القاهرة ـ وكالات
هى ذات النظرة الكسيرة التى تحدثك بأن صاحبها على علم بالموعد، لم تشعر تلك الوجوه بالرغبة فى الابتسام فى اللحظة التى أضاء فيها فلاش الكاميرات أعينهم ربما قبل سنوات من رص الصور متلاصقة فى معرض حملت لافتته عبارة "معرض الشهداء والجرحى"، بعضها من ابتسم أصحابها نصف ابتسامة ظهرت على شهادة تخرجه من الجامعة، والبعض الآخر من تم اقتطاع صورته من فوق البطاقة الشخصية، أو أوراق المدرسة، أو ربما قسيمة الزواج، لتستقر على جدران معرض دائم لتوثيق شهداء وجرحى مجازر "القذافى" فى ليبيا، بفكرة بدأت بـ 5 صور وصلت خلال عدة أشهر حتى وصل عدد الصور إلى 5000 شهيد ومازال البحث عن المفقودين جارياً.من داخل الكشك الذى انتقل من الأراضى الليبية إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب، تحدث "جمال سويسى" واحد من الشباب الليبى المنظمين لمبادرة جمع صور شهداء ومفقودين وجرحى الثورة، وشرح لليوم السابع الفكرة منذ بدايتها وحتى وصولها إلى جدران معرض الكتاب، واستعدادها للتنقل بين الأراضى العربية لتوثيق الثورة الليبية فى كل مكان."الفكرة بدأت بـ5 صور جمعناها بعد انتهاء الثورة مباشرة" هكذا بدأ "عادل" حديثه لليوم السابع من بين صور الشهداء التى غطت الكشك الصغير، بلهجته الليبية الواضحة أضاف "عادل": انطلقت الفكرة من مدينة مصراتة التى تم توثيق شهدائها بالكامل والذين وصل عددهم فى مصراتة فقط إلى 1400 شهيد، ومن هنا بدأت المبادرة فى التوسع بمساعدة أهالى الشهداء والمصابين الذين تعاونوا معنا وأمدونا بالمعلومات والصور عن المفقودين والشهداء، إلى جانب تقارير المجلس العسكرى الليبى الذى أمدنا بإحصائيات قمنا من خلالها بحصر أعداد الشهداء، والبحث الميدانى عنهم، عبر الأراضى الليبية.الفكرة التى انطلقت من 5 صور حملت ملامح ليبية لقيت مصرعها على أيدى قوات القذافى فى مدينة مصراتة، انتشرت سريعاً عبر الأراضى الليبية، وبدأ العمل الجماعى فى حصر أكبر عدد من الشهداء، من قبل الشباب الذين انضموا للحملة من كل أنحاء ليبيا لتخليد أرواح شهداء سقطوا بشجاعة طوال أشهر الثورة، والذى رجح "عادل" وفقاً لإحصائيات المبادرة أن أعدادهم تتراوح ما بين 6 إلى 8 آلاف شهيد سقطوا برصاص القذافى."الفكرة لن تنتهى، وهذا المعرض سيكون جزءا من تاريخ ليبيا فى المستقبل" هكذا أنهى "عادل" حديثه لليوم السابع، مؤكداً على استكمال العمل بجمع الصور والمعلومات عن الشهداء، ونقل المعرض من أراضى القاهرة للمغرب ثم للأردن بلافتة مضيئة تحمل صور شهداء ليبيا الذين سيتم تكريمهم فى نهاية الأمر بمعرض دائم ونصب تذكارى يحمل صورهم وأسماءهم مجاورة لعلامة النصر.