بقلم - زينب وردي
فجرت صفقة البرازيلي نيمار، 222 مليون يورو، من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان، المسكوت عنه في عالم الكرة وحركت المياه الراكدة وخلقت الحدث ومعها تحركت الأقلام لتدلو بدلوها في سطوة المال وتكسيره مناعة وجدار أخلاقيات الكرة المستديرة، التي على ما يبدو خنعت مجبرة لإخطبوط المال الفاحش أو سرطان العصر الحديث إن جاز التعبير....
صفقة نيمار كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر الأندية الصغيرة، التي لن يعود لها اسمًا يذكر في المستقبل القريب، ولا عجب في ذلك، أن تصاعدت الأصوات في الآونة الأخيرة مطالبة بوقف نزيف هذا العبث الذي سيكرس الاحتكارية وسيعدم ما تبقى من قيم ومبادئ الكرة، بل إن أطر عالمية على غرار الفرنسي أرسين فينغر، مدرب أرسنال الإنجليزي، صرح أن ما يحدث جنونًا ليس إلا وتعجب في العام الماضي من صفقة بول بوغبا الذي انتقل من جيفونتس إلى مانشستر يونايتد بصفقة تتجاوز 100مليون يورو، إلى عهد قريب شكلت تلك الصفقة رفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو حديث الساعة والمنتديات الفكرية والإعلامية، علمًا أن السقف ظل في حدود المعقول نسبيًا لكن مبلغ نيمار الفلكي حطم كل التوقعات وكسر كل القيود في عالم مادي متوحش لا سيادة فيه إلا للمال ولا سلطة فيه تعلو على المؤسسات الاقتصادية متعددة الجنسيات، التي غزت كرة القدم بقوانينها ومفاهيمها ضاربة بعرض الحائط مبدأ التنافس الشريف وحرمة الأخلاق في وقت اختلطت فيه الأوراق وتاهت الطرق ...فإلى أين يسير عالم الكرة بهذا الجنون