بقلم : يوسف بصور
عزف الرجاء البيضاوي سمفونية النصر في مباراته ضد فيتا كلوب الكونغولي، وعزفت معه الجماهير سمفونية الإبداع من مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء. كانت ليلة لا تنسى تضافرت خلالها جهود كل «وليدات الخضرا»، من أجل الخروج بنتيجة تقرب الفريق من تتويج ثاني بكأس الكاف غاب عن خزائنه منذ سنة 2003.
خلال مباراة الأحد، رأينا الرجاء التي نعرفها. رأينا نفس الإصرار والحماس والقتالية، التي عهدناها في عناصر الفريق الأخضر، حتى في عز الأزمة المالية الخانقة التي كادت تعصف به قبل بضعة أشهر، لولا أن عناصره وطاقمه التقني وجمهوره ظلوا إلى حد ما في عالم منعزل عن المشاكل الإدارية اليومية، وحافظوا على تركيزهم على الهدف الأهم، ألا وهو إعادة قطار الرجاء إلى سكة الانتصارات والتألق والبحث عن الألقاب.
صحيح أن عناصر الرجاء أهدرت خلال الشوط الأول من المباراة عددا كبيرا من الفرص، التي كانت ستحسم تتويج الفريق باللقب حتى قبل خوض مباراة الإياب يوم الأحد المقبل بالعاصمة الكونغولية، لكن ما كان بارزا هو عدم تسرب اليأس إلى النفوس، حيث استمر النسور الخضر في البحث عن هز الشباك من خلال هجمات مسترسلة، كان من البديهي أن تنجح إحداها في افتتاح حصة التهديف مع انطلاق الجولة الثانية عن طريق رحيمي، الذي أعطى إشارة الانطلاقة لمسلسل الأهداف الرجاوية الثلاثة.
ما كان بارزا أيضا في مباراة الأحد، هو الدور الكبير الذي لعبته الجماهير في تحفيز العناصر الرجاوية على تحقيق الانتصار وبأكبر حصة ممكنة. بالتأكيد تسبب إهدار الفرص في الجولة الأولى في غضب الجماهير، لكنها عبرت عن ذلك بالمزيد من التشجيعات للاعبين ومطالبة اللاعبين في كل مرة بالتوجه نحو مرمى الخصم، وهو ما كان له وقع السحر على أداء العناصر الرجاوية لتنجح في نهاية المطاف في كسر النحس، الذي لازم المحاولات الهجومية للخضراء خلال الجولة الأولى.
بعد الفوز الكبير في مباراة الذهاب انتهى النصف الأول من مهمة لاعبي الرجاء بنجاح، والمطلوب الآن من كل مكونات الفريق الأخضر هو دعم اللاعبين بكل الوسائل الممكنة حتى يتوجهوا إلى الكونغو غدا الأربعاء، وهم في قمة الجاهزية النفسية استعدادا لمباراة الأحد التي ستكون صعبة بالتأكيد. والأهم من كل ما سبق، هو ضرورة خوض مباراة الإياب بنفس التركيز ونفس الحماس، وعدم التعويل فقط على الأهداف الثلاثة المسجلة في مركب محمد الخامس، سيما أن الكونغوليين سيوظفون جميع الوسائل المشروعة منها وحتى غير المشروعة لإخراج لاعبي ممثل المغرب في كأس الكاف من تركيزهم، وتدارك هزيمتهم الكبيرة في مباراة البيضاء.