بقلم: محمد الروحلي
في أقل من أسبوع على الإعلان عن احتضان ستاد محمد بن زايد في أبوظبي الإماراتية، يوم 23 مارس القادم، لمباراة كلاسيكو بين الوداد والرجاء البيضاويين، في إطار اتفاقيات التعاون بين مجلس أبوظبي وجامعة كرة القدم، ظهرت مجموعة من ردود الفعل والتصريحات المضادة من مختلف الجهات، سواء تلك المعنية مباشرة بالحدث، أو ممن ينتظرون عادة التطورات المتلاحقة على الساحة لإظهار مواقفهم غير البريئة، والتي تدخل عادة في إطار المزايدة، وحرب المواقف المشتعلة هذه الأيام على أكثر من صعيد. ما صدر عن الإعلان من تفاصيل جاء شحيحا، مما فسح المجال أمام مجموعة من التأويلات والاجتهادات والتكهنات لا يغيب عنها بطبيعة الحال نوايا سيئة إن لم نقل مغرضة.
وبالنظر إلى بروز حملة تستهدف أشخاص بعينهم، في إطار دائما حرب المواقع المشتعلة، جاء نفي فوزي لقجع بشكل قاطع باعتباره المسؤول عن الجامعة التي وقعت الاتفاق مع الجانب الإماراتي، إذ أوضح أن الاتفاقية التي وقع عليها لا تقضي بتنظيم الديربي، وأن الأمر يعود لقطبي الدار البيضاء، ولا دخل للجامعة في الأمر، ولم يوقع أية وثيقة تتعلق بتنظيم المباراة، وذهب لقجع إلى حد القول، أنه يرفض هذا الجدل، ولا يسمح باستغلاله لأغراض غير رياضية، قد تصل لما هو سياسي.
هذا الخروج الإعلامي للقجع يظهر بالفعل أن هناك حملة ممنهجة في إطار السعي للإساءة لأشخاص بعينهم، ليجبر المسؤول الأول عن الجامعة المغربية، على توضيح الواضحات في سياق المفضحات التي تطغى حاليا على الساحة الرياضية الوطنية.
شرارة الحملة وصلت أيضا إلى قطبي العاصمة الاقتصادية، ليفرض عليهما أيضا التوضيح، وفي هذا الإطار قال سعيد الناصيري رئيس الوداد أن تنقله إلى الإمارات رفقة الزيات، جاء بناءا على دعوة تلقاها من مجلس الرياضة، والغرض مناقشة تفاصيل المباراة الودية المذكورة أمام الرجاء، وأن هذه فرصة عظيمة لتسويق الكرة المغربية، في منطقة تضم جالية مغربية وعربية مهمة.
تصريح الناصيري لم يخل من تصعيد، عندما قال بأنه ورئيس الرجاء “ما شي قاصرين” و”ما غادي يلزمنا حد بلعب الديربي إلى ما بغيناش”.
وبما أن أوساط الفريقين الكبيرين، تهمهما بالدرجة الأولى العائدات المالية، فالأخبار التي راجت عن المنحة المحددة لكل فريق تصل إلى 500 مليون سنتيم لكل فريق.
وفي غياب أي تأكيد، فان التأويلات أصبحت سيدة الموقف، وهناك من يتحدث عن مبلغ أقل لا يرقى إلى قيمة الفريقين الكبيرين.
جواد الزيات رئيس الرجاء نفى، من جهته، توقيع أي وثيقة، تهم “برتوكول” مباراة “الديربي” بالإمارات يشترط توضيح بعض النقاط من خلال اتفاقية مكتوبة، قبل الوصول إلى الموافقة النهائية، وخاصة التحفيزات المالية التي تبقى شرطا أساسيا بالنسبة لفريقه، وأن الجهة المنظمة مطالبة برصد مبلغ مالييتناسب مع قيمة وحجم الفريقين المتباريين، وكثرة التزاماتهما.
لغط يظهر إلى أي حد أن الوضع الرياضي الوطني غير سليم بالمرة، وأن هناك حربا حقيقية تطغى على الساحة الرياضية، تغذيها أطراف وجهات تحرك بعض الدمى عن طريق “الروموت كونطرول” والغرض ليس غيرة عن الرياضة أو السعي للمصلحة العامة، بقدر ما لهم منطلقات يحضر فيها الشخصي والفئوي، وخدمة أجندة معينة، ليس إلا…
عن صحيفة بيان اليوم المغربية