بقلم - يونس الخراشي
يتعين علينا أن نستوعب شيئا مهما بخصوص المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، في وضعيته الحالية، كلما هممنا بعملية التحليل. وذلك حتى لا نسقط في فخ التضليل أو التهويل، أو التضخيم، أو التبخيس أيضا.
فحتى الآن يعتمد من يحللون مباريات المنتخب الوطني، في وضعه الحالي، على معطيات يمتحونها من منطلق انتمائي خاص، بحيث يستعملون أدوات تعود إلى مخزون البطولة المغربية، بأعطابها، ومشاكلها، وبنيتها العامة، بما فيها إعلامنا الرياضي المعطوب (العبد لله جزء منه طبعا).
والمتعين، حتى يكون التحليل موضوعيا، هو الانتقال من منظومة الانتماء الحالية، والتي هي بطولتنا الموقرة، والمظفرة، إلى منظومة الانتماء التي جاء منها اللاعبون الحاليون، وهي بطولات أوروبا، خاصة، حيث يمارس اللاعبون أنفسهم الذين سيواجههم المنتخب الوطني، في وضعه الحالي، بكأس العالم.
حينها فقط، وأركز على فقط، سيكون التحليل موضوعيا، وسيراعي المعطيات التي تكون في ظلها لاعبونا الحاليون، وهي المعطيات نفسها التي أنتجت رونالدو البرتغالي، وميسي الأرجنتيني، وإنييستا الإسباني، وغيرهم من اللاعبين المترعرعين في أحضان مراكز التكوين الأوروبية، وتحت أنظار كبار المؤطرين الأوروبيين، وعلى يد التحكيم الأوروبي، وبرعاية رؤساء أندية أوروبية، وفي عناية إعلام رياضي أوروبي.
أي تحليل لبنية ما لا يمكنه أن يستقيم وهو ينطلق بمعطيات تخص بنية مغايرة تماما، وإلا سقط إما في التبخيس، أو التهويل، أو التضخيم، وكلها خلاصات ليست صحيحة، وجب مراجعتها، من الجذور.