بقلم:عمر عاقيل
ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺸﻐﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻬﺪﺩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺪﻟﻊ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ، ﺳﻮﺍﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺸﻂ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ، ﺍﻟﻠﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ وصولا إلى القتل ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﺍﻹﻟﺘﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺧﻼﻝ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺃﻧﺪﻳﺔ الدوري الوطني، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﺘﺒﻌﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎ وقع ﺑﻤﺼﺮ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻤﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺠﻞ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﺣﺪﺍﺛﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺤﺴﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻐﺐ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﺮﺗﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻟﺘﺮﺍﺕ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺏ ﺩﺍﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﻟﺘﺮﺍﺕ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺆﺟﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻟﻦ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻟﻠﻤﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﻟﻬﺎ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﻖ ﻣﻨﺎﻭﺷﺎﺕ ﻭﺗﻮﻋﺪﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺎﻳﺴﺒﻮﻙ ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻌﺐ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ، ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻟﺤﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺸﻐﺐ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻣﻊ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﻣﻨﻄﻠﻖ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﺎﻧﻮن، لمحاربة داء الشغب، إﺫﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ؟ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍ ﺧﻄﻴﺮﺍ ﻟﻤﺮﺗﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺝ ، ﻭﻻ ﻳﺘﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺎﺕ.