واشنطن ـ يوسف مكي
أرسلت الولايات المتحدة مقاتلات شبحية وقاذفات قنابل متقدمة للتحليق فوق شبه الجزيرة الكورية كعرضٍ للقوة في أعقاب التجارب النووية والصاروخية الأخيرة في كوريا الشمالية.وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنَّ أربعة مقاتلات شبح من طراز اف - 35 بى وقاذفين من طراز بى - 1 بى شاركوا في المناورات الحية "لإظهار قدرة الردع لتحالف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضد التهديدات النووية والصاروخية في كوريا الشمالية"، حيث كانت هذه أول رحلة جوية منذ أن أجرت كوريا الشمالية التجربة النووية سادسة وأكثرها قوة في 3 أيلول/ سبتمبر قبل إطلاق صاروخ على اليابان يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى تفاقم التوتر في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، قالت كوريا الشمالية إنَّ الجولة الأخيرة من العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة تُمثِّل "أكثر الأعمال العدائية شراسة ولا أخلاقية ولا إنسانية"، وهي محاولة "إبادة شعب" تمثل الاستبداد الستاليني" وأضاف البيان إنَّ الطائرات الأميركية حلَّقت إلى جانب 4 مقاتلات نفاثة كورية جنوبية من طراز إف 15 كيه كجزء من التدريب "الروتيني"، متابعًا أنَّ الحلفاء سيواصلون هذه المناورات "لتحسين قدراتهم المُشتركة في العمليات ضد الحالات الطارئة".
وذكرت قيادة المحيط الهادئ الأميركية في بيانٍ إنَّ معابر الطيران المرتفعة اليوم رسمت مسارًا في شبه الجزيرة الكورية وتدربت على الهجمات من خلال إطلاق أسلحة حية في نطاق إطلاق النار في كوريا الجنوبية، كما شنت الطائرات الحربية الأميركية تدريبًا على تشكيل طائرات مقاتلة يابانية فوق المياه بالقرب من جزيرة كيوشو الجنوبية، وفقًا لما ذكرته قيادة الباسيفيك.
وكانت آخر رحلات جوية سابقة مماثلة في 31 أغسطس/آب الماضي عندما قامت طائرات من البلدين بمهمة تفجير دقيق بقذائف حية، وأعلنت كوريا الشمالية إنَّ العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفائها عليها ستزيد من سرعة تنفيذ خططها النووية، فيما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الرسمية الاثنين، أنَّ العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي تمثل "أكثر الأعمال العدائية شراسةً وغير أخلاقية ولا إنسانية من اجل إبادة شعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، ناهيك عن نظامه وحكومته".
وقد اصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارًا صاغته الولايات المتحدة قبل أسبوع بتفويض عقوبات جديدة أشد صرامة ضد بيونغ يانغ تشمل حظر استيراد المنسوجات ووضع حد لها، بينما تزيد الولايات المتحدة ضغطها على كوريا الشمالية، حيث حذرت سفيرتها لدى الأمم المتحدة نيكي هالي من أن بيونغ يانغ ستدمر إذا رفضت إنهاء حملة الأسلحة المتهورة، ومن المقرر أن يهيمن هذا الموضوع على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماعاته مع قادة كوريا الجنوبية واليابان هذا الأسبوع.
واندلعت التوترات مرة أخرى عندما اختبر نظام كيم جونغ - أون ما أسماه قنبلة هيدروجينية أقوى من صاروخيه السابقة بعدة مرات، حيث أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا على اليابان وفي المحيط الهادئ يوم الجمعة ردًا على العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة على تجربته الذرية مع ما يبدو أنه أطول رحلة صاروخية على الإطلاق، وتحدث ترامب والرئيس الكوري الجنوبي مون غاي-إن هاتفيا اليوم السبت وتعهدا بممارسة "ضغوط أقوى" على كوريا الشمالية، مع تحذير مكتب مون من أنَّ المزيد من الاستفزازات سيضعه على "طريق الانهيار".
ولم يستبعد ترامب خيارًا عسكريًا يمكن أن يترك الملايين من الناس في العاصمة الكورية الجنوبية و 28500 جندي أميركي متمركزين في الجنوب معرضين للهجوم الانتقامي المحتمل، فيما قال مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، ماكماستر إنَّ الولايات المتحدة "ستضطر إلى إعداد جميع الخيارات" إذا ثبت أنَّ العقوبات غير كافية لوقف حملة الأسلحة الشمالية.
وسخر الرئيس ترامب من "رجل الصواريخ" كيم جونغ-أون حول "خطوط الغاز الطويلة التي تشكلت في كوريا الشمالية"، وادعى أنَّ عقوبات الأمم المتحدة على النفط بدأت تجني ثمارها، وتحدث عن الدكتاتور بعد أن بحث مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي تصاعد التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية مساء السبت، كما نقلت وسائل إعلام حكومية يوم السبت عن كيم جونغ أون قوله إن الهدف النهائي لكوريا الشمالية "هو إقامة توازن قوة حقيقية مع الولايات المتحدة وجعل حكام الولايات المتحدة لا يجرؤون على الحديث عن الخيار العسكري" ضد كوريا الشمالية.
وأعرب العديد من المحافظين في كوريا الجنوبية عن قلقهم إزاء برامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية التي دعت إلى إعادة إدخال الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية في الجنوب. بيد أن حكومة مون غاى الليبرالية قالت إنها لا تعتزم طلب ان تعيد الولايات المتحدة مثل هذه الأسلحة، وصرح وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونغ يونغ مو، أمام النواب الاثنين أنه "ليس من المناسب" إعادة إصدار الأسلحة النووية الأميركية، وكان قد أعلن في وقت سابق إن الفكرة يجب أن "ينظر فيها بعمق" مما يثير جدلا ساخنا بالفعل حول هذه القضية.