بقلم - شفيق الزعراوي
مرت ثمانية أيام بالدقائق والثواني، حرا وجمرا على أهالي ضحايا الرجاء، ولا زال الجو حزينا كلما اقتربت من حي لالة مريم بمدينة الدار البيضاء التي كان يعيشها الضحايا الخمسة الذين وافتهم المنية إثر حريق نشب بسيارتهم بعد انقلابها بالطريق السيار وهم في طريقهم الى مراكش لتشجيع فريقهم.
حقا كشف موت هؤلاء، الحب المتبادل بين مكونات القلعة الخضراء وجمهورها المضحي بالغالي والنفيس تجاهها.
والدليل على هذا الحب غياب الاهتمام من فعاليات الفريق الأخضر سواء تعلق الأمر بالمكتب الإداري أو الطاقم التقني بل حتى لاعبين الذين لم يعيروا نفسهم تحمل عناء التنقل إلى حي لالة مريم لحضور جنازة الضحايا أو مشاركة أسرهم أحزانهم بزيارة خاطفة تحتسب لهم دنيويا وأخرويا.
حقا كنا ننتظر مبادرة المكتب الحالي أو بتمثيلية منه للوقوف إلى جانب الضحايا ولو معنويا ان لم ذلك ماديا، لعل الرجاويين يظنون خيرا إذا ما قدر الله حادث آخر.
حقا غابت الإنسانية عن فعاليات رجاوية تظن نفسها مسلمة في غياب شروط علاقة المسلم بأخيه، ونسوا فضل الآية العاشرة من سورة الحجزات كما تناسوا حديث رسول الله فيما يتعلق بحق المسلم على المسلم.
حقا ستظن الجماهير الرجاوية بمكتبها وأطرها ولاعبيها خيرا، بعدما غابوا عنهم وقت الشدة ولو حتى بتصرف يليق بمقام الضحايا ولو حتى نفسيا لتجاوز أزمة الأهالي.
حقا ضيعوا مالهم ووقتهم وصحتهم ودراستهم ومنهم حتى من عارض قرارات أهله في سبيل من لا يستحق ذلك.
حقا نتأسف لكم ونعتذر منكم بعدما أحيانا الله وعشنا ما افتقدتموه، وعرفنا قدرنا وقيمتنا عند هؤلاء الذين لا يفهمون جيدا قيمة التضحية والوفاء.
حقا غابت عنهم الإنسانية وتركوا أهاليكم يعانون لوحدهم، اللهم مواساة بعض الجماهير الذين أثبتوا تضحيتهم في سبيل كل ما هو أخضر رجاوي.
حقا أهاليكم سيتذكرون المواقف وسيكرهون المسؤولين بعد تصرفهم اللا إنساني والخارج عن ديننا الحنيف.
حقا اكتفوا بتعزية من سطرين حركوا خلالها أناملهم دون أقدامهم للتعبير عن مدى تبادل الحب بينكم.
حقا رحلتم عنا ولن ننساكم وستظل ذكراكم مرتبطة دوما بالحزن..نموتوا على شانك يا الخضرا