الرئيسية » مراجعة كتب
رواية "العجوزان"

القاهرة - المغرب اليوم

يقدم الكاتب المصري جار النبي الحلو في روايته الأخيرة (العجوزان) عملا مميزا رائعا عن العمر الآفل وعن الصداقة والعزاء وعما يشبه العودة إلى الشباب من خلال انتفاضة 25 يناير كانون الثاني 2011.

إنها رواية جذابة مؤثرة ومحزنة عن صداقة عجوزين ينسيان الموت القادم وذلك من خلال صداقتهما. وإذا كان توفيق الحكيم قد تحدث في روايته (عودة الروح) عن حالة من البعث دبت في نفوس أفراد الشعب المصري بثورة سعد زغلول فقد جعل جار النبي الحلو هذين العجوزين ينسيان العمر والعجز والموت القريب وذلك من خلال انتفاضة 25 يناير كانون الثاني واندفاع الملايين للشوارع ما أدى إلى تخلي حسني مبارك عن السلطة.

جاءت الرواية في 104 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن (دار الهلال) في القاهرة ضمن سلسلة (روايات الهلال) الشهرية.

أما الكاتب جار النبي الحلو فقد ولد عام 1947 في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وله أكثر من عشر مجموعات قصصية للكبار والصغار. كتب عن مدينته رباعية روائية بأسماء (حلم على نهر) و(حجرة فوق سطح) و(قمر الشتاء) و(عطر قديم) وحظي بتكريمات ونال جوائز في مصر والعالم العربي.

وحمل غلاف الرواية كلاما عميقا ومنصفا عنها وعن كاتبها جاء فيه "رواية قفزة وكاتب نافذ كرأس سهم. لا يكتفي جار النبي الحلو بما يقع له من الوقائع المكنوزة بالدلالات والرؤى ولا يقنع بما روضه من حبل السرد وتفانينه المدهشة ولا حتى بخياره الأصيل في أن تكون القراءة ممتعة وشائقة ومتبصرة. لا يقنع بهذا كله فلقد جعلته الكتابة يغوص عميقا في عالمه الخاص ويستمع طويلا إلى أناس متباينين في هذا العالم. فأصبح يصوغ شخصياته من الدم واللحم لا من الورق والحبر.

"جعلته الكتابة ساحرا يستنهض مدنا من النسيان وها هو يقفز بروايته (العجوزان) إلى أفق آخر من السحر والعذوبة إذ يقدم في روايته تبصرا نفسيا مدهشا لأخلاط من البشر عبر ديالوج سردي من نوع جديد بين عجوزين."
رجلان عجوزان تعارفا في فترة الشباب وكانا صديقين. افترقا وتشتتت عائلتاهما بالموت والبعد الجغرافي قبل أن يلتقيا من جديد في أرذل العمر حيث للمرض والعجز سيطرة على الإثنين لكن روحيهما بقيتا على قدر من الشباب ودبت الألفة والسعادة فيهما باللقاء والسكن في شقتين متقابلتين. إنهما فايز ورفيق.. اثنان على المعاش. الأول وحيد بعد وفاة زوجة سابقة وطلاق الثانية والآخر وحيد بعد وفاة زوجته وتزوره ابنته بين فترة وأخرى لتطمئن عليه.
الأيام طويلة والعالم ممل إلى حد ما وليس للواحد منهما سوى الآخر.. يساعد أحدهما الآخر ويشتركان في الطعام وبعض احتفالات بأكلة معينة في نزهة معينة. فايز ينوي الزواج من جديد بياسمين وهي امرأة وحيدة إلا من ابن يساعدها في الكشك الذي تبيع فيه بعض ما يؤكل ويشرب. تساعد فايز وتشتري له حاجاته فأصبح يحتاج إليها كرفيق وأنيس ومدبرة لأموره. قربها جعل بعض الفرح والمرح يدبان فيه وهو الساخر والضاحك أبدا والقارئ النهم للكتب.
هو ورفيق يسترجعان أيام الماضي.. الجامعة والشوارع والمغامرات وأغاني الماضي وأفلامه السينمائية ومسرحياته. ويلتقيان أحيانا قليلة ببعض معارفهم.
وتحت عنوان (25 يناير – 11 فبراير) يتحدث رفيق عن الانتفاضة فيقول "صار ارتباطي أنا العجوز بشاشة التليفزيون والفضائيات ليلا ونهارا هو المشاركة الممكنة... مقدمة رأسي الأصلع باردة. آه يا يناير... وأحيانا أتقافز كشاب وأنا أغني مطلب الميدان (الشعب.. يريد.. إسقاط النظام)".
تسأله ابنته إن كان في خير فيقول لها "لا تخافي أصبحت شابا.. بعد شيبتي رأيت ثورة."
وينزل أحيانا مع فايز لمشاهدة ما يجري. يقول "مليون شاب في الميدان! ذات الميدان الذي وقفنا فيه ونحن طلبة.. ذات الميدان الذي مارسنا فيه حب البنات وتبادل المنشورات. ارتديت ملابسي كيفما اتفق. هرولت إلى الشارع.. بين الآلاف. رأيت عيونا أعرفها وأحلاما استيقظت فجأة. رأيت زوجتي وأجدادي وأعمامي وأحفادي وأبي وأمي.. وزملاء السياسة والشبان جميعا يجرون. لم أشعر بآلام ظهري أو ضربات قلبي أو أعراض ضغط الدم اللعين. أخذني في حضنه.. فايز كيف التقينا رغم الحشود! واحتضنني طويلا ثم سألني بغتة: هل تصدق؟!!."
بعد آلام ومرض وويلات يكتب فايز تحت عنوان (آخر مرة رأيت فيها رفيق) وقد أصبح الاثنان عاجزين عن زيارة أحدهما للآخر. أطل فايز من الشرفة على رفيقه بأسى ثم انسحب إلى داخل الشقة. وقف رفيق تماما في منتصف الشارع الضيق قبل كشك ياسمين وأخذ يطل على بلكونة فايز. تردد ثم مشى بعرج ملحوظ وتهدل في كتفه. وقف على ناصية الشارع لحظات ثم اختفى".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

دار "كلمات" تستعد لنشر ترجمة رواية "سفر هارون" للأمريكى…
أيمن زيدان يكتب تفاصيل عن حياته في مجموعة قصصية…
استعراض لأبرز ما يتضمنه كتاب "الاقتصاد العراقي – الأزمات…
"أزمات مجلس التعاون " في كتاب جديد يبرز السيناريوهات…
"قصيدة النثر والتفات النوع" معالجة فى مفهوم الشعر

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة