غزة ـ محمد حبيب
"الشنبر"، أثناء استخدامها للإنارة خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي عن منزلهم.وجدد المركز تحذيره الذي أطلقه مرات عدة، من أن أزمة الكهرباء التي يعاني منها سكان قطاع غزة لأكثر من 6 أعوام متتالية، ستخلف تداعيات كارثية على مجمل حياة السكان، بما في ذلك حقهم في الحياة والأمن والسلامة الشخصية"، مضيفًا أنه "وفقًا لتحقيقات المركز، فإنه في مساء الثلاثاء الموافق 12 من آذار/مارس الجاري، اندلع حريق في منزل المواطن نظام أحمد خليل أبو طير، في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، نجم عن تسرب غاز من إسطوانة إضاءة صغيرة (شنبر) كانت تستعمل لإنارة المنزل أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وقد توفي جراء الحريق، الذي أتى على الغرفة التي كان يتواجد بها 5 أطفال، الطفل قاسم نظام أبو طير (5 أعوام)، وأصيب أشقائه الأربعة بحروق شديدة وهم: ماريا (7 أعوام)، وسيم (11 عامًا)، معاذ (14 عامًا) ومحمد (16 عامًا)، وقد نقل الأطفال جميعهم إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، وبعد ساعة من وصول الأطفال المصابين إلى المستشفى، وأعلنت المصادر الطبية عن وفاة الطفلة ماريا، مساء الأربعاء، وتوفي شقيقها وسيم، فيما لا يزال الشقيقان الآخران يرقدان داخل قسم العناية المركزة في المستشفى".وطالب المركز الجهات المختصة، بضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه سكان القطاع، والقيام بخطوات عملية، وبذل الجهود كافة واتخاذ التدابير التي تكفل المعالجة الجذرية لهذه الأزمة الممتدة منذ ما يزيد عن 6 أعوام، مضيفًا أن "حالة الانقسام السياسي الداخلي قد زاد من تدهور الأوضاع الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع في ظل النقص الشديد في الحاجات الأساسية وبخاصة الطاقة الكهربائية، وإلى أن يتم حل الأزمة بشكل جذري، ندعو الجهات المختصة كافة إلى القيام بحملات توعية لاستخدام الوسائل البديلة لانقطاع التيار الكهربائي للحد من الآثار الكارثية الناجمة عن الاستخدام الخاطئ لها، حيث يبدو أن (ثالوث الموت) حرقًا غافل هذه المرة زوجة أبو طير حينما نجحت في منع زوجها من جلب شموع أو مولدْ كهربائي لمنزلهما خشية اندلاع حريقٍ على غرار ما حدث لدى كثيرٍ من منازل الغزيين في السابق، صحيحٌ أن الزوجة خشيت على أطفالها من خطر نار الشموع أو دخان المولد بمنع زوجها من جلبهما للمنزل، إلا أن المصباح الغازي (الشنبر) كان ثالوث الموت الحارق لأطفالها الثلاثة في حادثةٍ أليمة وقعت الثلاثاء شرق خان يونس.ورجحت الشرطة أن سبب الحريق ناتج عن احتراق مفتاح كهربائي الذي انصهر نتيجة حرارة شعلة الشنبر ووصلت النيران لاحقًا إلى فراش الأشقاء الأربعة، في حين لم تكن والدة الأطفال المصدومة، موجودة لحظة الفاجعة، حيث كانت برفقة زوجها لعلاج عينيها، وقدر الله ألا يعودا مبكرًا، لكنهما عادا بعد اتصال هاتفي يفيد أن منزلهما اشتعل وأطفالهما تفحموا. وقالت الأم "كنت دائمًا أصر على منع زوجي من إحضار الشموع أو حتى شراء مولد في ظل انقطاع التيار الكهربائي، خشية الحرائق التي سمعنا عنها وشاهدنا ضحاياها"، فيما حجز الوالد نفسه في غرفةٍ في منزل شقيقه، ولم يتحدث أو يخرج لأحد من هول الصدمة، رغم محاولات أقربائه إخراجه ليستقبل المعزيين بوفاة أبنائه.ويرتفع بهذا الحادث، عدد الضحايا جراء استخدام سكان قطاع غزة لوسائل الإضاءة غير الآمنة كالشموع وإسطوانات غاز الإضاءة "الشنابر" ومولدات الكهرباء خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي إلى 11 شخصًا منذ بداية العام 2013، من بينهم 8 أطفال.