بقلم - شفيق الزعراوي
حتى لا ننسى مطالبة الدولة المغربية بحل الأولتراس، فهو في حد ذاته إعدام للإبداع في المدرجات إذ أنها تبقى المصدر الوحيد لمتعة الملاعب في ظل تراجع مستوى اللاعبين ومستواهم الفني والبدني.
حديثي هنا منحصرا عن بعض الفصائل المشجعة، إن لم أحصرها في أولتراس" وينرز التي أبدعت وتألقت وأبهرت العالم ومكونات الرياضية في جل بقاع الكرة الأرضية، لنجد أنها ممنوعة من إبراز خيالها وإخراجه للوجود عبر لوحات فنية و"تيفوات" على مدرجات الملاعب الوطنية.
موضوعي مرتبط أساسا بما وقع ليلة أمس في مباراة الوداد ونهضة بركان، حينما حاول رجال الأمن اقتحام المنطقة الخاصة بالجمهور الذي كان –كعادته- يبدع في تشجيع الفريق ويؤازره بأهازيجه التي أطربتنا في العديد من المرات.
لم نعرف السبب الأساسي وراء ذلك، كيف تم اقتحام منطقة ملوك المدرجات وما الهدف من وراء ذلك ومن كان سببا في ذلك ؟ لتظل كلها أسئلة مطروحة دون إيجاد حل لها...
فكيف يعقل أن يتم اتهام جمهور مبدع بالمشاغب؟ كيف نفكر أن نتهم هؤلاء بخلق الفتنة في الملاعب ؟ وهل القمع هو الحل لردع الجماهير الغيورة على فريقها؟
فهم من غنوا آميغو لا لشيء سوى أنهم عائلة واحدة، هم من تغنوا بالحرية لأنهم أحسوا "بالحكرة" هم من رددوا حب الأجداد وهم من رفعوا تيفو الاستقلال وعلم المغرب بالمدرجات...
فالدول الأوروبية تعامل هؤلاء الهوليغانز على أنهم “مشجعون متحمسون جدًا رغم أنهم غالبًا ما يكونون تحت تأثير الخمر أو المخدرات” وبالتالي فإنهم أبناء الدولة الذين يجب استيعابهم وتفهمهم والتعامل معهم بمنتهى الاحترام، دون عبارات قاسية تجاههم أو تخوينهم أو تشويه صورتهم.
الهوليغانز ينتشرون في 23 دولة أوروبية، أبرزهم إنجلترا التي تحتوي على 54 مجموعة لعدد 54 فريق كرة قدم من فرق الدرجة الأولى والثانية والثالثة، أبرزهم هوليجاز مانشستر يونايتد (الجيش الأحمر) وهوليجانز مانشستر سيتي (مشعلو النيران)، وهوليغانز ليفربول (فرقة الشغب) وهوليجانز تشيلسي ونيوكاسل وتوتنهام وغيرهم، وفي ألمانيا يوجد 5 فرق كرة قدم لهم مشجعون هوليغانز، أبرزهم بروسيا دورتموند ودينامو دريسدن وفرانكفورت، ينتشر الهوليغانز في هولندا (20 مجموعة) والنرويج (8 مجموعات) وبولندا (13 مجموعة) وأسكتلندا (24 مجموعة).
فإن كنا حقا دولة تسير في نهج الديمقراطية، فعلينا أن نتجنب كل ما يمكنه خلق الفتنة بين الجمهور ورجال الأمن وتفادي الوقوع في مجازر مثل التي وقعت في أوروبا وغيرها ومثل ما وقع في مجزرة بور سعيد...
اتركوهم يبدعون..اتركوهم يتألقون..وكفانا شر الفتن