بقلم - يونس الخراشي
أذكر يوما أن مسؤولي الوداد الرياضي لكرة القدم "ناضوا نوضة وحدة"، فأمطروا المتلقي بأخبار ووثائق، على موقع الفريق الرسمي، تهم لاعبيهم، والقصد تكذيب جملة من الأخبار التي صدرت في المواقع والصحف، وقالوا إنها ليست صحيحة، بل هي مجرد إشاعات.
ومنذ ذلك اليوم، عاد الموقع الرسمي لفريق الوداد الرياضي إلى نومه العميق، فيما راح رئيس المكتب المسير، سعيد الناصيري، يصدر تصريحات هنا وهناك، يرد بها، بين الفينة والأخرى، على بعض الأخبار، وغالبًا ما يقول نفس الكلام، الذي يُستشف منه بأن كل ما يقال "غير صحيح".
وقد تكرر ذلك، هنا والآن، حينما لاحت على سطح الحدث الرياضي المغربي قضية اللاعب الليبيري وليام جيبور، ومفادها أنه وقع للنصر السعودي، منتقلًا إليه من نادي ريو أفي البرتغالي، فإذا برئيس الوداد يخرج مجددا ليقول إن كل ما قيل "لا أساس له من الصحة"، وجيبور ما يزال لاعبًا للوداد.
ومع أن المسألة بسيطة للغاية، وكان بالإمكان حلها لو أن الفريق يتوفر على هيكلة واضحة المعالم، ومكتب مسير بمهام دقيقة ومضبوطة، إلا أن ذلك لم يحدث، فإذا بكرة الثلج تتدحرج وتتدحرج، إلى أن صنعت انجرافًا كبيرًا جدًا، ضيّع على جماهير الوداد الكبيرة حلاوة الفوز على زناكو الزامبي، والعبور نحو ربع نهائي عصبة الأبطال. أو لنقل إنها بددت منه الكثير، وهو الأرجح.
فقد كان ممكنًا، وببساطة كبيرة للغاية، نشر الوثيقة أو الوثائق التي تثبت بأن اللاعب وليام جيبور ما يزال وداديًا، على الموقع الرسمي للفريق، وعبر وسائطه الأخرى، مثل موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، وإن احتاج الأمر إلى تصريحات للتوضيح، يتصدى لها الناطق الرسمي، أو المكلف بالمهام الإدارية، ليشرح ويوضح، على منصة "يوتيوب" الخاصة بالفريق.
فما معنى أن يكون المبادر لنشر خبر انتقال جيبور إلى النصر السعودي هو المسؤول الأول للنصر، على صفحته الخاصة بموقع "تويتر"، ثم يؤكد الخبر نفسه الموقع الرسمي لنادي "ريو أفي" البرتغالي، فيما يأتي رد فعل رئيس الوداد الرياضي عبر تصريحات منتثرة هنا وهناك، كلها نفي، لا يسمن ولا يغني من جوع؟
يا سادة يا كرام، ألم تفهموا بعد أننا في زمن ثورة "الإنفوميديا"؟ وأن التواصل صار هو القوة الضاربة لمن يملك ناصيتها، ويعرف كيف يتعامل معها؟ ألم تفهموا بعد بأن النادي الكبير هو الذي يملك موقعا قويا على الإنترنيت، وحواشيه على مواقع التواصل الاجتماعي، وحضورا متواترا، ومتواصلا، في الإعلام الوطني والدولي؟
لقد أصبح بإمكان المغربي، مثلما هو الأمر بالنسبة إلى كل الناس في كل العالم، أن يعرف أشياء كثيرة بنقرة على حاسوب، أو لمسة على هاتف محمول. ما يعني أنه يصعب على المرء أن يكذب عليه، أو يقول له إن المعلومة التي نقلها له الغير ليست صحيحة، دون أن يكون النفي مُعززًا بالإثباتات والبيانات الوافية والشافية.
في عصر المعلومات، والشفافية، والحكامة الجيدة، إما أن تكون الفرق المغربية قوية وتربح مصيرها، أو تتخلف يوما بعد يوم، إلى أن تندثر، وتصبح مجرد إشاعة، أو "خبر لا أساس له من الصحة"