الرئيسية » تحقيقات
تنظيم "داعش" في ليبيا يدفع بالمتطرفين بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا

طرابلس - فاطمة السعداوي

يتكرر يوميا نفس المشهد  خلال هذا الصيف الحار، حيث تبحر المراكب المتهالكة بأعداد كبيرة من المهاجرين بينهم أطفال ونساء في البحر باتجاه إيطاليا، وغالبا ما تعترضهم قطع بحرية عسكرية من أحد الدول الأوروبي "منها بريطانيا" ويتم سحب المهاجرين إلى بر الأمان. 


جميع المراكب جاءت من ليبا ولكن المهاجرين لا يتم اعادتهم الى بلادهم ويتم إيصالهم الى الشاطئ  قبل نقلهم الى إيطاليا، ولكن معظمهم يسعى للوصول الى وسط أوروبا وخاصة المانيا او إنجلترا، في بعض الأحيان تحيي إذاعة البي بي سي جهود الإنقاذ وتصفها بالمعجزة، ولكن هذه ليست نهاية القصة، فالحقيقة أكثر تعقيدا من ذلك وأكثر إزعاجا، هذه المراكب هي مجرد أداة لتجارة  البشر تقوم بها الجماعات المتطرفة، هذه هي إحدى العلامات الظاهرة للفوضى التي اجتاحت ليبيا منذ ان استخدمت حكومة ديفيد كاميرون سلاح الجو البريطاني للمساعدة في الإطاحة بالقذافي.

وحملت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون المسئولية عن انهيار ليبيا ووقوعها فريسة للعنف والفوضى مما نتج عنه ظهور داعش بقوة هناك، وقال تقرير اللجنة ان التدخل التي شاركت فيه القوات الجوية الفرنسية قد تم دون تحليل وتقييم مخابراتي كاف، ودون تخطيط رسمي لتغيير النظام، وفشل في مسئوليته عن اعادة اعمار البلاد بعد سقوط القذافي، وكان نتيجة هذا التدخل الذي تم التخطيط له بشكل سيء هو ان اليوم بطول الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط هناك أكثر من مليون شخص ينتظرون دورهم في اخر مرحلة في الهجرة الغير شرعية الى أوروبا، وهناك جنسيات مختلفة مثل تشاد ومالي والسودان وغانا والصومال وباكستان وسورية وأفغانستان والعرق. جميعهم سافروا لمسافات طويلة للغاية للوصول الى أوروبا.

وأصبح الطريق الذي كان قديما ينقل التوابل والعاج من قلب أفريقيا إلى أوروبا ينقل البشر عبر العصابات الإسلامية كبضاعة، فهذه التجارة وحجمها أصبح مذهلا، في الموانئ ومدن شرقا وغربا تمتلئ الشوارع بالمهاجرين، والعديد منهم ينتظرون على الأرصفة يأملوا ان يتم استئجارهم كعمال في محاولة لجمع الأموال اللازمة للرحلة. والكثير منهم هاربين من مراكز الاحتجاز قبل ان تستخدمهم الجماعات المسلحة كبضاعة يتم شحنها لأوروبا، وهناك من يتم احتجازهم في معسكرات غير قانونية يديرها الثوار الذين قتلوا معمر القذافي منذ 5 سنوات بعد ان حذر انه إذا سقط سيسيطر المتطرفون والعصابات على البلاد وهو ما أثبتت الأيام صحته، وهناك ادلة لا تقبل المناقشة أن داعش يدير البلاد كقاعدة لتهريب الخلايا المتطرفة الى أوروبا، وهي الحقيقة التي تم تجاهلها رغم تحذيرات أجهزة المخابرات البريطانية والأوروبية.

والجانب الأكبر من هذه الأزمة مسكوت عنه حيث ان أطقم القنوات التلفزيونية والصحافيين يقوموا بعملهم حول قوارب الإنقاذ والتي تستخدمها الجمعات الخيرية للدعوة الى مزيد من التبرعات، في الوقت التي ترصد فيه داعش مليون دولار مكافأة لمن يقبض على غربي ويسلمه لهم في معسكرات التدريب التابعة لهم المنتشرة في البلاد، وبالتالي اغلب المراسلين هربوا واغلفت السفارات أبوابها بعد إجلاء العاملين فيها. السبب وراء هذا الرعب مفهوم. وقعت ليبيا في الفوضى بعد ان أسقط المتمردين القذافي بمعاونة الضربات الجوية لحلف الناتو، وتقدم تنظيم داعش لمليء هذا الفراغ والذي افتي أن كل الكفار يجب ذبحهم مع المثليين والزناة.

ورغم الحصار الذي يعانيه التنظيم المتطرف في سورية والعراق من ضربات التحالف الجوية، أرسل داعش الآلاف من مقاتليه الى ليبيا حيث تستخدم حدودها الهشة لإغراق أوروبا بالمتطرفين، وقد أعلن المتطرفون عن وصولهم الى ليبيا عن طريق ذبحهم لـ 31 مصري مسيحي العام الماضي وتم اعدامهم على الشاطئ وتسريب الفيديو الى العالم، وهناك توقعات أن هناك 6 آلاف مقاتل تابعين لداعش في ليبيا، وهناك ثلاث حكومات تتصارع على السلطة فملايين الأسلحة تتداول في الشوارع وفوضى عارمه وانتهاك يومي للقانون. هذه الفوضى تعني ان داعش يستطيع ارسال المتطرفين بين المهاجرين الى اوروبا، كما ان الكثيرين ممن يطلق عليهم لاجئين في الحقيقة هم من بلدان فقيرة للغاية ولكن ليس بها حروب ويستخدموا جوازات سفر سورية مزورة والتي تستطيع عملها بسهولة عن طريق المزورين المنتشرين في البلاد بأقل من 5 آلاف جنية استرليني.

وتزيد هذه الجهود لإنقاذ المهاجرين في الكثير من الحالات من حدة الأزمة حيث أنها تجارة رابحة للمهربين حيث أن احتمالات الغرق ضعيفة علما باه القوات البحرية للاتحاد الأوروبي ستنقذهم. واغلب السفن الحربية تنقل المهاجرين إلى الموانئ الإيطالية، وفي بعض الأحيان يتم تهريب المتطرفين، وعرض في احد المرات على المهربين الليبيين 40 الف جنيه استرليني مقابل تهريب 25 شخصًا من عناصر داعش من ليبيا الى أوروبا، وفي حالات متفرقة هناك 40 تونسيًا ينتمون الى داعش حاولوا مغادرة سرت عن طريق البحر، ويتعاون المهربين مع تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق عامة في غرب وشرق طرابلس، ومقابل كل قارب مليء بالمهاجرين يجني المهرب 100 الف جنيه استرليني. وفي المواسم التي يكون فيها الإقبال جيد تصل الأرباح إلى 5 ملايين دولار، والمسئول عن هذا الجحيم التي وصلت اليه ليبيا هو ديفيد كاميرون والذي يجب أن يقض مضجعه ما آلت اليه الامور هناك.
 

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المخدرات لا تزال تشكل تهديدًا مستمرًا ومتعدد الأوجه للمجتمعات…
الجيش الصيني يبعث رسالة غريبة تتضمن صورة غامضة
هيومن رايتس ووتش تنتقد أحكام الإعدام بحق فرنسيين داعشيين…
القصة الكاملة لجريمة "السيانيد" وتفاصيل قتل طالب كيمياء والديه…
متقاعد من "البحرية الأميركية" بعمر 94 عامًا يعمل في…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة