بقلم :حسن البصري
أجمع قراء وحفظة فناجين العام الجديد، على وجود بقع من الدم على تقاسيم ملامحه، وأكدوا أن عدوى "البلوكاج" السياسي ستنتقل إلى الكرة، وكشف كبير المنجمين أنّ كثيرًا من الأندية التي يعاني منخرطوها من السعال الديكي، سيلجأون إلى وصفة مكتب تحالف يلم كل الفصائل المتناحرة، قبل أن تتحول إلى تركيبة مكتب "تعالف"، بعد أن يفهم الجميع اللعبة ويؤمنون بأن الكرة محشوة بالهواء الفاسد.
في عام 2017، ستتحول الأندية الرياضية إلى شركات مجهولة الاسم والعنوان والهوية، وسيختفي المنخرطون تدريجيًا من المشهد الكروي، بسبب استنزاف احتياطي التصفيق، وسيتحول الرئيس إلى باطرون كامل الأوصاف، ويطالب الجامعة باستبدال نقط الربح والخسارة بالعملة الصعبة، وسيعلن اللاعبون المعتزلون استعدادهم لنيل صفة نقابي يلف ذراعه بشارة عمادة لا يفرط فيها.
أول اختبار للكرة المغربية، سيكون في أدغال أوييم على مقربة من الحدود الغابونية الكاميرونية، وهناك سيسعى منتخبنا إلى الظفر بـ كأس أمم أفريقيا بالطرق الدبلوماسية، بعيدًا عن لغط الكرة. ويقول المنجمون إن مدرب منتخبنا الوطني محسوب على برج الميزان، الذي يتميز أتباعه بالأناقة والشك، وهذا التضارب بين خصلتين قد ينعكس سلبًا على أداء الفريق الوطني الذي نطالبه بالأناقة في الأداء لا في الهندام.
لقد جرب المنتخب العديد من المدربين، منهم من ينتمي لبرج الثور كالزاكي وبرج الجوزاء كغيريس وبرج العقرب، فكان نصيب منتخبنا النطح واللسع والضغينة، قبل أن نكتشف وجود لاعبين أغلبهم ينتمون لبرج الدلو، لذا علينا أن نقتنع بأن منتخبنا سيرتطم بمطبات عديدة لكننا سنصل إلى هدفنا وسنعود من حيث أتينا بدون كسور.
ستعرف السنة الجديدة، انتفاضة صاخبة وستتناقل كبرى المحطات الفضائية والأرضية غضبة الأغلبية الصامتة من المشجعين، وستوقف القنوات برامجها لتنقل على الهواء مباشرة أخبار غزوة المشجعين ووقفاتهم الاحتجاجية، مطالبين بإسناد لجنة فض المنازعات للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، الذي لن يتردد في تنزيل جدول زمني لانسحاب الجمهور من الملاعب.
ولأن طريق الكرة أسهل ممر نحو الوجاهة، شريطة امتلاك جبهة صد من الخرسانة والإسمنت المسلح، فإن كثيرًا من المشجعين سيفوزون ببطولة المغرب للقفز بالزانة من “حياح” معتمد إلى رئيس مجلس إدارة وعضو جامعي، وفي نهاية العام يمشون الهوينا على البساط الأحمر، لينالوا السعفة الذهبية عن فيلم "اللص والكلاب".
ستعرف السنة الجارية، تقسيم المناصرين إلى عدة أجنحة..ويصبح لكل جناح أمير يبايعه الأتباع فيسبوكيًا، وسيتولد عن هذا الانقسام معارك في المدرجات، تنتهي في مصحات يعالج فيها الضحايا عن طريق الوخز بالسكاكين، وحين ينظم الشعراء قوافي الهجاء ضد البوليس والصحافة، ويستبدلون عبارات “ممنوع البول” بـ”الحرية للمعتقل”، ينفي السجين وصول نسائم الحرية إليه، ويطالب بقفة مليئة بالشهب النارية.
وتقول توقعات أحوال السنة، إن تضخمًا رهيبًا سيضرب سوق المدربين، الذين سيرتفع عددهم بمعدل مدرب لكل لاعب، وستنزل أسعار استقدام اللاعبين والمدربين إلى أقصى معدلاتها، وستصبح جامعة الكرة راعيًا رسميًا لبرنامج الخيط لبيض، لفض منازعات قبيلة الكرة دون إحداث ثقوب في ميزانية الأندية، وفي ظل مناخ الكساد الكروي ستفتح وكالات القروض الصغرى فروعًا لها في مقرات الفرق المغربية حتى يظل اللاعب حيًا لا يرزق إلا بقرض.
ستظل البطولة النسائية أشبه بـ”كليبات” فرجوية يتابعها مشجعون يحبسون الأنفاس حين تسجل لاعبة هدفًا وتهم بخلع قميصها، وفي نهاية كل مباراة يهرعون نحو غرف تبديل الملابس لاقتسام الفرحة مع الفائزات، قبل أن يعرجوا على مستودع المنهزمات لمواساتهن بعناق حار مشبع بالروح الرياضية.