بقلم : السيد بيومي
انفض المولد، وانتهت بطولة أفريقيا، واختلطت المشاعر بين سعيد ومتفائل, وآخر حزين وناقم, وثالث ناقد ومحلل،.وبين مشاعر الفخر بما حققه هيكتور كوبر ولاعبيه، وبين غاضب من اختيارات الأرجنتيني، وغير مقتنع بلاعبيه.
واذا نحينا هذا "الكوكتيل" من المشاعر، سنجد أنفسنا أمام العديد من الحقائق التى لا يمكن للمشاعر أن تخفيها أو تزيفها أو تتغافل عنها، لأننا ببساطة لن نحقق أحلامنا إلا باتباع الحقائق ومراقبة الأرقام، في الكرة وفي شتى مناحي الحياة.
الحقيقة الأولى أننا عدنا للمشاركة في البطولات الأفريقية، بعد خصام استمر ثلاث سنوات، وتصدرنا مجموعتنا، ووصلنا إلى النهائي، وحققنا المركز الثاني.
الحقيقة الثانية أننا شاركنا في البطولة بمجموعة اختارها "كوبر"، وتحمل مسؤوليتها، وراهن عليها، وأيًا كانت نتيجة هذا الرهان فإن "كوبر"، وبوصوله إلى النهائي، نجح، على الأقل رقميًا، في تحقيق ما أراد.
الحقيقة الثالثة أن المركز الثاني تساوى عند البعض مع المركز الأخير، استنادًا لتتويجنا في سبع بطولات سابقة، وكأن قاموسنا لا يعرف إلا التتويج أو الخروج من التصفيات.
رابع الحقائق أن البطولة وتصفياتها شهدت تسجيلنا 16 هدفًا، تكفل بتسجيلها محمد صلاح وعبدالله السعيد، وغيرهما، لكن اللافت أن هدفًا وحيدًا فقط جاء عن طريق باسم مرسي، أي أننا ليس لدينا رقميًا رأس حربة من وزن حسام حسن وعماد متعب، وعلينا البحث عن علاج، لأن القادم لن يكون بسهولة ما فات.
الحقيقة الخامسة أننا خسرنا في النهائي، وكدنا نخسر أمام مالي وبوركينا فاسو، بسبب تراجع العامل البدني وسيطرة الإرهاق على اللاعبين، وكبر سن البعض، وهنا تبرز ضرورة الاعتماد على لاعبين أصغر سنًا وأقوى بدنيًا، وإدخالهم ضمن توليفة المنتخب شيئًا فشيئًا، دون أن ننصب أنفسنا أوصياء على عمل المدير الفني أو اختياراته.
حقيقة سادسة أكدت بما لايدع مجالاً للشك أننا نمتلك حماسًا ورغبة وطنية كبيرة، فلا يجب أن نهدر كل هذا في إلصاق تهم المحاباة بمساعد مدرب، أو المجاملة بمدرب حراس، وأن ننسى الأهلي والزمالك لخدمة هذه الوطنية وهذا الحماس.
سابع الحقائق أننا نتصدر مجموعتنا في تصفيات المونديال، ولدينا مباراتان متتاليتان مع أوغندا، التي فزنا عليها في أمم أفريقيا، ومباراة عودة مع غانا، التي فزنا عليها ذهابًا، وفي البطولة الأفريقية، أي أننا لا بد أن نترجم تفوقنا معنويًا ورقميًا، ونواصل النتائج الإيجابية، لأن التأهل إلى المونديال هو أمل شعب، وحلم أجيال توقف معها الزمن عند عدالة السماء التي نزلت على "ستاد باليرمو".
حقيقة أخرى مهمة، بل قد تكون الأهم، وهي أننا، وباعتراف خبراء العالم وأفريقيا الذين تابعوا مباريات البطولة، لدينا منتخب له شخصية،هذه الشخصية التى لم تعجب البعض، لاعتمادها على الدفاع، قد تتحول إلى هجومية بتعلم دروس البطولة، وتصحيح الأخطاء، واستعادة اللاعبين لعافيتهم، إذن المهم أن نحافظ على المنتخب، وقد يكون من لطف الله بنا وحظنا الجيد أننا لم نفز بالبطولة، لأن الافراح تستغرق منا أوقاتًا طويلة، وتؤخر عملية التقييم الواقعي للمنتخب.
كلنا ثقة في اللاعبين، كلنا ثقة في "كوبر"، كأس العالم حلم قد يتحقق ببعض الهدوء ومزيد من العمل، أنتم جديرون بالثقة، وشعبنا جدير بالفرحة.