الرئيسية » حوارات وتقارير
خليل بوزيدي

إدريس الخولاني : وجدة

خليل بوزيدي شاب من أبناء مدينة وجدة  المغربية وفاعل ثقافي و أكاديمي ورئيس إتحاد الشباب الاورمغاربي مفعم بالإرادة الصبة والعزيمة المتينة من منطلق الأدوار الدستورية  المكفولة للمجتمع المدني كقوة إقتراحية واستشارية و تشاركية في مختلف الاستراتيجيات التنموية و الإصلاحية ، وبعد الفتور و الوهن الذي دبّ ومازال  في الجسد المغاربي ، تراءت حركات شبابية وثقافية تنتقد سياسة صناع القرار التي جرت ويلات الإخفاق و وزاغت عن الطريق المعبد  إلى الوحدة المغاربية.

 "المغرب اليوم" التقت الناشط الاجتماعي خليل بوزيدي الذي سرد لنا واقع الاتحاد المغاربي بعد إغلاق الحدود بين المغرب و الجزائرعام 1994، مؤكدا أن لا شيء سيوحي بإنفراج اﻷزمة ، بل على العكس، فراغ وجمود قاتل على مدى عقدين إضافيين من الزمن، سينشأ خلالهما جيل بكامله، لا يعرف عن اﻹتحاد ولا عن حرية التنقل، إلا ما ينشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو اليوتوب، فإما  معجم أسابِيب وإما معجم مودة  وتضامن و إتحاد.

في بداية تجربته في العمل الجمعوي ذو البعد المغاربي إستحضر  مساره الوحدوي مع قادة و صناع القرار بالاتحاد المغاربي وقال لـ" المغرب اليوم" "أنه التحق بالعمل الاجتماعي رسميا في منتصف عام 2010. وهذا لا يمنع من سرد بعض أنشطة الجمعية الشبابية المغربية، ففي صيف سنة 2008، تم تنظيم قافلة شبابية أورومغاربية من أجل السلام والوحدة، شارك فيها العديد من الشباب ، وجابت عدد من البلدان الأوربية ، تخللتها عدة لقائات مع الكثير من المسؤولين الأوربيين، أبرزها كان في مقر الإتحاد اﻷوروبي في بروكسل، لتحط الرحال بعدها  بأسبوعين، مصطدمة بالواقع المر، عند الحدود المغلقة في وجدة.

كما تم تنظيم الدورة الثالثة من المهرجان الأورومغاربي للشباب و المواطنة تحت شعار: " التعاون الدولي والهجرة" في مدينة بني ملال الشامخة أواخر عام  2008 ثم 2009، بدعم من ولاية جهة تادلة-أزيلال و الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، ،وأوصى المشاركون فيها بضرورة خلق هيئة تنسيقية مغاربية للمجتمع المدني، والتوصية مرفوعة إلى الأمانة العامة لإتحاد المغرب العربي.

وفي نيسان/أبريل من عام 2011 ، وإحيائا لذكرى نداء طنجة الشهير لعام 1958 قمت بزيارة تونس الشقيقة لأول مرة، رفقة جمعيتنا للمشاركة في النسخة الأولى من" مؤتمر تونس" والذي أعقبه نداء تونس الشهير من أجل إتحاد مغاربي كبير .

و في معرض حديثه عن المشاركة في أبرز الملتقيات الشبابية اردف قائلا :شاركت  في لقاءات مع العديد من الأطياف السياسية الوطنية والمغاربية ،إلى جانب ممثلي المجتمع المدني وكذا العديد من الفعاليات الإقتصادية و الثقافية ووجوه تاريخية واكبت لقاء طنجة الشهير، من أجل بلورة رؤى مغاربية تدفع منطقتنا من على أرض تونس الخضراء نحو الوحدة، وأختتمت برفع توصيات مهمة.

كما كان المؤتمر مناسبة لخلق حركة شبابية سميت بـ" حركة الشباب المغاربي الموحد"، من أجل الوحدة المغاربية، إلى جانب "لجنة متابعة مؤتمر تونس". في أواخر نفس السنة، ستعقد  هذه الأخيرة من جديد، و بمعية فعاليات شبابية من مختلف المكونات الجمعوية والأطياف السياسية، والمثقفين،"لقاء نواكشوط" الشهير تحت عنوان "من أجل مغرب كبير وآمن" ،تكلل بإستقبال من طرف فخامة الرئيس الموريتاني بقصر نواكشوط والذي شدد على أهمية المضي قدما في هذا الإتجاه، وقد كان من ضمن هؤلاء المشاركين من الجانب المغربي ممثلون عن أحزاب وطنية مغربية ومغاربية، وفاعلون جمعويون، ضمنهم من سيكون مسقبلا، رئيس لجنة الحوار الوطني حول المجتمع المدني، مولاي إسماعيل العلوي.بعدها وفي شهر أبريل من عام 2012  وتحت الرعاية السامية رئيس الجمهورية التونسية، ستعقد نفس هذه اللجنة، الذكرى الثانية ل"مؤتمر تونس"، سيستقبلها عقب إنتهاء أشغالها، فخامة الرئيس التونسي آنذاك ، السيد منصف المرزوقي.

في أواخر شهر سبتمبر/أيلول من عام 2014، تم إعطاء فرصة لتنويع الأنشطة، حيث سننظم طوافا و ملتقي رياضي للدراجات النارية من الحجم الكبير، بشراكة مع عدد من الرياضيين قادمين من عدة مدن مغربية ،ضمنهم أخ كريم من دولة الكويت الشقيقة ، ستقابلهم  كوكبة من نظرائهم  الدراجين من الجانب الجزائري، تحمل البعض منهم عناء السفر من البلاد الاؤوربية ومن تونس ،ليلتقي الجميع عند نقطة "بين لجراف" المشتركة، أقرب نقطة "حدودية" مكشوفة لمستعملي الطريق، في وقفة رمزية للمطالبة بإعادة فتح الحدود.

سترفع خلال هذه الوقفة، لافتة تنادي بإعادة فتح الحدود و ربط أواصر الأخوة والتعاون و الإندماج.في هذا الإطار إستقبلت يوم 11 كانون الثاني/يناير 2016، من طرف وزير الشباب والرياضة في تونس الشقيقة بمقر الوزراة، وكان لقاءً أخويا بما للكلمة من معنى، تطرقنا خلاله إلى العلاقات اﻷخوية المغربية التونسية، وضرورة العمل على إعادة إحياء الفضاء المغاربي، عقبها سلمته دعوة رسمية إلى مشاركته الفعلية في هذا الملتقى الشبابي.

و في سؤال " المغرب اليوم" عن ثمرات و مكاسب مشاركته في مؤتمرات شبابية ولقاءه بشخصيات مؤثرة قال خليل بوزيدي رئيس اتحاد الشباب الاورو مغاربي "بعد ما التقيت الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان التونسي والناطق الرسمي بإسم الحكومة التونسية ، سيقبل هو كذلك الدعوة وسيؤكد حضوره إلى جانب زميله، للمشاركة في وجدة. وخلال هذا اللقاء، سيبلغنني بمقترح خلق خط جوي يربط تونس العاصمة بوجدة ! هذا المقترح يتماشى مع طلبنا لربط خط جوي وعلى مدار السنة، مدينة وهران بعاصمة شرق المملكة، وجدة.

ويضيف "بعد هذا اللقاء الأخوي والمهم، وفي نفس الصباح المشرق ، أقلتني سيارة تابعة لرئاسة الجمهورية التونسية إلى داخل قصر قرطاج، حيث تم استقبالي من طرف مستشارة فخامة الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي والمكلفة  بالشباب، وكانت مناسبة للتعريف بمسار الجمعية، وأهم محطاتها و توصيياتها.

يقول خليل بوزيدي  أنه من بين ما كان مبرمجا ضمن هذا الدوري الشبابي هو نداء مشترك موجه لمنظمة "الفيفا" من أجل خلق بطولة و كأس مغاربية للفرق الوطنية و اﻷندية، بغية الرفع من مستواها والنهوض بشكل عام بالرياضة في البلدان المغاربية مع تنشيط موائد مستديرة من طرف خبراء مغاربيين ودوليين في محاربة المنشطات والمخدرات والعنف في الملاعب وكذا محاربة الإحباط والعنف اﻹجتماعي بكل أشكاله لذى فئة عريضة من المجتمع.

كل شيء كان جاهزا، إنطلاقا من إستقبال الفرق إلى عقد مؤتمر صحافي، ثم إفتتاح رسمي عالمي، مرورا بتحية الرايات المغاربية الخمسة،مع عزف الأناشيد الوطنية. جو رياضي دولي، يضاهي أجواء الكؤوس والبطولات القارية، يبث على القنوات العالمية، و يساعد على إنعاش حركة سياحية وتجارية لمدة أيام، كفيلة بفتح آفاق جديدة للمدينة وللمنطقة الشرقية بصفة عامة تقام كل سنة! ولم يخف خليل شعوره بخيبة امل عدم تحقيق   هذا الدوري الدولي. فبعد طول إنتظار وبالرغم من مراسلة  سبع وزارات و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبعد الإجتماع ببعض المنتخبين، من المفروض أنهم معنيون بشكل مباشر ومنطقي، على الأقل بتنمية المنطقة سياحيا، إقتصاديا، رياضيا و للدفع بهم إلى الإستثمار في الإنسان، الرأس مال الحقيقي والمحوري لكل إنطلاقة  مجتمعية، فلربما خانهم هؤلاء قصر النظر أو لربما ضعف الإرادة المطلوبة والمسؤولة...

 و عبّر عن أسفه لحظ مدينة وجدة الألفية ، والمنطقة الشرقية ككل، مع صد لأبواب بعض المكاتب في وجوهنا مصحوبا بالكثير من اﻹحتقار وتثبيط للعزائم، و بإفراغ الهدف النبيل من محتواه، في إهانة صارخة وتحد  للديمقراطية التشاركية تجاه مجتمع مدني آمن بدوره اﻹقتراحي كقوة بنائة.و أبرز خليل في توصيفه لمظاهر الوحدة الاوروبية :"لقد قام الإتحاد الأوروبي بين دول غير متجانسة ثقافيا ، بل و كان بين هذه الأمم عداء تاريخي إمتد لعدة قرون في بعض الأحيان ومع  ذلك إستطاعت هذه الدول توفير مناخ الإندماج بأدوات عملية إنطلاقا من التشتت إلى التعاون إلى التكامل  ومن ثم إلى الوحدة وعلى العكس لما يروج له البعض ،فكل توابل إتحاد هذه اﻷمة متوفرة اليوم، و الظاهرة الإقليمية تنتظر من يضعها على السكة الصحيحة.

و حذّر خليل من أن أخطر الأجيال هو ذلك الجيل الذي يذكي و يغذي ويسعر نار الضغينة والكراهية ويزيد من لهيبها ليورثها من بعده، و هذه هي الحلقة الأخطر  في الأمر:صناعة الكراهية والأعداء الآبدين. ونبّه غلى خطورة حفر الخنادق ، ونصب الأسلاك ،وخنق الديمقراطية،  التي لم وان تخدم أحدا على الإطلاق، ماعدا توريث وتطوير خطاب الكراهية الذي يستوطن العقل العقيم و يسعى إلى خرابه.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

الرجوب يؤكد صدقية الموقف الفلسطيني تجاه واشنطن
المعلمي يُؤكّد أنّ "هجوم الناقلات" يتفق مع نمط النظام…
نبيل شعث يطالب بتفعيل المقاطعة الشاملة على إسرائيل
الأحمد يؤكد أن مصر تقوم بتحرُّك جدي في ملف…
العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة لـ "الأصالة"

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة