بقلم- عمر عاقيل
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻄﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﺘﺨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﻜﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻻﻋﺒﻴﻪ ﻳﺤﺴﺒﻪ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﺘﺨﺒًﺎ ﻳﻨﺘﻤﻲ إلى اﻠﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧﻠﻄﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ اﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻛﻤﺎ ﻳﺨﻀﻊ إلى اﻠﻤﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍلاﺣﺘﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ.
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ من حقها ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺄﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭﻫﺎ ﺑﻌﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻨﻘﻲ، ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻭﻥ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ وﻳﻔﺘﺨﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﻓﺘﺨﺮﺕ ﺃﻣيرﻜﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ عدة ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺫﻱ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، وعلى الرغم من ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﺗﻢ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻓﺮﻳﻖ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻓﻮﺯﻫﺎ ﺑﻜﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻓﻮﺯ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻜﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻟﻤﺎ ﻻ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﻌﻨﺼﺮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ﻭﺗﻄﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ بخاصة ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺗﻌﺼﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﻠﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺰﻳﻤﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ اﻟﺤﺎﺟﺰ ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﻮﺯﻫﺎ ﺑﻜﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺘﺨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ بالبطولة ﻣﻦ 19 ﻻﻋﺒًﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴًﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ 15 ﻻﻋﺒًﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ أﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭ 4 ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ.
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣًﺎ على الرغم ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪﻣﺖ دليلًا ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻭﺣﻘﻘﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻳﻔﺘﺨﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ