الرئيسية » صحة وتغذية
دراسة تكشف أنَّ العاملين يكافؤون رؤسائهم بمزيد من الجهد

واشنطن - رولا عيسى

يحظى ما يقرب من ثلث العاملين في بريطانيا بمرونة خلال ساعات عملهم, ويعمل نحو خمس السكان من المنزل في بعض الأحيان، فيما يتمتع 17% من العاملين عبر الاتحاد الأوروبي بساعات عمل مرنة ما يعني أن بداية ونهاية أوقات انتهاء عملهم مرنة، وهناك نحو 5% من العاملين لديهم تحكم ذاتي كامل في توقيت وطريقة عملهم، وعلى عكس ما هو متوقع فإن من يحظون بسيطرة كاملة على جدول أعمارهم يعملون بمعدل أكبر ممن ليس لديهم سيطرة عليه، ويميل الناس إلى أن يعملوا لساعات إضافية عندما يُسمح لهم بالمرونة مقارنة بأولئك الذين لا يُسمح لهم بمرونة، وفقا لما أشارت إليه نتائج أبحاث هيجونغ تشونغ محاضرة علم الاجتماع في جامعة كينت وزميلتها إيفون لوت والمنشورة مؤخرا في مجلة European Sociological Review.

وأوضحت تشونغ وزميلتها أنهما فحصا بيانات العاملين عبر عدد من السنوات في ألمانيا لمعرفة ما حدث لكمية العمل الإضافي  الذي فعلوه سابقا حيث بدأوا يواجهون المزيد من السيطرة على ساعات عملهم، ووجدوا أن الناس أكثر ميلا للعمل بشكل أكبر إذا ما أعطوا السيطرة الكاملة على وقتهم، مع الأخذ في الاعتبار عدة عوامل مؤثرة على طول فترة العمل بما في ذلك مستوى السلطة ونوع العمل، وتطابقت نتائج هذه الدراسة مع دراسة مماثلة مع الباحثة ماريسكا فان دير هورست على العمال في بريطانيا ويرجح تقديمها في مؤتمر في سبتمبر/ أيلول.

وتقف عدة أسباب وراء هذه النتائج ويمكن تفسير أحدها من خلال نظرية تبادل العطايا، حيث يتعامل الناس مع الحرية الممنوحة لهم من قبل أصحاب العمل كهدية ويكافئون ذلك بالعمل الجاد فضلا عن سعيهم إلى إظهار أنهم محل ثقة بهدية التحكم الذاتي في العمل، وربما يرجع سبب آخر إلى طريقة منح الناس التحكم الذاتي، ففي الكثير من الحالات يتم توفيره كجزء من حزمة أكبر من الموارد البشرية في حين يتم فصل العمل من وقت محدد لكنه يعتمد على المهام، وفي الكثير من الحالات يتم تحديد الدخل من خلال نتائج الأداء، وربما يحفز ذلك الناس على العمل بجدية أكبر وخلق منافسة قوية بين العمال، ويسمح ذلك لأصحاب العمل بزيادة أعباء العمل دون تقييد من قانون العمل التي تنظم الحد الأقصى لعدد الساعات التي يمكن للعمال أن يعملونها، وربما تؤدي استرخاء الحدود بين العمل وغيره من مجالات الحياة إلى زحف العمل إلى الترفيه أو الحياة العائلية وخاصة بالنسبة لمن يعتبرون العمل من أولوياتهم، وهذا هو السبب الذي يجعل المزيد من الناس في مناصب العمل الرفيعة يكونون أكثر احتمالا للتعرض لهذه المفارقة في الحكم الذاتي، حيث تنتهي حرية عملك باستغلال ذاتك.

ويعمل إيلون ماسك على سبيل المثال  من 80-100 ساعة أسبوعيًا، وفي وادي السليكون يتم الاحتفال بعدد ساعات عمل الناس ويتفاخرون بها، فالمرونة ليست سيئة بالضرورة، حيث أظهرت الكثير من البحوث أن التحكم الذاتي والسيطرة على عملك من المحتمل أن تزيد التوازن بين العمل والحياة، وأظهرت دراسة الباحثتان تشونغ و لوت أن العمال يكسبون أكثر عند العمل بمرونة بجانب مكاسب الدخل من العمل لفترة أطول.

ووجدت الباحثتان بعض الفروض بين الرجال والنساء، حيث تبين أن النساء اللاتي يعملن بدوام جزئي لا يعملن الكثير من الساعات الإضافية مثلما يفعل الرجال إذا ما حظوا بالمرونة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن النساء الذين يعملون بدوام جزئي عادة ما يفعلون ذلك بسبب مطالب الأسرة ولذلك فهناك حد لفترة عملهم المتاحة، إلا أن النساء اللاتي يعملن بدوام كامل قمن بعدد ساعات العمل الإضافية مثل الرجال عند التمتع بالمرونة حتى في حالة كونهم أمهات، وتبين للباحثتان أن النساء لم تحصلن على نفي المكافآت من حيث الأجر مثل الرجال، وربما يرجع ذلك لاستخدام المرونة لأسباب شخصية.

وأظهرت الدراسة أن أصحاب العمل يميلون إلى الاعتقاد بأن النساء يستخدمن المرونة لأغراض أسرية، وهو ما نتج عنه عدم مكافأة المرأة بنفس مكافأة الرجل عند استخدام المرونة بغض النظر عن زيادة إخلاصهم للعمل، ولذلك ربما تعزز زيادة المرونة في العمل إلى تنفيذ الأدوار التقليدية للجنسين مع زيادة الفجوة بينهما أيضا، وبذلك تعتبر المزيد من المرونة والاستقلالية أمرا عظيما ويمكن أن تبشر حقا بحقبة جديدة من توازن أفضل بين العمل والحياة، ولكن حتى الآن تشير الكثير من الأدلة إلى عكس ذلك، وهناك حاجة إلى فهم أفضل لما يحدث لمعالجة بعض الآثار السلبية.

وتحمي قوانين العمل الحالية العمال من استغلال أصحاب العمل، ولكن ما نحتاجه الآن هو قوانين لحماية العمال من استغلال أنفسهم مثل "الحق في الفصل" لتنظيم ساعات إرسال البريد الإلكتروني على سبيلا لمثال، فالحرية ليست عبودية ولكن يجب أن نعرف كيف نتعامل معها جيدا.

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

دراسة أميركية تُحذِّر من إصابات الدماغ "الخفيفة"
احذر معدلات الكالسيوم الزائدة تؤدي للإصابة بـ"السرطان"
دراسة جديدة تُحذر من تناول اللحوم البيضاء وبخاصة الدجاج
لنّوم ساعة واحدة إضافيّة يزيدُ خطر الإصابة بالسُّمنة
أطعمة إن تناولتها تساعدك على الوقاية من "الخرف"

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة