لندن ـ سليم كرم
نُشرت لقطات فيديو تظهر وجه المتطرف البريطاني محمد إموازي، الذي عرف بلقب "الجهادي جون" أو "سفاح داعش"، برفقة مقاتلي مجموعته الإرهابية داخل سورية، قبل أن يلقى حتفه في ضربة جوية، استهدفت معقله في الرقة السورية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وفي الفيديو، ظهر مقاتلون بريطانيون بارزون في تنظيم "داعش"، أحدهم ارتبط اسمه بتفجيرات مانشستر وهو ريموند ماتيبا، وجنيد حسين المتخصص في القرصنة الإلكترونية، وريان خان المسؤول عن التجنيد في التنظيم، وجدير بالذكر أن إمازوي ذبح العديد من الرهائن وكان يلتقي بشكل يومي مع العديد من المقاتلين البريطانيين داخل مقهى في مدينة الرقة التي تعد من أحد أكبر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضافت التقارير أن "المقهى يقع بالقرب من برج الساعة الذي شهد ذبح العديد من الرهائن الأجانب وصلبهم، من بينهم اثنان من البريطانيين وأمريكيان، هما الصحفيان جون فولي وستيفن ستلوف". وقالت الصحيفة إن إموازي قتل في سيارة بالقرب من هذا المكان بعدما استطاعت الأجهزة الأمنية البريطانية والأمريكية رصده. وحسب ما قالته الصحيفة، فإن الفيديو أظهر مدى انسجام "العناصر الجهادية" البريطانية في تنظيم "داعش"، مضيفة أن "الفريق البريطاني في التنظيم ضم جنيد حسين من برمنغهام، الذي يعتبر أشهر قرصان الكتروني لدى التنظيم، وتزوج من سالي جونز التي اعتنقت الإسلام، وقد قُتل بضربة جوية قبل تصفية إموازي بأشهر عدة".
وأشارت "التايمز" إلى أن الفيديو المسجل في المقهى، أظهر أيضاً الجهادي رياض خان (21 عاماً)، الذي تم تصفيته بضربة جوية، مضيفة أنه كان أول بريطاني تتم تصفيته في غارة من سلاح الجو البريطاني. وقالت إن "مصير ريموند ماتيمبا العنصر الرابع في المجموعة الذي اعتنق الإسلام لا يزال غير واضح"، موضحة أنه كان يعرف بأنه قناص التنظيم". وأردفت أن هناك تقارير تكشف أنه قُتل في مايو (أيار)، إلا أن لم يتم التأكد من هذه المصادر.
وتابعت بالقول إن "المتطرفين الأربعة ظهروا في الفيديو، وهم في حالة انسجام تام معاً في المقهى في الرقة، وكانوا يشحنون أجهزتهم الجوالة، ويناقشون عدة موضوعات".
ولا بد من الإشارة إلى أن صحيفة الديلي تلغراف" حصلت على الفيديو المسجل في المقهى بالرقة". وأوضحت "التايمز" أن المتطرفين الأربعة كانوا يخططون، خلال جلساتهم، لشن عمليات داخل الأراضي البريطانية.
ولد محمد إموازي في الكويت عام 1988، وانتقل مع عائلته إلى بريطانيا عام 1994 عندما كان في سن السادسة، ويعتقد أنه تلقى تعليمه في أكاديمية "كوينين كيناستون كوميونيتي"، شمال لندن، ثم تخرج لاحقا من جامعة "وستمنستر"، واختص بعلم الحاسبات في العام 2009. أثار إموازي انتباه الأجهزة الأمنية ما بين عامي 2009 و2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني (إمي آي 5) ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه بصلتهم بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف حركة الشباب الصومالية.
وحسب الصحيفة البريطانية فإن الإرهابيين الأربعة كانوا يخططون خلال جلساتهم لشن عمليات داخل الأراضي البريطانية. وقالت إن "جنيد كان متخصصاً في تكنولوجيا المعلومات وكان يُحسب له ألف حساب ويهابه الجميع، وكان إذا ما دخل أي مقهى يقف جميع الحاضرين احتراماً له، كما أنه كان يعطي تعليمات للجميع".
وولد ماتيبا في زيمبابوي، لكنه عاش في مانشستر قبل انضمامه إلى داعش في 2014، حين تم تصور هذا الفيديو، الذي تم تصويره في مقهى في الرقة، ويبدو أن ماتيبا يظهر كشخصية رئيسية مهمة في المجموعة ومقربة من الجهادي جون. وعرف ماتيبا بصلته مع مهاجم مانشستر أرينا، سلمان عبيدي، إذ تم تجنيدهما للانضمام إلى داعش من قبل نفس الرجل "رافاييل هوستي"، ويعتقد أنهما زارا نفس المسجد معًا في جنوب مانشستر قبل أن يغادر ماتيبا إلى برشلونة ثم إلى تركيا حيث عبر الحدود إلى سوريا.
وقال مصور الفيديو: إن ماتيبا شخصية رئيسية وضالع في هجوم مانشستر، ونقل عنه قوله لمقاتلي داعش إنه يكره المدينة، ويريدها أن تصبح أحد أهداف التنظيم. يُذكر أن تنظيم داعش أكد مقتل "الجهادي جون" في ضربة جوية يوم 12 نوفمبر 2015 استهدفت معقله في الرقة السورية بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مجلة التنظيم المتطرف "دابق"، فيما تبحث السلطات البريطانية عن ماتيبا، وتسعى للقبض عليه ومحاكمته في حال ما زال حيًّا.