بقلم - يونس الخراشي
سأل صحفي إنجليزي زميلنا توفيق الصنهاجي، في حديث دار بينهما، قائلا:"أين أنتم؟". رد عليه توفيق بسؤال:"ماذا تقصد؟". قال الإنجليزي:"لا أرى لكم حضورا كبيرا في الإعلام. أقصد، لا أرى حضورا لملف موروكو 2026 بما يكفي ويشفي. فما السبب؟".
هذه ملاحظة من زميل إنجليزي. والأكيد أن الملاحظة نفسها يحملها أكثر من زميل في العالم. فالملف المغربي، وإلى اليوم، لم يحظ بالانتشار المطلوب إعلاميا. مع أنك حين تكون في حملة، فالمطلوب الأول هو "مطرقة العقول". أي الحضور حتى تصبح حاضرا وإن لم تكن كذلك بالفعل.
في المقابل، هناك حضور قوي للملف الثلاثي في الإعلام العالمي. أو لنقل في الإعلام الأمريكي خاصة، وهو إعلام قوي جدا، ومؤثر للغاية. والدليل أنك كلما فتحت موقع "غوغل" لتحصل على معطيات تخص مونديال 2026، إلا ووجدت نفسك إزاء مقالات متعددة عن الملف الثلاثي (أمريكا وكندا والمكسيك).
ماذا يعني ذلك؟
يعني ببساطة أن هناك قوة هادئة تشتغل في الظل، ويظهر عملها في الصفحات الورقية، وصفحات الإنترنيت؛ سواء في مواقع الأخبار العامة، أو المواقع الرياضية المتخصصة، أو في مواقع التواصل الاجتماعي (بخاصة تويتر وفايسبوك). ولا شك هناك وسائط أخرى لا يتاح لنا تتبعها.
هل من سبب؟
للحق، لم نجد، نحن معشر الإعلاميين، إلى اليوم، من نسأله عن السبب. ذلك أن اللجنة التي عهد إليها بالإشراف على ملف "موروكو 2026" تشبه ثعلب الراحل محمد زفزاف، فهي تظهر وتختفي متى شاءت، وكلما ارتأت ذلك، دون أي اعتبار لحاجة الرأي العالم المغربي إلى التوضيحات اللازمة. وهذا لا يمكنه أن يكون إلا بواسطة الإعلام المتخصص.
لا يكفي عقد لقاء أو لقاءين كي تكون مؤثرا ومقنعا. بل الضرورة تقتضي حضورا مكثفا، عبر التلفزيون الرسمي، وباقي القنوات، والإذاعات، كل الوسائط الأخرى. إذ يتعين أن يشبع الناس من المعلومات، حتى وإن لم تكن بالضرورة معلومات إيجابية. فليست كل معلومة إيجابية. وليست كل معلومة سلبية سيئة، بل هي في النهاية معلومة مفيدة، تكون رأيا عاما على وعي، وجاهز للتحرك.
هل فات الأوان؟
يقول مثل فرنسي، نسوقه هنا لأننا نعرف مدى تشبع من وكل إليهم الملف بالثقافة الفرنسية:" vaut mieux tard que jamais"، ويعني بالعربية :"من الأفضل أن تأتي الأشياء متأخرة، عوض ألا تأتي". وبالتالي، فما زال هناك وقت للتحرك في هذا الاتجاه. ونظن بأن النتيجة ستكون ممتازة. فالآخرون سيقرأونها على أساس أنها تحرك ذكي، في وقت معين، لهدف يجهلونه. وهذا سيشغل بالهم، وسيشتت انتباههم، وسيتيح للملف المغربي فرصا أخرى.
للإشارة، فالصحفي الإنجليزي سأل توفيق عن أشياء أخرى كثيرة. وقال له زميلنا:"الملف المغربي قوي".