لندن - سامر شهاب
تخلت احدى الكليات الانكليزية عن الحظر الذي فرضته على ارتداء الفتيات المسلمات للنقاب بعد عاصفة من الاحتجاجات ، وبعد التخطيط لعدد من المظاهرات وتدخل رئيس الوزراء.
وتراجعت كلية برمنجهام متروبوليتان في وقت متأخر من يوم الخميس عن قرارها على الرغم من ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزارة التعليم أيدت حقها فى اتخاذ مثل هذه السياسات.
وقال نيك كليج، نائب رئيس الوزراء، انه " غير مرتاح " لهذه الخطوة.
واعتبرت مجموعة من النساء المسلمات الحظر "غير مناسب" وتحدين الكلية فى ان تتمكن من تبرير قرارها غير المنطقي.
وفي بيان على صفحة الفيسبوك الخاصة بها ، قالت الكلية انها عدلت سياساتها لتمكين الأفراد من ارتداء الملابس التى تعكس قيمهم وثقافتهم الخاصة " .
وكانت الكلية قد طلبت من طلاب وطالبات الكلية إزالة القبعات ، والحجاب حتى يتم التأكد من ان كل الأفراد " يسهل التعرف عليهم " كجزء من الحفاظ على " بيئة تعليمية آمنة ومريحة".
الكلية متعددة الحرم الجامعي، والتى يتعلم فيها أكثر من 9 الاف طالب وطالبة تتراوح أعمارهم من 16 إلى 19 عاما ، فضلا عن الآلاف من المتعلمين الكبار ، قالت ان اهتمام وسائل الإعلام بالاحتجاجات قد ينتقص من مهمتها الأساسية فى توفير تعليم عالي الجودة ". وكان 8000 طالب قد قاموا بالتوقيع على عريضة مناهضة لهذه السياسة بينما خطط مئات الطلاب للتظاهر ضدها يوم الجمعة المقبل. وقد شارك فى الاحتجاجات أعضاء من مجلس المدينة و عدد من النواب.
وقال شبانة محمود، النائب العمالي عن برمنجهام ليدي وود، ان " هذا التغيير في السياسة هو موضع ترحيب كبير وقد اتخذت الكلية قرارا حكيما بإعادة النظر في سياستها بشأن حظر الحجاب لمجموعة من النساء اللواتى كن عرضة للحرمان من التعليم والتدريب على المهارات في الكلية، فى حالة ما تم فرض الحظر".
وقال ارون كيلي، احد الظباط السود لأمن الطلاب فى الجامعة " أنا سعيد أن الالتماس جذب كل هذا الكم من التوقيعات في فترة وجيزة، وهو ما يؤكد كم كان من الشائن محاولة فرض مثل هذه السياسة."
وقالت شايستا جوهير، رئيس شبكة النساء المسلمات فى المملكة المتحدة ان " الحظر الكامل للنقاب فى الحرم الجامعي لكلية متروبوليتان برمنجهام كان امرا غير مناسب على الاطلاق ، ليس فقط لأن الطالبات اللاتي يرتدين النقاب عددهن صغير جدا، ولكن أيضا لانهن على استعداد دائم لكشف وجوههن اذا دعت الحاجة من اجل التحقق من هويتهن
وأود من الكلية ان تفسر قررارها في حظر النقاب التي تتدعي انه لأسباب أمنية في المقام الأول فكم عدد الطالبات المحجبات اللواتى شكلن خطرا على الأمن في الماضي أو شاركن فى أي نوع من العمليات الإجرامية، ما يدفع الكلية لاتخاذه كمبرر لهذا القرار المثير للجدل؟"
وقد تراجعت الكلية عن قرارها في نفس اليوم الذى سمح فيه احد القضاة لامرأة ترتدي النقاب بالدخول للمحكمة.
وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء يوم الخميس ان رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون يدعم حق كل مؤسسة تعليمية فى وضع سياساتها الخاصة بالزي الخاص بها ، وهو الرأي الذي تؤيده توجيهات وزارة التربية والتعليم.
ورد كليج على أحد المتصلين على برنامجه على شبكة LBC وكان له اتجاه مختلف ان "أحد الأشياء العظيمة فى بلدنا هو أن الناس يرتدون مختلف الملابس ولديهم معتقدات مختلفة. شخصياً أنا لست داعما لما تحاول الكلية القيام به. "
وردا على سؤال يوم الجمعة حول ما اذا كان كاميرون آسفاً لتراجع الكلية، قال المتحدث الرسمي ان "هناك نقطة مهمة بشأن مديري المدارس وفرق قيادتهم وحول قدرتهم على اتخاذ القرارات السليمة والمناسبة لمدارسهم و نحن نؤيد ذلك. "
وسيعرض فيليب هولوبون، النائب المحافظ عن كيترينج مشروع القانون الخاص بفرض حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة من أجل قراءة ثانية في شباط/ فبراير من العام المقبل.
وكشف هولوبون عن انه قال ذلك قبل ثلاث سنوات لصحيفة الاندبندنت اذ قال "انا فقط أتبنى ما أعتبره من مبادىء الحس السليم ، فإذا كنت ترغب في الانخراط في حوار تفاعلي مع شخص ما، لن يمكنك أن تفعل هذا بشكل صحيح إلا من خلال رؤية وجه بعضكم البعض . "
وكان صسجاك سترو ، زعيم الأغلبية آنذاك ، اقترح في 2006 ان ارتداء النقاب يعّد عقبة في طريق العلاقات بين أفراد المجتمع .