الرئيسية » حوارات وتقارير

دمشق ـ غيث حمّور

أكد العميد السابق للمهد المسرحي في سورية سامر عمران، أن "المسرح السوري لم يمر بمرحلة أسوأ مما هي عليه الآن في تاريخه على كل المستويات، وأنه لا يستطيع الدخول بالتفاصيل، لأنه بالإمكان كتابة ألف صفحة عن ذلك، وأنه كمسرحي يندم شديد الندم لأنه يحيا في هذه الفترة الرديئة". التقى "مصر اليوم" الممثل والمخرج السوري سامر عمران، وكان معه هذا الحوار حول المسرح السوري.. * من خلال تجربتك الطويلة ما هو مفهوم عرض التخرج من وجهة نظرك؟ - لا أظن بوجود مفهوم ثابت نهائي لمشروع التخرج، باعتبار أنه عرض مسرحي بكامل عناصره، وبالتالي هو مرن مع المتطلبات الفنية والفكرية، لكن الأكيد بأن المشروع يجب أن يسلط الضوء على المتخرج، وبالتالي كل العناصر الفنية لابد أن تكرَّس لصالحه. * برأيك بماذا يختلف عرض التخرج أو عرض الدفعات عن العرض المسرحي بشكله العام (عروض الدولة، والمسرح الخاص)؟ - بالنسبة لي أعمل بالمسرح آخذًا بعين الاعتبار أن الممثل هو أهم ما في العرض، بالتالي حتى بالمسارح المحترفة أتعامل مع عروضي بالطريقة نفسها التي أتعامل بها مع المرشح للتخرج، الفارق أنني لا أختار الممثلين في عرض التخرج لأنني محكوم بعددهم وإمكاناتهم، وإنما أبحث عن المناسب لهم، أما في المسارح المحترفة نختار الممثل المناسب للدور ...إلخ، وأنا لا أستطيع أن أضع العروض كافة في ميزان واحد، لا في مديرية المسارح ولا في المسرح الخاص، لكل عرض ظرفه الخاص، والمهم بالنسبة لي على ماذا نعمل؟ ولماذا؟ العرض عرض, المهم فهم نوع المادة النصية، وبالتالي إيجاد حلول مناسبة تظهر ما نرغب بشكل جيد أكان العرض تخرج أو لا، وأعود لأقول بأن الممثل بكل الأحوال هو الأهم * من المفاهيم غير الواضحة أيضًا بالنسبة للكثير من المتابعين والطلاب وحتى الأساتذة، مفهوم مشرف الصف أو مخرج عرض التخرج؟ ومن خلال خبرتك الكبيرة ماذا تصنف الأستاذ الذي يقوم بتقديم عرض تخرج أو عرض دفعة؟ - بداية أقول أنني ضد كلمة مشرف، لأنها كلمة مطاطة لفترة طويلة كان المعهد يكلف أستاذ تمثيل للصف ولمدة أربع سنوات والأستاذ ذاته هو الذي يخرج الدفعة وتكون باسمه، وهذا المنهج تغير في المعهد مثل الكثير من البلدان في العالم، وما يجري عمومًا في المعهد بأن المشرف هو من يختار النص ويوزع الأدوار ويخرج العرض من البداية إلى النهاية وطالب التخرج ينفذ - ومعظمهم سعيد لذلك - أين الإشراف؟ أنا أفضل كلمة إخراج ويتحمل المخرج كامل المسؤولية إيجابًا أو سلبًا، وبكل الأحوال لابد من الأخذ بعين الاعتبار تقديم الممثل مشروع المتخرج بالصيغة الأمثل، بمعنى إظهار مميزاته وإخفاء عيوبه قدر الإمكان * ما تقييمك للوضع داخل المعهد العالي للفنون المسرحية على المستوى الفني، وبخاصة في ما يتعلق باختيار الأساتذة والمناهج؟ من خلال تجربتك كعميد سابق له؟ - لا نستطيع التعميم لكن عمومًا هناك مشكلة حقيقية من حيث آلية تفكير الطالب وسبب وجوده في المعهد والغاية منها، تم تحويل المعهد خلال سنوات قليلة إلى مكان لتأهيل ممثل للتلفزيون، وما يقدم هناك لا يتطلب أكثر من دورة لمدة أشهر عدة، بالتالي كل عمل الطالب على أدواته أصبح بلا معنى بالنسبة إليه، فإن عمل أم لم يعمل على أدواته لن يغير شيئًا بالنسبة لعمله في التلفزيون، لأن العمل هناك مرتبط بمجموعة من العناصر ليس لها علاقة بما يتعلمه الطالب أهمها شبكة العلاقات الشخصية وحسابات ليس لها علاقة بقدرة الممثل، وهذه مشكلة لأنه وبسرعة سيكون لدينا مجموعة من الممثلين المترهلين قليلي الثقافة على كل المستويات الذهنية والفنية، وهذا له أثره البالغ في المعهد وبخاصة مع انهيار المسرح الرسمي بشكل تام وبالتالي بماذا سنطالب الطالب؟ أما موضوع الأساتذة في المعهد فنحن محكومون بعدد من الذين سافروا للخارج للتحصيل العلمي ـ بغض النظر عن إمكاناتهم ـ وهذه مشكلة عويصة أخرى، فالسفر للدراسة في الخارج مرتبط بوزارة التعليم وليس الثقافة والمرشح من لديه علامات عالية بكل المواد وليس المادة العملية أو الموهبة والقدرة، وليس كل من سافر من الخرجين القدماء كان يستحق أو لديه الإمكانات وإنما أيضًا كان السفر في فترة ما مرتبط  بأشياء ليست بالضرورة مرتبطة بالقدرة، ولا يمكن للمعهد استقطاب فنانين أساتذة والتعامل معهم كموظفين بأجور سخيفة، إضافة لعدم وجود عروض جيدة محترفة أو بحوث مسرحية قيمة خارج المعهد أو داخله تجعل الأستاذ بحالة من البحث عن الجديد، والأخطر هو بعض الصحافيين الذين يكتبون من دون أي وعي علمي وبوضع مفاهيمهم الشخصية - بعضهم أمي حقيقي مسرحيًا - وبالتالي يقيمون ضمن حدود معرفتهم ومعارفهم، كل هذا يؤدي إلى انهيار علمي فني، بالتالي لايمكن التقييم ضمن هذه المعطيات الكارثية، وإنما لا بد من إعادة النظر بكل الهدف من وجود وزارة الثقافة، وبالتالي مديرية المسارح والمعهدين المسرحي والموسيقى وجدوى الأكاديمية أصلاً. * على مستوى المسرح السوري وباعتبارك أحد أعمدته في الوقت الحالي، كيف تقييم المستوى المسرحي على مختلف الأصعدة الفنية والتقنية؟ - أظن بأن المسرح السوري لم يمر بمرحلة أسوأ مما هي عليه الآن في تاريخه وعلى كل المستويات، ولا أستطيع الدخول بالتفاصيل لأنه بالإمكان كتابة ألف صفحة عن ذلك، وأنا كمسرحي أندم شديد الندم لأنني أحيا بهذه الفترة غريبة الرداءة، ومؤمن بأنه لا يمكن أن يصلح أي شئ إلا بالاقتلاع من الجذور. * من خلال محافظتك على التقاليد المسرحية والإصرار على المشاركة في العروض المسرحية، كيف ترى مستقبل المسرح السوري في الأيام المقبلة؟ - شديد التشاؤم للأسف، على الرغم من العناد والرغبة، لكن ما لدي وآخرين أيضًا هو أكبر وأكثر ألف مرة مما نقدمه يا لأسفي * برأيك ما هي الحلول المطلوبة للنهوض بالمسرح السوري والعودة به إلى تألقه المفقود؟ - قرار سياسي نهائي أولاً، وعندها هناك آلاف الإمكانات والاحتمالات، ولكن أشد ما يؤسفني هو أن هذا القرار لن يصدر.. أنا واثق بأنه لن يصدر. سامر عمران في سطور تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1991، قسم التمثيل، سافر إلى ألمانيا ودرس فن "البوثو"، وهو نوعٌ من أنواع فنّ المسرح الحركي، حصل على منحة من بولونيا عام 1992، وتخرج من قسم الإخراج ثم درس في قسم التمثيل اختصاص الإيماء والقتال الفني، وتخرج عام 1998 بدرجة دكتوراه من الدرجة الأولى، وأنجز خلال ذلك أطروحة نظرية بعنوان «الجسد...الفراغ»، وعاد إلى سورية وعُيّن في قسم التمثيل كمدرس مواد الحركة، وكان أول من أدخل مادة فن الإيماء التقليدي في المنهج الدراسي للمعهد العالي للفنون المسرحية. عُيِّن رئيسًا لقسم التمثيل لمدة سنتين، ثم عُيِّن عميدًا للمعهد العالي للفنون المسرحية من عام 2002 حتى عام 2006، ثم عاد كمدرس مادة التمثيل والإيماء. أخرج أعمال مسرحية عدّة منها "عيد ميلاد طويل"، و"حسب تقديرك"، و"الحدث السعيد"، وشارك في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية، ودائمًا ما يخرج عن المألوف والمعتاد في بحثه عن أماكن وفضاءات جديدة لعروضه المسرحية، من المقهى إلى الحديقة، وأخيرًا إلى ملجأ، حيث قدم أهم العروض المسرحية في تاريخ المسرح السوري المعاصر (المهاجران)، مخرجاً وممثلاً، اختياره للملجأ جاء رغبته من بالابتعاد عن أي فبركة أو مسرحة قصدية للعرض، مما اقتضى اختيار مكان مختلف يتلاءم مع رؤيته كمخرج وقراءته المختلفة لنص البولوني (سوافومير) مروجيك، خلال وجوده على رأس المعهد العالي للفنون المسرحية (الدائرة التعليمية الفنية الوحيدة في سورية فيما يتعلق بفنون الأداء)، وقد حقق عمران كعميد للمعهد نقلة نوعي على مختل المستويات.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

يحي يخلف يفوز بجائزة ملتقى الرواية العربية
جوخة الحارثي تتحدث عن تجربتها في الكتابة ضمن شهادات…
افتتاح تمثال أثري للملك رمسيس الثاني بعد إعادة ترميمه
أيمن الحسن يؤكد سعي "التأليف السورية" في الوصول إلى…
خبير آثار يُوضّح أسباب افتقاد تماثيل مصر القديمة للأنف

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة