بقلم- عز الكلاوي
يبدو أن السويسري الماكر جياني إنفانتينو، رئيس فيفا، يمضي بقوة ومهارة على درب سلفه العجوز جوزيف بلاتر في المتاجرة بتنظيم واستضافة المونديال، بعد أن نجح في السيطرة على مؤسسة فيفا بيد من حديد والإطاحة بالشخصيات المستقلة في اللجان القضائية، التي سبق لها أن أقصت بلاتر وكشفت خداعه، وأسهمت في التصدي لمافيا الفساد داخل فيفا ومنظومة الكرة العالمية.
شارك إنفانتينو بقوة في التأثير في استضافة مونديال 2026، والذي جاء لمصلحة التحالف الثلاثي للولايات المتحدة، كندا والمكسيك، على حساب المغرب، ولم يقتصر تأثيره فقط على لجنة التفتيش من موظفي فيفا، والتي تجري تقييماً دقيقاً لملفات التنظيم، ويكون تقريرها بمثابة الوثيقة التي يستند إليها تصويت الجمعية العمومية لفيفا، وإنما لعبت تصريحاته المؤيدة للملف الأمريكي دوراً كبيراً في هذا المجال.
والآن وبعد أن انتهى مونديال روسيا، وبعد أن جرى اختيار الجهة المنظمة لمونديال 2026، بدأ إنفانتينو على الفور حملة الترويج لتنظيم مونديال 2030، على الرغم من أن هذا الأمر لا يزال أمامه 12 عاماً، وها هو إنفانتينو يقوم بتسخين القارات على بعضها البعض وتحميس دول ومناطق معينة بتصريحات تحريضية، لتبدأ جماعات المصالح والمعارك التنافسية، التي يحقق من خلالها المزيد من النفوذ ويرفع المزايدات على حقوق البث وأرباح فيفا من المونديال، إضافة إلى مكاسبه الشخصية والمعنوية التي جعلت منه باروناً جديداً وشخصية عالمية، تجالس ملوك ورؤساء الدول، وتحظى بمعاملة مثلهم في كل عاصمة.