الرئيسية » تحقيقات
شنّ الرئيس ترامب هجومًا على سورية

واشنطن ـ يوسف مكي

احتشد الملايين من المتظاهرين ذوي الميول اليسارية في مدن حول العالم للاحتجاج على غزو إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأبن، للعراق في عامي 2002 و2003، وطوال ذلك الوقت، قامت وسائل الإعلام المحافظة إلى جانب قطاعات كبيرة من الصحافة الليبرالية، بضرب طبول الحرب، مشجعة إدارة بوش في مشروعها لتغيير النظام، ولكن بعد مرور 15 عامًا، وبينما تتجه الولايات المتحدة نحو مشاركة أكبر في سورية، وشن هجمات على النظام السوري، لا توجد حتى الآن حركة تقدمية واحدة مناهضة للحرب، ولكن في الوقت الجاري، فإن أبرز المعارضين للتدخل في الشرق الأوسط هم جميعا من اليمين، في حين أن قادة الديمقراطيين هم على دراية كاملة بالتدخل العسكري في الشرق الأوسط ولكن لا يتحدثون.

اليمنون يتهمون ترامب بخدمة مصالح إسرائيل:

وفي الوقت الذي تم فيه نشر مزاعم عن هجوم كيميائي في دوما، أكد عدد كبير من المعلقين اليمينيين أنه "خبر زائف" وأن أي هجوم كيمائي قد قام به شخص آخر كحركة إستفزازية، من أجل إسقاط وإيقاع العقاب الدولي على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا السياق، أطلق أليكس جونس، بثا مباشرا على موقع تويتر، قائلا إن "الهجوم الكيميائي عمل زائف يمكن أن يبتج عنه حربا أوسع"، ووصفت آن كولتر، المتشددة المتعصبة لترامب ورافضة للهجرة، الهجوم بالمزيف، ومثلها في ذلك شأن الكثيرين غيرهم.

وعلى نفس المنوال، أشار الكثيرون بإصبعهم إلى أن الهجوم مزيف ومن بينهم مايك اينوفيتش، الرافض للتحركات الإسرائيلية في الشرق الاوسط، قائلا إن الهجوم هراء، مستخدما رمزية الحركة البصرية للشعب اليهودي، وعلى البودكاست نفسه، أعرب ريتشارد سبنسر، وهو شخصية بارزة من اليمين المتطرف، عن شكوكه بشأن الهجوم، وفسر موقف الإدارة الذي لا يلين على نحو متزايد تجاه حليف سورية، روسيا كمؤشر على التأثير اليهودي، قال سبنسر "دعونا نترك القطة تخرج من الحقيبة، هناك عنصر يهودي (يعتقد) أن روسيا غير شرعية في الأساس".
وكانت نظريات الهجوم الزائف، والعداء تجاه إسرائيل والشعب اليهودي والتعاطف مع روسيا أبرز اتجاهات اليمين على الإنترنت، كما تبادل المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي "ميمات معادية للسامية" يشرحون فيها الهجمات كمؤامرة، وتهدف إلى استغلال ترامب في القتال لصالح حروب إسرائيل.

فوكس نيوز تذكر ترامب "أميركا أولا":
واستضاف برنامج "فوكس آند فريندس" ستيف دووسي، الذي كرر مزاعم قدمتها الحكومة الروسية بأن منظمة الإغاثة التي كانت الخوذات البيض قد شنت الهجوم، ونشرت نفس الإدعاءات في اليوم السابق على موقع ريتشارد سبنسر على الإنترنت. وبصورة عامة، عمد مضيفو "فوكس نيوز" إلى التراجع عن تصريحات الرئيس الحربية، الأمر الذي أثار إلى حد كبير مشاعر معادية للحرب، حيث قالت تومي لارين ترامب في الجزء الأخير من برنامجها "لتذكر أن أميركا أولا"، وطالبت الولايات المتحدة بالانسحاب من سورية بالكامل.

وفي وقت مبكر من صباح يوم الإثنين، تساءلت لورا إنغراهام عن سبب أولوية سورية لترامب من بين الكوارث الإنسانية الأخرى، وتساءلت أيضا "من أين نحصل على الأموال؟"، أما بالنسبة لتاكر كارلسون، فقد عزز موقفه باعتباره أبرز منتقد لحروب أميركا، وفي ليلة الأثنين، تساءل عن كيف أن الرئيس الأسد منتصرا في الحرب السورية ويلجأ إلى استخدام غاز الكلور.

الموقف اليميني يناصر التاريخ الحديث:

ويبدو هذا الموقف اليميني الصاعد ضد الحرب في سورية رائعا، عندما يكون في التاريخ الحديث، لكنه منطقي أكثر في سياق تاريخ الحق الطويل. ويشير ماثيو ليونز، وهو باحث ومؤلف قديم في الفكر اليمني، إلى وجود "تقليد كامل في حق الولايات المتحدة في معارضة التدخل العسكري في الخارج".

وقال ليونز إن هذا التقليد، الذي يمكن تتبعه في محاولات لجنة الولايات المتحدة لإبقاء الولايات المتحدة خارج الحرب العالمية الثانية، انحسر في الحرب الباردة، وليتم إحيائه إلا من قبل ما يسمى بـ "باليوكونسرفاتيون" مثل بات بوكانان في التسعينيات، وهذا الأسبوع، شجب بوكانان سلوك ترامب تجاه سورية. وأضاف أنه عندما شنّ ترامب هجمات ضد سورية العام الماضي ردا على هجوم غاز آخر، "رأى اليمينيون ذلك خيانة لتحدث ترامب عن" وضع أميركا أولا "، واستسلام لمؤسسة المحافظين الجدد، أو ما يسمى بالنخب العالمية، أو اليهود فقط.

روسيا المستفيد من الأحداث الجارية:

وبينما يمتلك اليمين المتطرف مشاعر مختلطة حول روسيا، فإن روسيا ستتلقى أي مساعدة يمكنها الحصول عليها، وبصفتها مارلين لارويلي من جامعة جورج واشنطن، تعتبر روسيا مستفيدا من التقاء الروايات والرؤى في الغرب، ولا تعمل كمحول اجتماعي ولكن كغرفة صدى للشكوك الخاصة بالمجتمعات الأوروبية والأميركية".

وبعبارة أخرى، قد لا يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولا عن الدور المناهض للحرب في حقه وأزمة المحافظين الجدد، لدرجة أن هذا يعكس تحولا أوسع في الرأي العام، وقد يستفيد منه. وأما بالنسبة لـ "فوكس نيوز"، ووفقا لعالم السياسة والخبير الإعلامي المحافظ "دان كاسينو"، فإن مناهضة العولمة هي أيضا نكهة الشهر هناك، ويقول كاسينو إنه في حين كان على فوكس أن توازن سياسة اللحوم الحمراء بأسلوب حزب الشاي ضد أحاسيس الجمهوريين ، فإنه الآن غير متأكد من وجود جمهور يمين الوسط بعد الآن.

وفي الوقت الجاري، فإن أكثر أجزاء اليمين والريادة من اليمين هي مناهضة للحرب، وحتى ما لم تنشأ حركة مناهضة للحرب على نطاق أوسع، قد تظل هذه الشخصيات هي أبرز المدافعين عن هذا الموقف.

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المخدرات لا تزال تشكل تهديدًا مستمرًا ومتعدد الأوجه للمجتمعات…
الجيش الصيني يبعث رسالة غريبة تتضمن صورة غامضة
هيومن رايتس ووتش تنتقد أحكام الإعدام بحق فرنسيين داعشيين…
القصة الكاملة لجريمة "السيانيد" وتفاصيل قتل طالب كيمياء والديه…
متقاعد من "البحرية الأميركية" بعمر 94 عامًا يعمل في…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة