بقلم - يونس الخراشي
كان الأفضل بالقائمين على شؤون الرياضة المغربية أن يستثمروا فرصة انعقاد الجمع العام الانتخابي للجنة الأولمبية الوطنية، والذي لم ينعقد منذ 12 سنة، ليعطوا إشارات إيجابية تخص الديمقراطية واحترام القانون في المغرب، عوض أن يكرسوا منطق "ولد زروال"، و"الله يفتح على من اصبح"، وكأن المغرب لم يتغير فيه شيء.
لقد تحرك المغرب كثيرا، وجرت مياه كثيرة تحت الجسر، بل إنه يعيش اليوم على وقع حراك في الحسيمة، خرجت حشود كثيرة في الرباط تعلن دعمها له، وتحتويه، وتعقلنه، وبعث رسائل إلى من يعنيه الأمر كي يتحرك، ويستجيب، ويطمئن الناس بخصوص مستقبلهم.
وفي هذا التوقيت بالذات يأتي برجل، وهو محمول "على العمارية"، ليعوض الرئيس السابق للجنة الأولمبية الوطنية، دونما حاجة لا إلى قانون، ولا إلى انتخابات، ولا إلى صناديق زجاجية، ولا إلى فرز، وكأنهم يضربون كل شيء بعرض الحائط، ويقولون للناس بأن المغرب لم يتغير قيد أنملة، وأن من يظن ذلك إنما يحلم.
لقد كانت السوأة، وأي سوأة، أن يظل رجل واحد، هو حسني بنسليمان، على راس مؤسسة رياضية طيلة هذه السنوات، دون أي محاسبة أو مراقبة أو تتبع. وهكذا كان يفترض تصحيح الوضع، لا "تصحيحه"؛ أي جعله "صحيح، بحال الرخام"، ليبقى كما هو، منذرا باستمرار الرجل الجديد، المعين، لما يشاء هو الآخر.
اللجنة الأولمبية الدولية منتخبة، وإسألوا نوال المتوكل تنبئكم الخبر اليقين. وتنتظر من اللجنة الأولمبية الوطنية، التي تنتظم تحت دستور 2011، وقانون 30.09، أن تعلن عن انتخابات نزيهة، مثلها. لا أن تأتي برئيس معين، تكريسا لوضع سيء، ومعيب، ويعتبر سبة في حق المغرب والمغاربة.
هل يعلم من يدبرون شؤون الرياضة، ولست أظن الوزير الجديد واحدا منهم، على كل حال، أن الرئيس المعين الجديد سيدخل الحلبة مرشحا وحيدا؟؟؟ وهل يعلمون أن أحدا لن يملك الترشح لمنافسته على اعتبار أنه "معين"؟؟؟
إنها السوأة فعلا. فأي إشارات يمكن للمرء، وعنقه تشرئب للديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وتوزيع الثروة بالعدل، وإحقاق الحق، وطمأنة النفوس، أن يلتقط من كل هذا؟
أليس فيكم رجل رشيد؟؟؟