الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
"سودان" آخر ذَكَر مِن وحيد القرن الأبيض

لندن ـ سليم كرم

نَفَقَ "سودان" آخر ذَكَر مِن وحيد القرن الأبيض الشمالي بموطنه في كينيا عن 45 عامًا، بعد أن عانى مِن "مضاعفات مرتبطة بالعمر"، ومعه تضاءل الأمل في بقاء نوعه، وموته يعني أن انقراض هذا النوع مسألة وقت فقط، ولا يقتصر الأمر على الأفراد المتبقيين من الإناث فقط، فهنّ لا يستطعن حمل طفل وحدهن.

وكما يوحي اسمه وُلد "السودان" في البلاد التي تعرف الآن باسم جنوب السودان، في الوقت الذي كان فيه نوع "الأبيض الشمالي" متوفر بالمئات، وفي حين تم شحن "السودان" إلى حديقة حيوان "دفور كرالوفا" في جمهورية التشيك عندما كان عمره 3 أعوام فقط، ولم تكن حيوانات وحيد القرن البيضاء الشمالية الأخرى في موطنها الأصلي بأمان.

وأدى الصراع في السودان وأجزاء من وسط أفريقيا إلى تفاقم أنشطة الصيد غير المشروع لوحيد القرن وتسبب في انخفاض أعدادها، وبحلول الوقت الذي تم فيه نقل "السودان" واثنين من وحيد القرن الإناث للحفاظ عليهم في "أول بيجيتا" وهي مؤسسة غير ربحية، في كينيا في محاولة أخيرة لإنقاذ هذا النوع.

ومع الأسف فشلت فكرة التكاثر على الرغم من الجهود المبذولة لاستخدام وحيد القرن المتبقي لإحياء الأنواع، وقضى "السودان" أعوامه الأخيرة تحت حراسة مسلحة دائمة لحمايته من التهديد المتواصل للصيد غير المشروع.

ويقول "بول ماسيلا" مدير خدمات الحياة البرية في كينيا لصحيفة "الإندبندنت": "لن أقول إنها كانت دعوة للاستيقاظ لأننا رأينا انقراضهم قادما، ولم نفعل شيئا، فمن الواضح أن جشعنا أثر على انقراض هذا النوع، لأنها تموت أمام أعيننا، وهذه ليست ظاهرة لأننا نعرف كيف حدثت".

وأدى الطلب على "قرن" وحيد القرن في البلدان الآسيوية إلى تصعيد هائل في الصيد غير المشروع في أفريقيا، وأثبت أنه كارثة لوحيد القرن، وعلى الرغم من القوانين الدولية الصارمة التي تحظر تجارة قرونها، فقد قتل الآلاف من وحيد القرن في العقد الماضي.

ووحيد القرن الأبيض الشمالي هو واحد من النوعين الفرعيين لوحيد القرن الأبيض، والآخر هو وحيد القرن الأبيض الجنوبي الذى بقي منهم 50 حيوانا فقط، لكنها انتعشت الآن ووصل عدد وحيد القرن الأبيض الجنوبي إلى نحو 20.000.

وعلى الرغم من مأساة موت "السودان" لا يزال هناك أمل بين أولئك الذين يعتنون بالأبيض الشمالي المتبقي من أن هذه الأنواع الفرعية يمكن أن تعود من حافة الانقراض، وهناك إمكانية لحفظها من خلال تقنيات الإنجاب الاصطناعية لا سيما الإخصاب في المختبر، في حين أن هناك احتمالا ضئيلا أن بويضات الأبيض المخصب يمكن زرعها في أم بيضاء وحيد القرن الجنوبية، وهذا يعتمد على تطوير التقنيات التي لم يسبق تطبيقها في وحيد القرن.

وتم جمع المواد الجينية والحيوانات المنوية والبيض المأخوذة من "السودان" والأنثتين المتبقيتين، وهما "نجين وفاتو"، على أمل أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يجعل هذه الأحلام يوما ما حقيقة.

ويقف وحيد القرن الأبيض الشمالي كرمز للانقراض واستغلال الموارد، وعلامة تشير إلى أنه إذا لم تتغير الطريقة التي نستهلك بها كل شيء، فإننا عاجلا أم آجلا سوف ندمر الكوكب والعمليات الإيكولوجية التي نعتمد عليها نحن البشر، ولن نبقى طويلا نحن أيضا.​

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

اكتشاف بقايا وحش بحيرة "لوخ نيس" الحقيقي في أنتاركتيكا
القرد "طشطوش" يقتحم حدود إسرائيل ويعود سالمًا إلى لبنان
مخلوق آخر يُرعب أكبر الأسماك المفترسة على كوكب الأرض
مكتب التحقيقات الفدرالي يعلن نتائج البحث عن إنسان الثلج
ولادة حيوان نادر يسهل ترويضه في حديقة حيوانات روسية

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة