بقلم – صفوت عبد الحليم
من أمن العقوبة أساء الأدب..هذا الحكمة الشهيرة تنطبق على ما يحدث في الوسط الرياضي في مصر بشكل عام منذ سنوات طويلة، وخلال الأيام الأخيرة بشكل خاص.
الساعات الماضية شهدت تصرفات عجيبة وتصريحات مريبة من بعض مسؤولي اتحاد الكرة ، وكذلك في ناديي سموحة والزمالك، بسبب طاقم التحكيم الذي سيدير نهائي كأس مصر بين الزمالك وسموحة المفترض اقامتها الثلاثاء المقبل.
اتحاد الكرة كان قد أعلن اسناد إدارة المباراة لطاقم تحكيم مصري، وهو ما أثار غضباً - ربما يكون مصطنعاً- من جانب فرج عامر رئيس نادي سموحة، الذي أعلن رفضه قيام طاقم تحكيم مصري بإدارة المباراة، وطالب بإسنادها لطاقم أجنبي وأعلن استعداده لدفع تكاليف الحكام الأجانب.
في مثل هذه المواقف من الطبيعي أن يتقبل اتحاد الكرة الأمر ، خصوصاً أن فرج عامر أعلن جاهزيته لدفع تكاليف الحكام الأجانب، لكن الجميع فوجئ بتمسك الاتحاد باسناد المباراة لطاقم مصري ، كما أن مرتضى منصور رئيس الزمالك تمسك بذلك ، مما دفع رئيس سموحة الى تجديد اعلان غضبه واعلانه بانسحاب فريقه من خوض المباراة النهائية في ظل وجود طاقم تحكيم مصري!!
كل هذا الكلام ربما يكون مقبولاً لو تم تداوله داخل جدران اتحاد الكرة، لكن للأسف جاء عبر شاشات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي.
لن أخوض كثيراً عن التصريحات المتضاربة والمتناقضة لرئيس الزمالك الذي يتمسك الان بالحكام المصريين ، وهو قد وصفهم مسبقاً بالتحكيم الفاجر ، وووووو !!!!
ولكن سألت نفسي، أين الحاكم والمتحكم في ادارة الكرة المصرية؟! ألا توجد و لوائح تنص على معاقبة المخطئين؟! ألا توجد عقوبات على الخارجين عن النص خلال الحديث لوسائل الإعلام؟! لأنه كما قلت في بداية المقال: من أمن العقوبة أساء الأدب؟!
كل بلدان العالم لديها لجان مسؤولة عن ردع المخالفين والخارجين عن النص ، ولا تخشى أحد مهما كان منصبه، لكن في مصر الأمور تسير بطريقة عكسية ، فتجد رئيس نادٍ يستغل نفوذه في ارهاب اتحاد الكرة لمجرد الفوز بمباراة أو حصد بطولة يُخفي بها فشله في إدارة ناديه!!
مرتضى عامر وفرج منصور.. أقصد مرتضى منصور وفرج عامر كلاهما يعرف تصرفات الآخر ، خصوصاً أنهما حالياً متقاربين جداً بوجودهما معاً في مجلس الشعب، ويبدو أنهما قررا عمل هذا المسلسل الرمضاني لتسلية الشعب المصري قبل بداية شهر رمضان المعظم ، وفي النهاية سيقام نهائي كأس مصر بين الزمالك وسموحة ، وربما نجد طاقماً مصرياً يدير اللقاء بعد كل هذا المسلسل الغير ظريف، الذي لو كانت هناك قوة رادعة لدى اتحاد الكرة لوقفت هذه المهزلة.
أتمنى أن نشهد في المستقبل القريب تطوراً في العملية الادارية باتحاد الكرة ، حتى يعرف كل مسؤول واجباته وحقوقه، ويحافظ الاتحاد على ماء وجه مسؤوليه بدلاً من الوقوع ضحية التصريحات والسباب عبر وسائل الاعلام.