بقلم : حسن خلف الله
ما يحدث في مسألة بيع "الكاف" لحقوق البث التليفزيوني لبطولاته، لا يحتاج لدراسة في علوم التجارة أو الاقتصاد للتعرف على قواعده، ولا يحتاج إلى قراءة روايات في الأدب الفرنسي على شاكلة " كوكب القردة" لبيير بول، للتعرف على طبيعة الشخصيات التي تدير هذه العملية، وذلك في ظل ما حدث .. ويحدث منذ ٢٠ عاما، فالكاف يبيع بنفس الطريقة لشركة واحدة هي "سبورت فايف"، وهذه المرة أُجري التعاقد باسم الشركة الأم وهي .."لا جاردير"!!
لقد كان للإعلام دور كبير في فتح ملف الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم، من خلال الكشف عن الرشاوي والصفقات المشبوهة التي تحدث داخل هذه المؤسسة الكبيرة، وذلك رغم السرية المفروضة دائما على كل الملفات، وهو نفس الحال الذي ينطبق على الاتحاد الإفريقي الذي يرفض أي موظف بداخله الإدلاء بأية تصريحات، لأنهم يريدون الحفاظ على أماكنهم في ظل الدولارات الكثيرة التي يتقاضونها شهريا، بجانب البدلات الكبيرة التي يحصلون عليها من كثرة السفريات المكوكية لهم داخل القارة الإفريقية، لذلك فإن الحديث عن مسألة بيع حقوق البطولات الإفريقية وما يحيط بها، هو محاولة لمساعدة كرة القدم للهروب من الاحتكار، وليس عيبا أن نحاول، فقد نساهم في اندلاع شرارة الإصلاح، في ظل بيانا ناريا لإحدى الشركات المصرية يحمل كثيرا من الاتهامات التي لم يرد عليها أحد!!
أعتقد أنه أن الأوان لأن تتحرر كرة القدم الإفريقية من الاحتكار، ومن تلك "التابوهات" التي تحركها، والتي تفحلت عبر سنوات طويلة لدرجة جعلتها لم تعد تهتم لأية أراء تخالفها، بل وتسخر منها، فعندما خرج إسماعيل بهامجي الرئيس السابق للاتحاد البوتسواني وعضو اللجنة التنفيذية السابق بالاتحاد الدولي، ليتحدث - قبل سنوات - عن فسادهم، شبهوه بالشاويش البريطاني دالتون الذي اشترك في معركة العلمين، وظهر في برنامج إذاعي ينتقد ويسخر من مونتجمري قائد المعركة، ويعلن عدم موافقته على خطته العسكرية في مواجهة روميل القائد الألماني، وأن اسم البرنامج الذي ظهر فيه .. اضحك مع الصعاليك !!