الرئيسية » حوارات وتقارير
أستاذ القانون الدوليّ ميلود بلقاضي

الدار البيضاء - حاتم قسيمي

كَشَف أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس في الرباط ميلود بلقاضي أن مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا ستحكمها اتجاهات اللوبيّات اليمينية داخل إسبانيا".
وأكّد بلقاضي على لمناسبة إعلان الأمير فيليبي عزمه زيارة المغرب قريباً، وفق ما أعلنه الناطق باسم القصر الملكي الإسباني، أنه "لا عداوة ثابتة ولا صداقة ثابتة في علاقة الجارين"، مشيراً إلى أن "العلاقات الدولية لا تحكمها العواطف والجوار، وإنما تحكمها المصالح المشتركة"، داعياً المغرب إلى حسن استغلال ملف المهاجرين المغاربة، وتحويله إلى "لوبيّ" حقيقي في إسبانيا يكون قادراً على الدفاع عن وحدة المغرب وقضاياه الوطنية".
وفي شأن جريان العادة بأن تدافع إسبانيا عن أصوات تُكن العداء للمغرب وسيادته الوطنية، ومسارعة إسبانيا إلى تقديم الدعم اللوجيستي والمادي لهم، وتحريك الدعاوى القضائية لضرب المغرب حقوقياً، من خلال تدخلاتها في مسار قضية الصحراء المغربية، وعن حقيقة وجود عدواة إسبانية اتجاه المغرب، أعلن "لا أعتقد أن هناك عداوة مطلقة، كما أنه ليست هناك صداقة مطلقة، والعلاقات الثنائية بالمفهوم الدولي هي علاقات تحكمها المصالح. وللأسف، لم تستطع مصالح المغرب، بنخبه السياسية والاقتصادية والإعلامية، أن تخترق المجتمع الإسباني، ولم ننشئ لنا لوبيات داخله. ونلاحظ أن هناك فارقاً بين المواقف الرسمية، وهي قوية بين الحكومتين، وبين المجتمع المدني للبلدين. وأحزابنا تعتمد على وسائل متخلفة وضعيفة، فيما نطالبها بتنسيق المواقف بينها وبين الأحزاب المؤثرة في إسبانيا"."
وأضاف بلقاضي: "على المجتمع المدني أن يقوم بواجبه، في تمتين علاقاته مع الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية، وللمغرب أكبر جالية عربية في إسبانيا، وأتساءل هنا: ما جدوى الخارجية ومجالس الجالية والهجرة في تحويل المهاجر إلى آلية للنضال وتمتين علاقات الجوار والتقارب بين البلدين، وللأسف فعلاقات المغرب مع إسبانيا ضحية "لوبيات" إسبانية وجزائرية قوية ونافذة، وتتوافر لها كل الإمكانات لتسهيل مهمتها في العداء للمغرب".
وعن قراءته لتعامل الدبلوماسيتين المغربية والإسبانية، شدد بلقاضي على أن "العلاقات الدبلوماسية مهما كانت قوية، فهي تبقى محدودة ونسبية، ويجب ألا ننسى هنا أن إسبانيا بلد ديمقراطي، وأن هناك أصواتاً متعددة الأطياف والاتجاهات ليس بالضرورة أن تتوافق بينها على قضية واحدة، والعلاقات الدبلوماسية المغربية - الإسبانية مميزة جداً، لكن يجب على المغرب أن يفتح واجهات وقنوات جديدة لاستغلالها في علاقتنا مع إسبانيا. وهي قنوات برلمانية وحزبية، ويجب العمل على إيجاد فضاءات للحوار داخل الجامعات وبين النخب".
وفي شأن مبادرة المغرب إلى فتح قنوات جديدة، فيما تعتمد إسبانيا على سياسة الصمت، وعدم الاستجابة لدعوات المغرب وبلاغاته، أكّد أن "إسبانيا أبدت حسن نية في بيانها الأخير الذي تلاه وزير خارجيتها، إذ أكدت فيه استعدادها لتقديم توضيحات عما وقع من اعتداءات على مواطنين مغاربة، ويجب أن نعتمد على أنفسنا وألا نبقى "مفعولين" بلغة الإعراب، للأسف الفاعل السياسي والمدني لا يتحرك حتى يفوت الأوان، وما وقع في الأيام القليلة الماضية، الذي وقع وقع، ويجب أن نفكر في القضايا المشتركة بين البلدين، وبالتالي علينا أن نخرج من المقاربة الجزئية إلى المقاربة الشمولية".
وعن مستقبل العلاقات بين المغرب وإسبانيا على ضوء التطورات الأخيرة، قال: "الاتصال الأخير بين العاهل الإسباني خوان كارلوس والملك محمد السادس، أظهر - بما لا يثير مجالاً للشك - أن هناك تفاهماً كبيراً بين العاهلين، فالدولتان (إسبانيا والمغرب) متقاربتان في كل شيء، والاندماج بينهما مسألة حتمية".
ورأى انه "على المغرب أن يراجع أساليبه في التعامل مع إسبانيا، وأن يبحث عن وسائل أكثر نجاعة في التواصل مع جاره الإسباني، كما عليه إعطاء أهمية قصوى للمصالح السياسية والاقتصادية. فالعلاقات الدولية لا تحكمها العواطف والجوار، وإنما تحكمها المصالح المشتركة".
وأوضح أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس أن "فالمغرب، للأسف، لم يستطع أن يُحوِّل المهاجرين المغاربة إلى لوبي حقيقي في إسبانيا يكون قادراً على الاستثمار، والدفاع عن وحدة المغرب في إسبانيا، ومستقبل العلاقات بين البلدين ستحكمه اتجاهات اللوبيات السياسية والحزبية والإعلامية اليمينية داخل إسبانيا. وعموماً، فأنا متفائل جداً في شأن مستقبل علاقاتهما، شرط أن تتضافر كل جهود المجتمع السياسي والمدني للنهوض بمستوى هذه العلاقات".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

الرجوب يؤكد صدقية الموقف الفلسطيني تجاه واشنطن
المعلمي يُؤكّد أنّ "هجوم الناقلات" يتفق مع نمط النظام…
نبيل شعث يطالب بتفعيل المقاطعة الشاملة على إسرائيل
الأحمد يؤكد أن مصر تقوم بتحرُّك جدي في ملف…
العزاوي تكشف كواليس صراعات داخلية غير مسبوقة لـ "الأصالة"

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة