بقلم - أحمد اجديرة
كنا إلى زمن قريب نعتبر ديربي الفتح الرباطي والجيش الملكي لقاء القمة الذي ينتظره عشاق الكرة ليس فقط في العاصمة، لكن في المغرب كله، للأهمية التي كان يكتسيها على صعيد الكرة الوطنية، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت هذه المباراة تجري وتنتهي دون أن تترك في الذاكرة أثرًا.
من قتل إذن هذا الديربي العريق؟ أطرح السؤال على المعنيين بالأمر لأن ما آل إليه ديربي العاصمة يتحمل مسؤوليته كل المتدخلين، هذا مع إيماني التام أنّ الجواب ليس بالسهل وأنّ الأمر يتطلّب دراسة متأنية على مجموعة من المستويات لا يسع المجال لذكرها... هل يمكننا إذًا أن نعيش من جديد في المستقبل القريب نفس الأجواء الاحتفالية التي كان يعرفها ملعب الفتح في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي عندما كان الملعب مملوءًا عن آخره ساعات قبل بداية المباراة، وكانت الجماهير الغفيرة التي لم تستطع ولوج الملعب تصل إلى حدود شارع النصر في العاصمة. هذا السؤال لم يعد يطرحه أحد لا من طرف المعنيين بالأمر ولا من طرف الإعلام، وباتت مباريات الفريقين أشبه بالمباريات العادية التي لا تثير الاهتمام وأقول هذا لأنّ الأمر يتعلق بوصف حالة واقعية لا يمكن أن ينكرها أحد.
كانت جماهير الفريقين تعدّ العدة لهذه المواجهة وتنتظرها بشغف كبير منذ بداية الموسم ويشاركها في ذلك كل عشاق الكرة في بلادنا، كلامي هذا لا يخص ديربي هذه الأيام الذي لا مذاق له والذي سمح حتى بتهجيره في بعض الأحيان من مدينة الرباط خلال المواسم الأخيرة ليلعب في مدينة أخرى (في وقت كان بالإمكان إيجاد حلّ آخر يناسب قيمة المبارة)، لكن عن ديربي العاصمة الحقيقي الذي لم يكن يقل عن ديربي البيضاء العالمي في شيء والذي عشت أجواءه منذ طفولتي واستمتعت لسنوات بالطبق الكروي الرائع الذي كان يقدّمه نجوم الفريقين، ويكفي أن أذكر أسماء البعض كالمرحوم بليندة، خالد الأبيض، بيهي، المودني، تمود، جوهر، لمتيوي، عموتة وشيبا من جهة الفتح والتيمومي، دحان، شيشا، لغريسي، هيدامو، اللمريس، المرحوم الرموكي ولمساوري من جهة فريق الجيش لمعرفة القيمة الفنية لهذا الطبق.
أعتقد أنّ إعادة الحياة لهذا الديربي العريق تحتاج إلى سنوات عمل من طرف جميع المتدخلين على مستوى الفريقين الذين يستحق تاريخهما إحياءه، ولأن الأمر يتعلق بكل بساطة بلقاء يجمع كبيرين من كبار الكرة الوطنية.