بقلم: الحسين الحياني
ودعنا عبد الله السطاتي.. وهو نسيا منسيا.. ودعناه من غير أن نذرف عليه نظرة في بيته، تزرع سكينة في المريض لا يعرف قيمتها غيره.. وهو يرانا أوفياء لأصحابنا ـ من غير المغاربة ـ ممن أحبونا وتجنسوا بجنسيتنا.. وخدموا وطننا، من غير أن يساوموا ولا يقايظوا ولا يمدوا أياديهم .
عرفت الرجل في سنتي الأولى لاقتحام تجربة الصحافة بالإذاعة سنة 1962..لما كان يتردد على أصحابه في الرباط، ومن بينهم أخونا رئيس نادي الوسط، الحاج المعطي الشرقاوي..صعب أن أقول لكم بأنه جاء إلى المغرب يحمل مشروع كرة حديثة لمغرب حديث، ويتحصن بحماس المغاربة المحررين..
أكلت ونمت في بيته بفاس ووجدة والدار البيضاء..الخ
عبد الله السطاتي خدم الكرة المغربية منظرا ومدربا ومكلفا بمهام وطنية، كتأطير فريق الأمن الوطني الذي كان يقيم دوريات مغاربية بانتظام في الستينيات والسبعينيات..وليس سهلا أن يكلف تقني بجنسية فرنسية، بمهمة في صلب هياكل الأمن الوطني.. لولا ما له من حب للبلاد..
وقصة عبد الله السطاتي مع نكران الجميل، من الساهرين على الكرة المغربية سابقا، دامية ودامعة إلى اليوم.. سنوات وسنوات وهم يعرقلون تجنيسه المغربي..مرات ومرات أهين من الجهاز الجامعي، وأشهرالإهانات يوم أبعد عن المنتخب لمصلحة اليوغسلافي فيدينيك، مع أ،ه هو من أهله صحبة كليزو ، كما أبعد من الذهاب إلى المكسيك صحبة المنتخب، غير أن رجلا في المغرب رفض هذا وأنصفه.. وهو الشريف الرضي الراحل الأمير مولاي عبد الله الذي فرضه عنوة ..
كان رفيقي في المكسييك 1970.. وكان رحمه الله يقول لي :" ..كولْ " اللانكوست ـ الجمبري ـ اللي ما كنقدوش عليه في المغرب.. واللانكوست في المكسيك كان في متناول الجميع كالبطاطا في المغرب..وأمضى سكاكين الغدر تلقاها من مسؤول عن المنتخب في المكسيك من طرف الوزارة الوصية، يوم وقف في باب المستودع ومنع عبد الله من الدخول لتهنئة اللاعبين على مباراة الألمان..
أما الفرق التي دربها وتنكرت له حتى في أداء واجباته، فحدث ولا حرج، وفي مقدمتها فرق تعتبر نفسها كبيرة .. وهي فعلا كبيرة حتى في التهام مستحقات الغير..
نم مطمئنا في دارك الباقية.. فالمغاربة جميعهم يبكونك اليوم..
أخوك اسّي الحياني..