بقلم: يونس الخراشي
ترامب وتويتر توأم سيامي. كلاهما جاف ومباشر وصادم. ولذلك بالضبط أصبح ترامب مصدر ربح كبير لتويتر بتدويناته الصاعقة. وآخر تلك التدوينات تهم مونديال 2026. قال فيها بالمختصر إن الدول التي ستدعم ملفا آخر غير الملف الأميركي ستعرض نفسها لحساب عسير.
صحيح أن التدوينة تعد إخلالا بالأخلاقيات المعتمدة في كرة القدم، ولكنها، في الواقع، أحدثت رجة. حدث ذلك في أميركا أولا. فالإعلام الأميركي سرعان ما تفاعل مع التدوينة الصاعقة. خلص إلى أن ترامب وجه ضربة للملف الموحد من حيث أراد أن يوجه دفعة.
كان متوقعا أن يحدث دخول ترامب على خط "قضية مونديال 2026" رجة من هذا القبيل. وكان طبيعيا أيضا أن يهتم الإعلام الأميركي بأي رد فعل من الرجل الأول في البيت الأبيض. وكان مفترضا أن يضع من وكل إليهم أمر تدبير ملف "موروكو 2026" شيئا من هذا القبيل في حسبانهم، ويعدو له العدة.
ألو.. ألو.. ألو..
يبدو أن من يعنيهم الأمر لم يكونوا على أهبة. فقد مرت أربعة أيام على تدوينة ترامب، وهي حقبة زمنية طويلة للغاية في كوكب التواصل الجديد، دون أن يصدر أي رد فعل عن مدبري ملف "موروكو 2026". ولو بالتلميح.
فمقابل تدوينة ترامب السيئة الذكر، ظهرت تدوينة مغربية، على تويتر@morocco2026 ، تقول "هل تعلمون؟ شبكة القطار المغربي فائق السرعة ستحدث 2500 عمل في البلد". كتبت باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. لا تقول شيئا يعني أصحاب القرار.
في الفايسبوك، حيث ينشط المغاربة، وهو موقع عاطفي وإنساني، حسب الخبراء في مواقع التواصل الاجتماعي، انشغل الناس بقميص المنتخب الوطني. أو لنقل بما قدم على أنه قميص سيرتديه الأسود في مونديال 2018 بروسيا. فمن يعنيهم الأمر لم يوجهوا النقاش حيث ينبغي.
ألو.. ألو.. ألو..
منذ أسابيع، لا أحد يرد. ما يجعل الساحة أكثر فراغا لكي يتصرف فيها الغير. فحتى رد فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم لم ينه الجدل بشأن تدوينة ترامب. ومن تابعوا تدوينات الرئيس المقاول يعرفون أنه لا يقف عند القول.
للعلم. في باب التنافس حين لا ترد، تعتبر إما شاردا أو موافقا. وهكذا فالمفروض في من وكل إليهم أمر تدبير الملف أن يعلنوا موقفا ما. أن يقولوا شيئا. أن يوضحوا للرأي العام. أن يطمئنوا الناس. لا أن يبقوا في باب الشاردين.
أخيرا؛ وفي انتظار "تصريح جديد" لرئيس لجنة "موروكو 2026"، بدون أسئلة وأجوبة، نشكر الإعلام الأميركي، الحي والحر. فهو من جعلنا نتابع تحليلا يرى في تدوينة ترامب ضربا للملف المشترك. ويصف ما قاله الرئيس بالحمق.