الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

ينشئ الدكتور رفيق عطوي في أفكاره الموجودة في كتاب "كلمات على جمر الحاضر" جدليات نوعية غايتها اختراق العقل الراكد والساكن والخمول من أجل كسر الانهزام وإثارة الاهتمام في وقف انزلاق الفكر العربي الذي مازال مستمرا منذ بدايات عصر الانحطاط. ويعمل عطوي على تفعيل الحراك الثقافي ضمن عالم متحرك على بحار من الرمال تحت مسميات العولمة وظروف حضورها والتي أظهرت ضرورات استعادة الفكر وقواه الخفية أمام مفرزاتها من صراع الثقافات إلى تصادمات وحوار الحضارات وخصوصياتها وتمزيق الخريطة العالمية وقلق البشرية من ثبات شراهات الفكر السلبية وطموحات الإبداع. وفي الكتاب دفق من العاطفة الإنسانية لمحبة الأمة العربية وأبنائها وخشية على ثقافتها ولغتها وتاريخها وجغرافيتها وشخصيتها الإيمانية لكونها منبعاً وفيضاً قدمت للبشرية جمعاء أسسا ومناهج في الحب ورسالاته والأخلاق وفضائه إضافة إلى وجود رؤى ظاهرة لاستشعار التحديات الكبرى المحيطة بالأمة والتصدي لها. ويكشف الباحث أن العقل العربي يعاني أزمة ثقة مع المجتمع العربي المأزوم بكل مكوناته السياسية والاقتصادية والفكرية ما أدى للشعور بالقلق المتمادي لتنامي العنف والإحساس بأن شيئاً لم يقدر له النجاة من هذه المعاناة المتمادية وإن تراكم الأحداث السلبية ونتائجها العكسية لمتطلبات المجتمع الإنساني تهدد السعادة المنشودة في الحياة. ويرى عطوي في كتابه أن صور الحياة العربية أصابها الانكسار لكن يبقى الانتصار في آخر المطاف للكلمة والفكر والإبداع لأنها المصب الذي تتراكم عنده عطاءات الخير وإرادة التحرر من سيطرة الانهزام. ويبين الباحث أهمية الخطاب الثقافي وضرورة معرفة الفرق بين حوار الثقافات وصدام الثقافات فالحوار نتاج وعي يؤسس لدخول مستقبل مشرق والصراع هو صدام بين الخصوصيات الموروثة والخصائص المستحدثة وما الثقافة عند عطوي إلا المحرك للتاريخ والوجود الإنساني حيث يتمازج في تقارب الذات والآخر الثابت والمتحول وينشأ بينهما حوار ترتسم خلاله مراحل التبدل والتطور والارتقاء. يقول عطوي إن الإعلام منشط للحياة الاجتماعية ومظهر استطلاع دائم فهو عملية تهدف إلى التوعية والتثقيف والتعليم والإقناع عبر اتصال متبادل بين أعضاء المجتمع الإنساني في الفكر والنشاطات والآراء والخبرات وإن الحركة الأدبية الثقافية عموما هي جزء من الحياة العامة في أي عصر أو مجتمع ترتفع وتزدهر أو تخبو وتهبط في إطار تلك الحياة العامة وما يطرأ عليها من تحولات ولكن ليس بالبساطة المتوقعة بل بعملية تراكم معقدة حيث أن الوجود هو تواصل زمني فيه كثير من الأحداث المتباينة والمختلفة. ويخلص الكاتب إلى أن ما يدور من الأحداث سواء كان في الفساد الأخلاقي أو عكس ذلك أصبح في الروايات الأدبية اليوم التي بدأت تعكس الانطباع الشخصي عن الحياة وقيمتها وتفاوت هذه القيمة على قدر كثافة انطباعات المبدع والرواية التي أصبح من أقدر الأجناس الأدبية قدرةً على التقاط التفاصيل الاجتماعية لكل ما تحتوي. كما يشير الباحث عطوي إلى أن تحولات الزمن الذي نعيشه منذ انكسار المشروع القومي العربي في عام 1967 يجعلنا نعيش عصر الرواية حيث انسحب التراث التقليدي بين الأنواع الأدبية كالشعر الذي ترك عرشه بعد أن تربع عليه طويلاً بوصفه سيد الأنواع الأدبية مستشهداً بآراء الدكتور جابر عصفور في ثراء الرواية وقدرتها على مواكبة الحياة. يذكر أن الكتاب من منشورات دار الشرق للطباعة والنشر يقع في 95 صفحة من القطع الكبير.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

دار "كلمات" تستعد لنشر ترجمة رواية "سفر هارون" للأمريكى…
أيمن زيدان يكتب تفاصيل عن حياته في مجموعة قصصية…
استعراض لأبرز ما يتضمنه كتاب "الاقتصاد العراقي – الأزمات…
"أزمات مجلس التعاون " في كتاب جديد يبرز السيناريوهات…
"قصيدة النثر والتفات النوع" معالجة فى مفهوم الشعر

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة