تحل بعد يوم غد الخميس 16 مايو الجاري الذكرى 63 لتأسيس القوات المسلحة الملكية (الجيش الملكي) والأمن الوطني ( الشرطة) اللذين أبصرا النور يوم 16 مايو 1956.
وهكذا أسس السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه بمعية ولي عهده الأمير مولاي الحسن الجيش الملكي والشرطة وباقي المكونات الأمنية لخدمة وحماية الوطن شعارهما كشعارنا جميعا : الله ، الوطن ، الملك .
وبصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية فقد أجاز الملك للقوات العسكرية والأمنية ( حاملي السلاح) التعاطي للشأن الرياضي منذ الاستقلال ، وقد ترأس جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه أول لجنة أولمبية وطنية مغربية في عهد الاستقلال أعلن عن تأسيسها بالرباط يوم 25 يناير 1960 بعد إحداث مجموعة من الجامعات الملكية الرياضية في مقدمتها جامعة كرة القدم بموجب الظهير الشريف رقم
376.1.58 الصادر في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958 الذي يعتبره كثير من المتتبعين للشأن الجمعوي أكثر تفتحا وديمقراطية من النصوص المتداولة حاليا في هذا الشأن . وكانت اللجنة الوطنية الاولمبية المغربية (CNOM) تتكون يوم تشكيلها من 10 أشخاص هم : ولي العهد الأمير مولاي الحسن رئيسا ، والحاج محمد بنجلون تويمي نائبا أول للرئيس رئيسا منتدبا ، محمد بلمعطي بوعبيد ، عمر بوستة ، محمد امجيد كاتبا عاما ، عبد السلام مشيش ، PEREZ MAXIME ، CHARLES BENITAH أمينا للمال ، محمد عز الدين بنجلون تميني ، محمد بنهيمة . وتبعا لذلك تعاقبت شخصيات عسكرية وأمنية عليا على تدبير الشأن الرياضي في أعلى مستوياته منهم على سبيل المثال : الجنرال دو كور دارمي حسني بنسليمان الذي ترأس اللجنة الأولمبية وجامعة كرة القدم ، الحاج محمد المديوري رئيس المكتب المديري لنادي الكوكب الرياضي المراكشي وجامعة ألعاب القوى ، الجنرال إدريس باموس رئيس جامعة كرة القدم ، الجنرال نور الدين قنابي ، الكولونيل المهدي بلمجدوب الذي شغل مهام الناخب الوطني لكرة القدم ورئيس الجامعة ورئيس اللجنة الأولمبية ،
الكولونيل الحسين الزموري رئيس جامعة كرة القدم ،
الكولونيل مصطفى زكري رئيس جامعة الجمباز ونائب رئيس اللجنة الأولمبية ، الكولونيل با معروف رئيس نادي الكوكب الرياضي المراكشي ، حسن الصفريوي رئس اللجنة الأولمبية ، عبد الله تمام رئيس جامعة التايكواندو ، محمد موقتبل رئيس جامعة الكاراتي ، بوبكر جضاهيم رئيس الوداد ، الدكتور سمير الخياط رئيس اتحاد الشرطة الرباطي ، عبد الحق باسو رئيس اتحاد الشرطة الرباطي ، عبد اللطيف المسفيوي رئيس رجاء بني ملال وغيرهم . ودعما للرياضة الوطنية تم تأسيس الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية (ASFAR) التي لعبت ولا تزال تلعب دورا أساسيا في تنمية الرياضة ببلادنا على الصعيدين الوطني والدولي وفازت بألقاب وطنية وقارية ودولية من بينها كأس العرش (11) مرة والبطولة الوطنية ( 12) مرة وبطولة أفريقيا للأندية البطلة في كرة القدم سنة 1985 وبطولات دولية أخرى مدنية وعسكرية . وتنظم القوات المسلحة الملكية لفائدة منتسبيها بطولات عسكرية وطنية وتشارك في أخرى قارية ودولية حققت فيها نتائج جد مشرفة . وعندما كانت فرق الجيش الملكي تشكل مشتلا للابطال كانت الرياضة الوطنية بألف خير .
وفرت الدولة المغربية كل الإمكانيات البشرية والمادية والمعنوية والبنيات التحتية المتطورة لمختلف الأنواع الرياضية الممارسة من طرف عناصر الجيش وفي مقدمتها المركز الوطني للرياضة العسكرية بالمعمورة قرب العاصمة الرباط الذي يعتبر مفخرة المنشآت الرياضية ببلادنا على المستوى العربي والأفريقي بمحاداة معهد مولاي رشيد للرياضة اللذين يشكلان معا مدينة رياضية متكاملة لاحتضان التظاهرات الكبرى من بينها الألعاب الأفريقية التي ستحتضنها المملكة بعد عودتها إلى حضيرة الإتحاد الأفريقي والتي ستجري من. إلى . وقد دأبت الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية ( ASFAR) على وضع منشآتها الرياضية رهن إشارة الجمعيات والأندية الرياضية المختلفة من أجل التدريب والتكوين والمواكبة .
نظمت القوات المسلحة الملكية وساهمت بمعية أسرة الأمن الوطني في إنجاح العديد من التظاهرات الوطنية والعربية والقارية والمتوسطية والعالمية أمنيا وتأطيرا ونتائج . وقد شكلت عناصر فرق الجيش الملكي لعقود كثيرة العمود الفقري للمتخبات الوطنية . حضيت الرياضة على الدوام برعاية ودعم وتشجيع الملك المجدد محمد السادس نصره الله من حيث الممارسة والدعم المادي وسن القوانين الهادفة لتطويرها . وقد عودنا الملوك العلويون على ترؤس التظاهرات واستقبال الأبطال ومنح الاوسمة الملكية ومنح الهبات المالية وتوفير الرعاية الطبية للإبطال الرياضيين المتميزين . ومن جهة أخرى أدت أسرة الأمن الوطني بكفاءة عالية ألدور المنوط بها في حفظ النظام وتوفير الأمن للرياضيين والمواطنين على السواء وكذا الشأن بالنسبة للشخصيات والفرق الأجنبية الرياضية التي تحل ضيفة على المملكة بمناسبة التظاهرات والمؤتمرات الرياضية المتعددة . ومعلوم إن الأمن الوطني أسس بمراكش فريق الاتحاد الرياضي للشرطة المتعدد الفروع والذي كان السيد الحاج محمد المديوري أحد مدربي فريقه لكرة القدم في وقت من الأوقات . وبالرباط تم تأسيس اتحاد رياضي آخر للشرطة متعدد الفروع كان يرأس مكتبه المديري السيد حسن الصفريوي الذي ترأس لجنة التحكيم بجامعة كرة القدم قبل أن يترأس لاحقا اللجنة الأولمبية . وظل الاتحاد الرياضي للشرطة يساهم بلاعبيه في تعزيز صفوف مخلف المنتخبات الرياضية الوطنية كما كان يمثل المغرب في مختلف التظاهرات الرياضية الشرطية الدولية.
أما على مستوى التأطير فقد كان لأسرة القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني دور بارز يتعزز يوما بعد آخر في التحكيم وتدريب مختلف الفرق المدنية .وقد تميز في مجال التحكيم السادة : سعيد بلقولة (الجمارك) الذي حكم باقتدار متميز المباراة النهائية لنيل كأس العالم فرنسا 1998 التي فازت بها فرنسا أمام البرازيل ( 0-3) وشهدت طرد اللاعب الفرنسي MARCEL DESAILLY أمام أنظار الرئيس الفرنسي (JACQUES CHIRAC) , عبد الكريم الزياني مبدع كلمة( لا غبار عليها ) ، الحاج محمد باحو ، مولاي الحسن النجاشي ،أحمد شوقي جوهري ، عادل زوراق ، سعيد الطاهري ، السليماني البرهمي ، نور الدين جعفري وآخرون وفي مجال التدريب نذكر المرحوم محمد العماري ،
سعد دحان ، خليل بودراع ، صلاح الدين احميد (مدرب حراس) ، عبد السلام لغريسي ، لحسن الوداني (احسينة) ، عبد الله هيدامو ، محمد عزيز الصمدي ، عبد السلام التنيوني، عبد الرزاق خيري ، عبد المجيد لمريس ، عبد الكريم الحضريوي ، محمد العزيز ، العلوي السليماني عبد الكبير المعروف تحت لقب LE PROFESSEUR ، العربي شباك (الأمن الوطني ) ومدرب الحراس اللبق والمقتدر أحمد فوناكا .
بهذه المناسبة الغالية نتوجه بعبارات التهنئة والامتنان إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، القائد العام ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية داعين له بدوام الصحة والعافية وإلى جميع أفراد القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني وجميع حملة السلاح وإلى كافة أفراد الشعب المغربي الأبي بالعزة والكرامة بين الأمم .كما نتمنى للشباب المنادى عليه للتجنيد الإجباري أو المتطوع قضاء أوقات طيبة ومفيدة ستعود عليه وعلى الوطن بالخير في أحضان مدرسة الوطنية والفداء . مدرسة القوات المسلحة الملكية الرائدة .