مراكش _ المغرب اليوم
علّقت النقابة الوطنية للصحة العمومية (فدش) وقفتها الاحتجاجية واعتصامها اللذين تقررا تنظيمهما، يوم أمس الخميس، بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس. وقد جاء قرار التعليق بعد أن تدخلت السلطة المحلية، في شخص باشا الداوديات وقائد المنطقة، لفتح حوار حول الملف المطلبي الذي كان وراء العديد من الأشكال الاحتجاجية للهيئة المذكورة.
صلاح الدين غزالي، عضو النقابة المذكورة، أوضح في تصريح هسبريس، أن الاجتماع، الذي جمع "بين النقابة الوطنية للصحة العمومية وبين ممثلين عن السلطة المحلية، عرض خلاله ملخص للمشاكل التي كانت وراء الحركة الاحتجاجية، لما يفوق شهرا من الأيام؛ منها ما وصفوه بـ"الوضع المتأزم الذي باتت تعرفه بعض المصالح بمستشفى الرازي، حيث تتعرض الأطر الصحية، لما أسمته بـ"الإهانة".
وزاد المتحدث ذاته، قائلا إن "الإهانات المتكررة كانت محور عدة مراسلات؛ لكن الإدارة لم تتفاعل مع شكوانا"، مضيفا أن "مشاكل بسيطة تترك إلى حين تضخمها بفعل عدم تدخل المسؤولين؛ وهو ما دفعنا إلى رفع أصوتنا عاليا، مستنكرين هذا السلوك غير المقبول".
"التنقيلات التعسفية ونقطة المردودية الكارثية لسنة 2016"، على حد قول غزالي، عوامل أخرى دفعت الأطر السابق ذكرها إلى الاحتجاج من أجل فتح حوار جاد لمعالجة كل المشاكل التي يتخبط فيها المستشفى الجامعي، منذ مدة طويلة بسبب غياب تواصل بين الإدارة وبين الموظفين، وفق تعبير الفاعل النقابي ذاته.
غياب الحوار ووضعية جمعية الأعمال الاجتماعية عاملان آخران ينضافان إلى الأسباب المشار إليها؛ فجمعية الأعمال الاجتماعية لم تعد تؤدي مهمتها، حسب إبراهيم مومن، عضو المكتب الوطني للنقابة السابق ذكرها، الذي استدل بذلك على غياب الحوار الاجتماعي الذي يجب أن ينعقد مرتين في السنة، لمعالجة المشاكل الكبيرة التي تعرفها المؤسسة الصحية المذكورة، كالمشروع المؤسساتي".
هذه المشاكل وغيرها طرحت على طاولة الحوار بين النقابة الوطنية للصحة العمومية وبين السلطة المحلية، التي وعدت بالعمل على حلها في القريب العاجل، يؤكد صلاح الدين غزالي لهسبريس، موردا، في المقابل قررت الهيئة النقابية نفسها تعليق كافة الأشكال الاحتجاجية، بشكل مؤقت، في انتظار ما ستسفر عنه تدخلات السلطة المحلية.
وحسب عبد الجليل المتوكل، مدير بمستشفى الرازي، فإن ما تعيشه الأطر الصحية بالمشفى المشار إليه لا يعدو أن يكون خصام إخوة، مشيرا إلى أن ذلك ناتج فقط عن سوء تواصل بين المحتجين وبين بعض رؤساء المصالح، مشبها ذلك بمشاكل داخل الأسرة الواحدة، ومؤكدا أن إدارته تعمل على حلها.
وتابع المسؤول ذاته، ضمن تصريحه لهسبريس، قائلا: "بالحوار والإنصات لبعضنا كمسؤولين وكشركاء نقابيين، يمكن حل كل المشاكل سواء منها الآنية أو التي تحتاج إلى وقت وتعاون بين أصحاب البدلة البيضاء"، من أجل توفير مناخ مناسب لإداء الواجب وتقديم خدمات صحية جيدة للمواطنين