بقلم - جمال اسطيفي
أعلن فصيل الغرين بويز المساند للرجاء موقفه بخصوص الأحداث التي عرفتها مباراة الفريق أمام الجيش الملكي والتي شهدت أعمال عنف أدت إلى إصابات واعتقالات.
العديد من النقاط التي عبر عنها الفصيل لا يمكن إلا تقاسهما من قبيل التنظيم السيء في الملاعب وتسييرها العشوائي والاستفزازات المتكررة، وعدم فتح بوابات متعددة أمام الجماهير، وغياب مقاربة أمنية بمفهومها الاستراتيجي.
وشخصيا سبق وأن كتبت بعد أحداث مباراة فريقي الكوكب والرجاء في الموسم الماضي أن الشغب وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة مرفوض، ولا يمكن التساهل معه، وأن الاستمرار في الزج بالشباب في السجون، أمر غير مقبول تماما.
وكتبت ايضا لننتبه إلى أن مهمة الأمن ليس إشهار "الزرواطة" فقط، وأن التدخل بعنف يسمح به القانون في حالات محددة، يؤطرها القانون.
وأن ما حدث في مراكش يكشف كيف فشل رجال الأمن في تأمين مباراة عادية في كرة القدم، مباراة حضرها بضعة آلاف ولم تشهد أي احتكاك أومناوشات بين جمهور الفريقين، وأن أمن الملاعب، لا يجب أن يختصر في توزيع العشرات من رجال الأمن حول الملعب أو الطرق المؤدية إليه، أو في انتزاع "الباش" أو السماح برفعه، ولكن أمن الملاعب نظام احترافي، يتم التعامل معه كما يتم التعامل مع كل التظاهرات الحاشدة، سواء كانت وقفة احتجاجية أو سهرة فنية، أو مسيرة تضامنية، ولذلك فإنه بات أولى بوزارة الداخلية إعادة تكوين مسؤولي الأمن، تكوينا يساهم في الحد من أحداث الشغب..
لا يمكن أيضا إلا الاتفاق مع هذا الفصيل بخصوص التدبير السيء للمكتب المسير لفريق الرجاء وغياب الموضوعية في ما يخص قرارات الجامعة التأديبية، لكن ما لا يمكن الاتفاق حوله هو وضع الفصيل للإعلام كله في سلة واحدة، إذ صوروا الإعلام كل الإعلام على أنه يعيش مفعما بعرفان الجميل والامتنان وتهيب يبلغ درجة العبادة لمن يدفع أكثر، هذا دون الحديث عن تشبيه الإعلام كل الإعلام على أنه يحمل مشاعر تفوق مشاعر كلب وضع سيده أمامه خروفا مشويا..!!
إن التعميم مبطل للكثير من الآراء، وإن توصيف البشر بصفات حيوانية لا تقبله لا عدالة الارض ولا عدالة السماء، كما أنه مثير للاستغراب أن يدق الفصيل ناقوس الخطر منددا بالظلم الذي طال مشجعين وطال فريقه، ويلحق في المقابل ظلما بشرفاء مازالوا في الإعلام ويحاولون بشتى السبل أن يكون لهم صوت مسموع ورأي موضوعي سواء اتفق معه العامة أو اختلفوا..
التعميم لا يمكن أبدا أن يكون لغة العقل والفكر المستنير، وإشهاره يعني أن هناك خللا ما وتجن وطعن وسوء ظن وأحكام مسبقة..