بقلم - بوشعيب الشداني
يدير الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما مباراة الأهلي المصري أمام الوداد الرياضي المغربي، في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، على ملعب برج العرب في الإسكندرية، السبت، في تمام السابعة مساءً. والحكم المثير للجدل من مواليد 30 ديسمبر / كانون الأول 1980، في العاصمة الإثيوبية، وهو دارس لعلم الاجتماع وخريج جامعة أديس أبابا، في عام 2012، ويعمل حاليًا كباحث طبي ولا يجيد لغة إضافية أخرى غير "الأمهرية"، لغة وطنه الأم، فضلاً عن اللغة الإنجليزية. وبدأ مسيرته التحكيمية بشكل رسمي عام 2003، وبعد سبع سنوات حصل على الشارة الدولية، وكانت مباراة مباراة جيبوتي والصومال في عام 2010 هي الأولى في تاريخه على مستوى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف". ولم يسجل حضوره بشكل قوي في المسابقات القارية إلا في عام 2012، حيث أدار عددًا من المباريات في دوري الأبطال وبطولة الكونفيدرالية، والتصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أفريقيا، والتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2018.
ومن أصل 58 مباراة دولية أدارها، أعلن عن 10 ركلات جزاء، وأشهر 124 بطاقة صفراء وثلاث بطاقات حمراء، وكانت أول بطاقة حمراء أخرجها في مساره الدولي لصابر خليفة، مهاجم الإفريقي التونسي، في مواجهة الأهلي المصري، على ملعب السويس، ضمن ملحق دور الـ16 في مسابقة "كاف" 2015، بعد حصوله على بطاقتين صفراوين في المباراة. ويتمتع بامالاك بلياقة بدنية عالية وكاريزما خاصة، وأسلوب تحكيمه هجين يمزج بين المدرستين الإنجليزية و الفرنسية، فتارة يسمح باللعب الرجولي، وتارة أخرى يمنع الالتحام البدني بين اللاعبين، ومن المؤاخذات التي تسجل عليه استخدامه المتكرر لأسلوب الجري النمطي، كما أنه يفقد لياقته البدنية في النصف ساعة الأخير من المباراة، فتخونه السرعة الانفجارية القصوى، هو ما يظهر عند انتقال الكرة من الثلث الدفاعي إلى الثلث الهجومي بشكل سريع، إذ غالبا مايكون بعيدًا نسبيًا عن الكرة، وأحيانًا يضع نفسه في زوايا حرجة من الملعب، ويجد صعوبة في الخروج منها.
ولا يقرأ الحكم بالشكل المطلوب طرق لعب الفريقين ونوايا اللاعبين، ولا يتوقع الحدث التالي بحس استباقي، ومعياره في الإعلان عن الأخطاء لا يكون ثابتًا، وتمييزه بين اللعب المشروع والممنوع، خصوصًا داخل منطقة الجزاء، لا يكون دقيقا، وغالبًا ما يرافق الجدل بعض قراراته الفنية والانضباطية. وكان حاضرًا في واقعة غريبة في ملاعب الكرة الإفريقية، حين تعرض للصفع بقوة اعتراضًا على احتسابه ركلة جزاء خيالية، ففي التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم في البرازيل، وخلال مباراة الجولة الثانية عن المجموعة الثامنة، بين منتخبي بنين ورواندا، أعلن عن ركلة جزاء لصالح منتخب رواندا في الدقائق الأخيرة من المباراة، أسفرت عن هدف التعادل، فلم يتمالك مدافع منتخب بنين، الخالد أكيولا أدينون، أعصابه ليعترض عليه بقوة ويصفعه ويخرج مطرودًا بالبطاقة الحمراء، وفي مباراة نكانا الزامبي والنجم الساحلي التونسي، في كأس الكونفيدرالية، احتسب باملاك ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة أبناء سوسة، فتعرض لهجوم عنيف من الإعلام الزامبي، رغم أن المباراة انتهت بفوز أصحاب الأرض والجمهور بأربعة أهداف لثلاثة.
وتشير سجلات مباريات دوري الأبطال الأفريقي إلى أن أصحاب الأرض لا يعرفون الخسارة مع هذا الحكم، حيث فاز معه النجم الساحلي على واي إس تاندا الإيفواري، في الدور الأول بثلاثة أهداف دون رد، وهزم معه المريخ السوداني أمام فيرفارو الموزمبيقي في دور المجموعات، بهدفين مقابل هدف، و تعادل معه الأهلي الليبي واتحاد العاصمة الجزائري بهدف لكل فريق. وسبق لتيسيما، الذي يعتبره المصريون "وجه السعد" عليهم، أن أدار مباراتين للنادي الأهلي، الأولى أمام البنزرتي التونسي خارج الديار، في التصفيات المؤهلة إلى دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أفريقيا 2013، وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف. قبل أن يحجز الأهلي في مباراة العودة بطاقة العبور إلى دور المجموعات، ومنه إلى نصف النهائي، ثم النهائي، فالتتويج باللقب الثامن في تاريخه. أما الثانية، فكانت أمام الأفريقي التونسي في ملحق دور الـ16 لمسابقة "كاف" 2015، والتي أقيمت على ملعب السويس، وانتهت بفوز الأهلي بهدفين لواحد، قبل أن يخسر بالنتيجة ذاتها إيابًا، ويحسم صعوده إلى الدور التالي بركلات الترجيح.
وفي المقابل، كان الإثيوبي حكمًا لمباراة الوداد الرياضي وزيسكو الزامبي، والتي انتهت بفوز الشياطين الحمر بهدفين دون رد، في النسخة الماضية من دوري أبطال أفريقيا، وشاهدًا على خسارة في سبتمبر / أيلول الماضي، أمام صن داونز الجنوب أفريقي، في ربع نهائي النسخة الحالية لدوري الأبطال، بهدفين دون رد، فهل ستكون الثالثة ثابتة ويكون بامالاك تيسيما "فأل خير" على رجال الحسين عموتة، في مواجهة برج العرب؟