيلمريم "أحب جيمي إوليفر كثيرًا، واعتدت مشاهدة برنامجه مع والدتي". ويعد هيلمريم واحدًا من آلاف الشباب الموهوبين الذين اختاروا العودة إلى وطنهم، بعد أن تلقى تعليمه ونشأ في الخارج.

وتشهد البلاد طفرة اقتصادية غيرت حياة عشرات الملايين من البشر، ما فتح العديد من الفرص التجارية، وبلغ متوسط معدلات النمو نحو 10% خلال عقد، ويتفق الكثيرون على انخفاض الفقر بشكل كبير. وتم افتتاح السد الإثيوبي كمشروع ضخم للطاقة الكهرومائية مع إنشاء خط سكة حديدية من العاصمة أديس أبابا إلى جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول، وتقيم الخطوط الوطنية الجوية التي كانت منبوذة من قبل رحلات يومية حاليًا إلى جهات مختلفة في جميع أنحاء جنوب وشرق آسيا، ما حوّل إثيوبيا إلى مركز للقارات.

وأوضحت هايلي تيروني، من واشنطن، وهي تجلس منتظرة لقاء الرئيس التنفيذي لأحد الشركات، قائلة "لا أرغب في البقاء في أميركا، أجد كل أقاربي يعانون من القروض، أريد العودة إلى هنا، هناك العديد من الفرص هنا"، وتقول تيروني التي تدرس التمويل في جامعة سيول "المغتربون هنا يشملون المصممين والطهاة والموسيقيين والمتطورين العقاريين".

ونشأ هيلمريم في أديس أبابا، لكنه قضى أعوام في التدريب مع الشيف الفرنسي الشهير بول بوكوس في ليون، قبل عمله في أفضل مطاعم كاليفورنيا، ويعد هيلمريم واحدًا من أبرز الإثيوبيين المغتربين العائدين، ويحظى برنامجه التلفزيوني بملايين المشاهدين وفقا للمنتجين، ومن أهم مميزات البرنامج أن كل حلقة تتضمن وصفة محددة لكل منطقة من الأمة المكونة من 94 مليون نسمة، ويوضح هيلمريم أن أحد أهدافه الحفاظ على التقاليد الضائعة في إثيوبيا.

 وأضاف "كنت أعمل في كاليفورنيا، ووجدت رئيس الطهاة يستخدم التوابل الإثيوبية، وهو ما أذهلني كإثيوبي، كان يجب عليّ أن أستخدم هذه المنتجات، كان يجب عليّ أن أدرك أن الحرفة ربما تضيع في عالم صناعي سريع، أردت أن أعودت إلى إثيوبيا، وأعرف أن ذلك سيكون تحدي كبير، ولذلك سافرت في جميع أنحاء البلاد، للاستفادة من المعرفة التي تحظى بجاذبية عالمية، ولاحظت أن إثيوبيا لديها الكثير لتقدمه، ولكن بسبب العولمة ننسى أن ننظر إلى بلادنا".

وكان الهدف الآخر لهيلمريم، تحسين النظام الغذائي للمواطنين، الذين ما زالوا يعانون من سوء تغذية حاد متجذر، نتيجة الفقر المدقع، بسبب وحشية الحكام القمعيين، ويعمل هيلمريم حاليًا مع خبراء التغذية في جامعة أديس أبابا، والمسؤولين الحكوميين والأمم المتحدة، لوضع وصفات متوازنة تسمح للفقير أن يأكل بشكل جيد وصحي، وتابع هيلمريم "أشعر بالتعب تمامًا من الصورة النمطية للمجاعة المرتبطة في إثيوبيا، ولكن الأمر متروك لنا، لإظهار ما نحن عليه الأن".

ويعاني عشرات الآلاف من متابعي هيلمريم عبر "الفيسبوك"، في الحصول على وصفاته منذ تقييد وسائل الإعلام الاجتماعية بشدة منذ أن فرض حزب الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي الحاكم حالة الطوارئ في أكتوبر/ تشرين الأول، بعد موجة الاحتجاجات الدموية ضد حكمه المستمر منذ 25 عامًا، وقُتل المئات وسُجن عشرات الآلاف ما أثار انتقادات حادة من جماعات حقوق الإنسان الدولية، وعلى الرغم من أن العنف لم يكن له تأثير على الاقتصاد، حتى الأن إلا أنه أدى إلى التوتر العرقي داخل البلاد المتنوعة عرقيًا ما يهدد النمو المستقبلي، وهناك مخاوف من إبطاء الاستثمارات من الخارج.

ولا زال المغتربون يعودون حيث سيتم افتتاح مستشفى خاص العام المقبل، ويعمل بها نحو 200 طبيب إثيوبي يتم تدريبهم حاليًا في الخارج، وثلثهم من الجالية الإثيوبية في الولايات المتحدة، وتعد المستشفى من بنات أفكار "زمدنيه نيجاتو" (59 عامًا) رجل الأعمال الذي غادر البلاد عندما كان طفلًا في السبعينات هربا من نظام Derg one-party الذي حكم من 1974-1991، ويقارن نيجاتو البلاد بالصين في فترة التسعينات، قائلًا  هذه واحدة من المراحل الأكثر إثارة وديناميكية للاقتصاد، والمهارات التي يجلبها الاغتراب مهمة للغاية، إنهم يجلبون معرفة العالم الأول ويقومون بتطويعها مع الإثيوبيين".

ولم يقتصر المغتربون على إثيوبيا فقط، وساهم التباطؤ الاقتصادي وارتفاع العنصرية والإيجارات في أوروبا والولايات المتحدة إلى موجة من الشباب المتعلمين والموهوبين العائدين في كل مكان في القارة تقريبًا، ويصعب الحصول على إحصاءات لهذه الظاهرة، ولكن يتم التأسيس لها من خلال موجة من المسلسلات التليفزيونية والأفلام الوثائقية، وفي غانا هناك برنامج تلفزيوني عن مجموعة من العائدين الناجحين حظى بشعبية كبيرة، وفي الكاميرون هناك سلسلة أفلام وثائقية باسم "العائدون"، والتي ترصد تجارب الكاميرون.

وأحدث العائدون ردود فعل قوية سريعة، واعتبرهم البعض يمثلون نخبة معزولة ومتميزة، ومع بروز النمو في أفريقيا في الأعوام الأخيرة، إلا أن نيجيريا تعاني الأن من حالة ركود، حين يكافح جنوب أفريقيا مع قضايا هيكلية عميقة ومشاكل اجتماعية، ويبدو أن بقية القارة غير قادرة على التغلب على مخلفات الاستغلال الاستعماري والحرب الباردة التي تبعها عقود من سوء الحكم، ويضيف نيجاتو "ينبغي سرد صعود أفريقيا بطريقة أكثر دقة من ذلك بكثير، فالجميع لا يرتفع، وهناك فائزون وخاسرون".

ولا تزال هناك تحديات كبيرة في إثيوبيا مثل البيروقراطية التي لا يمكن اختراقها والخدمات المصرفية المكلفة، وخطورة حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية والفساد، ويوضح هيلمريم أن الصعوبات هي التي تجذبه قائلًا "في أميركا في مقاطعة أورانج أنت تعيش لمجرد العيش، ولكن إذا كنت تحب التحديات فهذا هو المكان المناسب لتكون فيه".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المخدرات لا تزال تشكل تهديدًا مستمرًا ومتعدد الأوجه للمجتمعات…
الجيش الصيني يبعث رسالة غريبة تتضمن صورة غامضة
هيومن رايتس ووتش تنتقد أحكام الإعدام بحق فرنسيين داعشيين…
القصة الكاملة لجريمة "السيانيد" وتفاصيل قتل طالب كيمياء والديه…
متقاعد من "البحرية الأميركية" بعمر 94 عامًا يعمل في…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة