الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

من بين كل الحركات التي ظهرت خلال القرن الأول من السينما العالمية يمكننا تمييز عدد قليل منها كحركات ذات نظرة محددة كما كان عليه الأمر مع الأفلام التعبيرية الصامتة التي تم إنتاجها في السنوات المتعثرة لأولى محاولات ألمانيا لتأسيس حكومة ديمقراطية أي جمهورية فايمار ووفق العديد من المراقبين كانت الصور الصارمة لأفلام أيقونية مثل حجرة الدكتور كاليغاري 1920 أو متروبوليس 1927 لا تعبر عن فترة زمنية في بلد فحسب بل كذلك عن الأساس الجوهري للصناعة الأولى للأفلام. هذه الأفلام وأخرى غيرها أنتجت في الفترة الممتدة بين نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية دخول الصوت إلى الفيلم الألماني في العام 1930 تمثل حافزا لتقديم هذه الوسيلة الناشئة لتكون على قدم المساواة مع الفنون الأخرى وقد تم تنفيذها من قبل رجال ونساء امنوا بشغف بالقوة الكامنة للفيلم وكافحوا دوما لتطوير الإمكانات التقنية والسردية لهذه الوسيلة الجديدة. وكانت إحدى وسائلهم لتحقيق هذا الهدف هي عبر الانتقال إلى التعبيرية وهي حركة فنية ازدهرت في ألمانيا في السنوات الأولى من القرن العشرين ولكنها بدأت تفقد حيويتها وتأثيرها مع بداية الحرب العالمية الأولى لإعطاء أفلامهم الفرصة لاكتساب احترام يوازي ما حققه المشهد المسرحي المتألق في ذلك العصر عدا عن تمييز عملهم مقارنة مع السينمات القومية الاخرى في أوروبا وهوليوود باذلين ما بوسعهم لدخول السوق التنافسية الناشئة. ولعدة سنوات اخرى لم تكتف خصوصية الأفلام التعبيرية في حقبة فايمار بمنحهم فرصة بيع فريدة كما نعبر هذه الأيام بل أطالت كذلك عمر الحركة وأبدعت بعضا من أهم نتاجاتها الخالدة. وتحاول الكاتبة ايان روبرتس من خلال كتابها السينما التعبيرية الالمانية عالم الضوء والظلال ترجمة يزن الحاج تعريف القارىء بعدد من الشخصيات الأساسية والأفلام الأكثر تأثيرا لتلك الفترة التي عرفت باسم أفلام فايمار أو السينما التعبيرية. ويوضح الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة الفن السابع التأثيرات الفنية الأساسية على هذه الأفلام والتي لا تقتصر على التعبيرية بحد ذاتها ويحاول تقديم معلومات عن العوامل السياسية والاجتماعية التي أثرت بطبيعة الحال على طبيعة ومحتوى الأفلام. كما يعرض الكتاب تحليلا لسلسلة من الأفلام المرتبة وفق التسلسل الزمني كل منها نتاج مخرج مختلف حيث يقدم سيرة موجزة للمخرج ويشرح أثر تلك الأفلام على كل من الصناعة السينمائية المحلية والعالمية في ذلك الزمن. كما وضعت الكاتبة الفيلم في كل فصل ضمن سياقه العام التاريخي أو الموضوعي موضحة بذلك التطورات الصناعية والاجتماعية التي يعرضها كل فيلم. وتابعت المضي في حالات كثيرة لتأسيس نقطة الارتكاز التي تم تقييم الأفلام المتعاقبة على أساسها وأوضحت كيف قامت الأفلام المنتقاة هنا بتصوير المصائر المتقلبة للجمهورية المتعثرة في السنوات التي سبقت انهيار الديمقراطية وظهور حزب هيتلر النازي. وتشير الكاتبة إلى أنه على الرغم من المصائر المرتكبة من حيث توافرها وإمكانية وجودها فقد استعادت الأفلام الشهيرة في حقبة فايمار شعبيتها في السنوات الاخيرة ومرد ذلك وفق الكاتبة هو أن كثيرا منها اعتبر ايقونة في عصرنا بعد الحداثي. وتعتبر الكاتبة أن كتابها هو عرفان بفضل عبقرية الرؤيا لرجال ونساء انغمسوا في صناعة سينما فايمار بحيث طمحت من خلال كتابها التركيز على بضعة مخرجين وأهم أفلامهم محاولة تعريف القارىء بالتاثير الغني للأفلام التي ستعرف فيما بعد باسم السينما التعبيرية الألمانية وعبر عرض بعض الأفلام التي مثلت جزءا من أعمال تكريسية للتعبيرية الالمانية إضافة إلى أفلام أخرى تتجاوز هذا التعريف بصرف النظر عن احتوائها على تأثيرات تعبيرية.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

دار "كلمات" تستعد لنشر ترجمة رواية "سفر هارون" للأمريكى…
أيمن زيدان يكتب تفاصيل عن حياته في مجموعة قصصية…
استعراض لأبرز ما يتضمنه كتاب "الاقتصاد العراقي – الأزمات…
"أزمات مجلس التعاون " في كتاب جديد يبرز السيناريوهات…
"قصيدة النثر والتفات النوع" معالجة فى مفهوم الشعر

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة