دمشق - سانا
احتفل مجمع دمر الثقافي أمس بانتهاء نشاط نادي الأطفال الصيفي الذي استمر ثلاثة أشهر أقام فيه المجمع دورات وورشات عمل للأطفال من عدة فئات عمرية في الرسم والنحت والتمثيل والسرد القصصي متوجا هذا النشاط بمعرض فني كبير ومسرحية تخللتها عروض راقصة وأغان وطنية وتراثية أداها الأطفال بحس إبداعي باهر. وافتتح الاحتفال توفيق الإمام معاون وزيرة الثقافة بحضور الأطفال المشاركين والأهالي حيث غص مدرج المجمع وصالة المعرض بهذه البراعم التي جاءت لتحتفل بثمار جهدها الذي بذلته خلال العطلة الصيفية. وقال الإمام في تصريح لـ سانا إن الوزارة "داعم كبير لأي جهد يبذل لتنمية مواهب الأطفال وتشجيعهم على المبادرة والمتابعة والإبداع" مشيرا إلى أنه من خلال هذا النادي الصيفي كان هناك رعاية وتنمية لمواهب الأطفال في كل المجالات التي عمل عليها النادي. وأضاف إن الوزارة تقوم بكل ما بوسعها لمواجهة التحديات والصعاب التي يواجهها بلدنا في هذه الأزمة وهي جاهزة لتطوير عمل المراكز الثقافية وتبني أي فكرة جديدة تعزز العمل التشاركي فالأطفال هم روح الحياة وزهرتها وشكر في هذا السياق إدارة مجمع دمر الثقافي والأهالي الذين تعاونوا مع بعضهم لإنجاح هذا النشاط الإبداعي الخلاق. واستمر النادي الصيفي ثلاثة أشهر استقبل خلالها المجمع أكثر من مئتي طفل ينتمون إلى ثلاث فئات عمرية 4-7 سنوات و8-10 سنوات و 11-14 سنة. وأشرف على الدورات أساتذة ومشرفات متخصصون أغلبهم قام بهذا العمل بشكل تطوعي أو بأجور رمزية. وضم معرض الرسم والنحت والأشغال مئات الأعمال المتميزة التي عبر فيها الأطفال عن أفكارهم وأحلامهم ورؤيتهم لموضوعات وقضايا كثيرة مستقاة من الطبيعة والواقع والقصص التي قرؤوها. وقالت مارلين جبارة إحدى المشرفات حاولنا من خلال هذا النادي الذي أقامه المركز في فترة الصيف إبعاد الأطفال عن جو الأزمة التي تمر بها سورية واستثمار طاقاتهم في هذه الأعمال الإبداعية التي قدموها وتعزيز شخصية الطفل بالمعارف التي يكتسبها في هذه الدورات. كما قدم الأطفال الذين خضعوا لدورة في التمثيل عملا مسرحيا بعنوان أولاد الحارة مدتها 11 دقيقة وهي من تأليف وإخراج حسام بيازيد يتحدث فيه عن احتراق منزل أحد الأطفال في الحارة والذي يعود لعائلة وافدة حديثا من محافظة بعيدة وكيف يتعاون الأطفال لمساعدة أسرة زميلهم لتعويضهم عما فقدوه نتيجة هذا الحادث الأليم الذي ماتت على إثره طفلة صغيرة لم تستطع أمها وأشقاؤها إنقاذها. وتخلل المسرحية عرض لمقاطع فيديو مأخوذة من ورشات العمل تشرح خلالها المشرفات والمشرفون أهمية هذه الدورات في تنمية الطفل وتطوير قدراته الإبداعية إضافة إلى لوحات راقصة على أنغام أغان تراثية ووطنية جميلة كـ "عمرها" من قاسيون أطل ياوطني تعالي على الفي خبطة قادمكم زينو المرجة موطني" حيث أبدع الأطفال في تجسيد الفكرة وإثارة مشاعر التعاون والمحبة والألفة بين أفراد المجتمع الواحد. وعبر أهالي الأطفال عن شكرهم للجهود التي بذلها النادي تجاه أطفالهم وخاصة لجهة فرز الأطفال إلى فئات عمرية وأيضا لجهة تقديم الأدوات وتنوع المجالات المتاحة للطفل وحريته في اختيار ما يناسب مواهبه وتوجهاته. واختتم الاحتفال بتوزع الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين في جميع الاختصاصات وعلى جميع الأطفال المشاركين في النادي. تجدر الإشارة إلى أن النادي سيستمر اعتبارا من بداية الشهر العاشر في نشاطه مجانا كل يوم سبت لنفس الفئات العمرية.