بقلم - المصطفى القرفي
لعل النتائج الأخيرة التي حصدتها كرة القدم الوطنية تتكلم عن نفسها بكل تأكيد، بعد غياب عن البوديوم لمدة طويلة، عادت اليه المستديرة الوطنية وبقوة من خلال المنتخب الوطني الفائز بكأس إفريقيا للفوتصال، وكذا فوز المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية للألعاب الفرنكفونية وكذا فوز الوداد البيضاوي بلقب كأس إفريقيا لعصبة الأبطال للأندية وكذا السوبر الإفريقي ووصول الفتح الرياضي لنصف نهائي كأس الإتحاد الإفريقي، ووصول المنتخب المغربي للكبار لدور الربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم، بعد أن إستعصى عليه الأمر لسنوات عديدة، وفوز المنتخب المغربي للمحليين بالشان الإفريقي لأول مرة في تاريخه التي نظمت أطوارها ببلادنا، والنتيجة الأكبر والجميلة والمشهود لها سواء وطنياً أو دولياً هي تأهل منتخبنا المغربي لنهائيات كأس العالم للمونديال الروسي لصيف هاته السنة. المونديال الذي غبنا عنه لمدة عشرين سنة بالتمام والكمال لكن عودتنا للمونديال كانت قوية وعدنا بالتأهيل من بلاد الفيلة وكان الأداء والنتيجة رائعين وتحسن ترتيب المنتخب منذ قدوم الثعلب الفرنسي هيرفي يرڤي رونار الذي عرف كيف يصنع منتخباً قويا يلعب كرة جميلة ويقارع الكبار حيث أصبح تصنيف الفريق الوطني من بين المنتخبات الأربعين عالمياً...
كل هاته النتائج الجيدة انعكست إيجابا على بطولتنا الوطنية للمحترفين، التي أصبحت بين أفضل الدوريات عربيا وإفريقيا وأصبحنا نشاهد بعض الجمل التاكتيكية وبعض الحوارات الشيقة بين المدربين داخل رقعة الميدان، وكذا التحسن والواضح للخطوط الأمامية للفرق بحيث أصبحت المبارايات تعرف تسجيل أهداف كثيرة وجميلة في نفس الوقت.
نتائج قوية بكل تأكيد من ورائها أناس إشتغلوا على المدى المتوسط والبعيد على رأسهم فوزي القجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وكل مكونات الشأن الكروي بالبلاد لاعبين مسيرين جمهور وصحافة..
ومن ورائها كذلك إنسان يشتغل في الظل وفي الخفاء إنسان يشتغل أكثر مما يتكلم إنسان مؤدب وخلوق إنسان بعقلية إحترافية أوروبية فرنسية، خولت له أن يكون على رأس الإدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعدما راكم عدة تجارب كروية على الصعيد الفرنسي أهلته لكي يكون ربان الإدارة التقنية الوطنية بإمتياز...
المحتفى به والمكرم إسمه الكامل ناصر لارگيت من مواليد مدينةسيدي سليمان سنة 1958،حاصل على شهادة الباكالوريا بعدها الحصول على دبلوم الدراسات الجامعية بيولوجي بعدها الحصول على الإجازة الثانية في علم الميكروبيولوجيا والكيمياء الحيوية...
لاعب كرة قدم سابق حاصل على شهادة الدولة للمربين الرياضيين من الدرجة الأولى فرع كرة قدم كما أنه حاصل على شهادة الدولة للمربين الرياضيين من الدرجة الثانية فرع كرة قدم،حاصل كذلك على الدبلوم الأوروبي للإعداد البدني في الرياضة الجماعية، وحاصل أيضاًعلى الشهادة الجامعية للياقة البدنية لكرة القدم، وحاصل كذلك على شهادة تكوين المدربين من طرف الفيفا وحاصل على شهادة مدرب محترف لكرة القدم مرخص من طرف الفيفا...
كما أن ناصر بحكم حبه للكرة وشغفه الكبير لمعرفة الصغيرة والكبيرة في كرة القدم جعلته يقوم بالعديد من الدورات التكوينية رفقة الأندية الكبيرة ومشاركته في القارة العجوز في العديد من المؤتمرات حول الرياضة وكرة القدم على الخصوص وكان خير سفير لبلده المغرب...
مشاركته بمعسكر التدريب في فلورنسا رفقة فريق فيرونتينا بإيطاليا كما شارك في مركز تدريب كرة القدم بريو بالبرازيل مشاركته أيضاً في دورة تكوينية بالنرويج ومشاركته أيضاً في دورة تكوينية بنادي يوڤونتس من تأطير فابيو كابيلو، كما شارك في دورات تكوينية رفقة نادي أنتر ميلان ونادي أرسنال الإنجليزي ونادي ساوثامبتون ونادي هامبورغ الألماني كما كلّف ناصر لارگيت بمراقبة بعض البطولات الدولية منها بطولة فياريجيو بإيطاليا وكذا مراقبة بطولة العالم تحت عشرين سنة بماليزيا ومراقبة بطولة أوروبا تحت ثمانية عشرة سنة في إيسلندا كما انه كان مؤطراً بكأس أفريقيا بالغابون وكأس إفريقيا تحت ثلاتة وعشرين سنة في السينغال، وشارك في العديد من المؤتمرات حول كرة القدم خصوصاً بالأندية الفرنسية والنرويج وريو البرازيلية...
السيد ناصر لارگيت تاريخه الكروي حافل بالإنجازات الكبيرة التي حققها خارج الديار وبداياته الأولى كانت عبر نادي كين ونادي توري هاركورت، حيث كان لاعباً ومدرباً ومديراً فنياًواشتغل كذلك بمركز التدريب روون كمدرب ومديراً للمركز، وكذا رئيس جامعة التدريب لكرة القدم كالفادوس، كما اشتغل كمدرب ومدير مركز التدريب الفرنسي "كان" وكذلك مدربا ومدير مركز التدريب "سما كان" كما أشرف على نادي أتلتيك لوهاڤر وأشرف كذلك على مركز التدريب ستراسبورغ، كل هاته الإنجازات التي قام بها ناصر كانت منذ سنة 1985 إلى حدود سنة 2007 وفي سنة 2008 عين كمدير لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم بالرباط وفي سنة 2014 عين مديرا فنيا وطنيا للإدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم....
السيد ناصر لارگيت لا تكفيه هاته الأسطر لتكريمه وكل هذا الكلام القليل الذي قيل في حقه لايكفي لتكريم هذا الإنسان الرائع الذي يعمل في صمت رغم بعض المنتقدين الذي همهم هو عرقلة كل ماهو ناجح فناصر فهو إنسان تربوي بإمتياز وأستاذ رياضي ومستشار تربوي كذلك يعرف كيفية تسيير أي إدارة أو مدرسة كروية ويعرف كيفية الترويج والمنافسة الشريفة وكذا توظيف اللاعبين الفنيين والتقنيين،ترأسه لأكاديمية محمد السادس أعطت أكلها حيث نودي على العديد من لاعبيها للمنتخبات الوطنية العمرية...
ناصر أعطى دفعة قوية لتطوير ممارسة كرة القدم حيث يشرف على تكوين المؤطرين والمدربين المنظوين تحت غطاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مما ساهم بشكل كبير من المنافسة القوية للمدربين داخل أنديتهم ممايعود بالنفع بالنتائج الإيجابية على الكرة الوطنية التي عرفت قفزة قوية بفضل العديد من المكونات الرياضية بالبلاد....
السيرة الذاتية لهذا الرجل صراحة مليئة وكثيرة لذا حاولت أن أكون خفيفاً شيئاً ما في كتاباتي هاته على القارئ الكريم...
طائر مهاجر غرد خارج الديار ولما عاد للوطن هاهو يغرد داخل الديار ولعل النتائج والمعطيات والإحصائيات تتكلم عن ذلك،لذلك وجب أن نكون منطقيين وصرحاء ونعترف بالنتائج المحققة وبالعمل الذي يقوم به هؤلاء،لا نكون منتقدين من أجل النقد فقط بل لنكون منتقدين من أجل مصلحة الكرة بوطننا ومن اجل مصلحة البلد ككل وإن كان النقد البناء فمرحباً وإن كان العكس فويل ثم وَيْل لهؤلاء الذين لا يريدون الخير لهاته البلاد
ناصر لارگيت يستحق العلامة الكاملة وانا على أكيد بان الرجل سيزيد من عمله ومضاعفة مجهوداته لتطوير كرة القدم وتطوير كذلك تكوين الأطر والمدربين لحصد منتوج كروي في المستوى يمكن به أن نقارع المدارس العالمية.