بقلم :محمد التويجر
بقدر ما أعجبت بعرض وزير الشباب والرياضة السيد رشيد الطالبي العلمي ، حين التقائه الأربعاء الماضي بأعضاء لجنة الشؤون الاجتماعية بمجلس النواب، وضبطه لعناصر استراتيجيته الرامية إلى النهوض بالشأن الرياضي المغربي وإخراجها من نفق مناظرة الصخيرات ، بقدر ما صدمت اليوم حين إجابته على أسئلة السادة النواب المتمحورة حول إخفاق "كان" مصر ، وما رافقه من نواقص ، إلم أقل فضائح .
بدل أن يجيب الوزير عن الاستفسارات، بعيدا عن لغة الخشب وأسلوب العام زين الذي كلفنا - على الدوام - غاليا دون أن نحصد من ورائه نفعا ، اختار "معاليه" أسلوب الهروب إلى الأمام، عبر التقليل من هول الصدمة ، راميا مكونات المنتخب بكل أصناف ورود المديح حد " التبجيل"، زاعما أن ما حدث قضاء وقدر ، وأن 99 في المائة من المغاربة متفهمون لما حدث ، فيما الواحد المتبقي مشكل من العدميين الذين ينتظرون في الدورة حاملين معاول الهدم والتبخيس ، لبث اليأس في نفوس "أبطالنا الأشاوس" .
نسبة 99 في المائة - سيدي الوزير المحترم - التي استعنت بها حين مرافعتك "غير الشافية" ، أكل عليها الدهر وشرب ... وحتى الدول الموغلة في الحكم الفرداني المتسلط التي تذيل فيها الانتخابات المتحكم فيها بنتائج المخدومة ( رحم الله الاستقلالي امحمد بوستة ) تجاوزت هذه البدعة، فقلصت من النسبة إياها إيمانا منها بأن المجمتع مقسم بالضرورة إلى مؤيد ، ومعارض ومحايد أيضا
لا أحد يشكك في وطنية لاعبي المنتخب المغربي، لأن ذات الشعار الخالد " الله - الوطن - الملك "واللونين الأحمر والأخضر يجمعانا ...لكن ما تناقله ممثلو الإعلام المعتمدون لتغطية الكان، من استهتار بعض اللاعبين واستصغارهم المنافسين ، والنفخ فيهم حتى صدقوا أنهم مرشحون فوق العادة للتتويج ، كلها عناصر قادت إلى النتيجة التي تعرفونها .
تتذرعون بضيق الوقت، واقتراب انطلاق تصفيات الدورة القادمة المرتقبة بالكامرون لطي الملف، وتخلصون بشكل غريب إلى أن ما أصاب المنتخب ذو صلة وثقى ب"عيون القواصة" ، وما شابه ذلك من نعوث لا تليق بسمعة وزير "محترم " في حكومة "موقرة"
نعرف أن الاستقالة سلوك شبه مستحيل في أعراف مسؤولينا، وأنهم دإبوا على استغلال عامل الزمن لتجاوز النكبات ، ما دام أن من سيمات المواطن المغربي التسامح والنسيان بسهولة.
اكتشفت لدى معاليكم اليوم مهارات في "الدريبلاج" ، وهذا ليس بغريب على رجل خبر ملاعب السياسة وألغامها وتحالفاتها أيضا ...كما وقفت على محاولاتكم اليائسة لتبرير إخلاف تسديد زياش لضربة الجزاء موعدها مع المرمى البينينية ، مستعينين بعض أبجديات الفيزياء ، وتفاعل درجة الحرارة بالعرق وطبيعة أرضية الميدان ونفسية اللاعب حين التنفيذ، لإقناع النواب بصواب طرحكم
ثم من يكون زياش ليرفض الجواب على مكالماتكم 23 ؟ أتفهم نفسيته المهزوزة ، ومع ذلك عليه أن يقر أنه تسبب أيضا ب" فشوشه " المفرط في التلاعب بنفسيات الملايين من المغاربة والآلاف من الذين تجشموا عناء السفر وغلائه ليكونوا خير سند له ولزملائه ( حالة الوفاة المسجلة بالعرائش إحدى تجلياته )
هل محص معاليكم وتدبر في أجور مدربي الكان، ومقارنتها مع يلهفه الفرنسي رونار شهريا مقابل اشتغاله أياما معدودة في السنة، رغم أن المنطق يفرض في أن ينص عقده لزاما على ضرورة الاشتغال مع كل الفئات وطيلة الشهر ، ضمانا لانسيابية تغذية صفوفها ب" النقيلات " التي تحتاجها.
هل شاهدتم أين كان ينام لاعبو منتخب مدغشقر، ظاهرة كان هذه السنة ( أسرة الداخليات ، وقارنتموها بفنادق خمس نجوم التي توضع رهن إشارة أعضاء المنتخب ، والطائرة الخاصة التي تقلهم في حلهم وترحالهم ؟
ألم تتساءلوا ما جدوى كثرة أفراد طاقم مساعد لرونار ( غالبية عناصره أجانب وعددهم يكاد يوازي لاعبي المنتخب) في حين اختارت أطر مغربية، مشهود لها بالكفاءة، الهجرة القصرية لإثبات الذات والبحث عن العيش بكرامة؟
هل فعلا تم اعتماد مصور خاص برونار يلهف الملايين بالعملة الصعبة ؟
هذه هي الأسئلة المغيبة في جلسة المكاشفة البرلمانية اليوم
....ولأنني أعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه ، فإنني أنتظر بفارغ الصبر خروج فوزي لقجع رئيس الجامعة الوصية، ( أقررتم بأنها الوحيدة دون غيرها التي تحترم الضوابط القانونية والشفافية ) إلى العلن ، قصد إطلاع الرأي العام المغربي على ما حدث بقاهرة المعتز ، باعتباره رئيس الوفد والقريب من كل صغيرة وكبيرة ، والالتزام علنا بألا تتكرر المهزلة....أما ثقافة الاستقالة فما زال بين مسؤولينا وبينها ملايين السنوات الضوئية ، وكل سنة ورياضتنا بألف.....